طباعة هذه الصفحة

سمية تفتح قلبها لـ ''شباب بلادي''

الرحلة الشاقة والشيقة مع العمل وتحدي المرض

نبيلة. م

بعزيمة من فولاذ تمكّنت ''سمية . م'' من تحقيق هدفها في الحياة متحدية المرض التي تعاني منه. بابتسامة عريضة ووجه تقاسيمه تنم عن مكنونات تعكس نشاطا وحيوية كبيرين، فتحت لنا الشابة ذات الـ ٣٥ عاما قلبها وحدثتنا عن مشوارها الدراسي والمهني المتواضع وطموحها المستقبلي.

سجّلت في مركز التكوين المهني بعد أن خانها الحظ في الحصول على شهادة الباكالوريا سنة ١٩٩٣رغم أنها كانت من النجباء، لتتوج بشاهدة تقني في الإعلام الآلي، اشتغلت سنتين تقريبا في إطار تشغيل الشباب، وبعدها توظفت في إحدى المؤسسات العمومية بالعاصمة مباشرة بعد فوزها في مسابقة للتوظيف ـ تقول الشابة ـ، ''وتبدأ الرحلة الشاقة والشيقة مع العمل وتحدي المرض. السكري الذي لم أضعه قط  كعائق أو سبب أتحجج به، بل بالعكس فأنا أعتني جيدا بصحتي أتبع كل الخطوات التي يتطلبها هذا الداء، حيث لا يؤثر عليّ تماما في مزاولة عملي وأقوم بكل واجباتي وإني أضحي في كثير من الأحيان من وقتي الخاص لأجل خدمة وطني أولا وأداء واجبي تجاه المواطنين قدر المستطاع''.     
وتكبر مع سمية آمال وإصرار على الاستثمار في مستقبل امرأة لم يثبط عزيمتها تعب الدراسة، حيث التحقت بمعهد في العاصمة للحصول على شهادة تقني سامي في الإعلام الآلي، ما جعلها تعمل على ترتيب أجندتها يوميا للتوفيق بين العمل والدراسة .
صقلت تجربتها المهنية واكتسبت خبرة ساعدتها على إتقان عملها والإلمام بتقنيات جعلت مسؤوليها في المؤسسة يقدرون الجهد الذي تبذله ويكنّون لها احتراما كبيرا .
رحلة أخرى بعد قطف ثمار سنوات من الجهد والمثابرة وتشق الشابة طريقها نحو المستقبل وبما أنها تريد أن تخطو دائما نحو الأمام وبخطى ثابتة ـ تقول سمية ـ فكرت كثيرا وكوني أريد أن أحقق ذاتي بمشروع مستقل، اتجهت إلى الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر قمت بإيداع ملف طلبت من خلاله فتح محل يختص في تقنيات الإعلام الآلي.
تم قبول الملف من طرف اللجنة بعد دراسته، لكن وجدت بعض الصعوبات من طرف الأهل الذين ترددوا في الأول وتخوفوا من عدم نجاح المشروع، وفقد عملي، لكنني أقنعتهم ليتركوا لي الاختيار في الأخير''. رغم هذا ـ تقول الشابة ـ، ''لم تعارضني أية صعوبة أو عرقلة ولم يصادفني أي مشكل، بل الكل قام بواجبه كما ينبغي سواء على مستوى الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر أو على مستوى البنك الذي منحي قرضا بقيمة سمح لي بتجهيز المكتب عن آخره من طرف الممون الذي تسلم الشيك من البنك، والجميل هنا أني استفدت من مدة تسديد''.
تجسّد الحلم وبلغت الشابة الطموحة مرادها وهي الآن مستقلة في عملها وقامت بتوظيف شاب وشابة معها يحملان مستوى جامعي.