طباعة هذه الصفحة

الأستاذ وائل عبد الصـمد، لـ”الشعب”:

أسباب مهنية واقتصادية وراء اهتمام الشباب الجزائري باللغة الإنجليزية

محمد مغلاوي

ساهمت التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها الجزائر، في إقبال الشباب الجزائري على تعلم اللغات الحية وخاصة الإنجليزية، بحثا عن النجاح في مختلف المجالات وتحقيق طموحاتهم المهنية، على اعتبار أن أغلب الشركات والمؤسسات الاقتصادية وطنية كانت أو أجنبية، تشترط في عملية التوظيف على المترشح التحكم في اللغات وبالتحديد الإنجليزية. في هذا الإطار، يرى أستاذ اللغة الإنجليزية وائل عبد الباسط، لـ»الشعب»، أن الشباب الجزائري بطبعه منفتح على مختلف الثقافات واللغات، ولا يجد حرجا في التواصل مع غيره، دون التخلي عن هويته العربية، الأمازيغية والإسلامية، مؤكدا أن سبب الإقبال المتزايد على اللغة الإنجليزية من طرف هذه الفئة في السنوات الأخيرة، يعود أساسا إلى بحثه عن أفاق أرحب وعوالم أخرى للنجاح مهنيا، نظرا للتحول الكبير والعميق الذي يعرفه سوق الشغل في الجزائر، ودخول مؤسسات عربية وأجنبية إلى الجزائر تضع اللغة الإنجليزية أول الشروط للالتحاق بها، وهو ما حمس فئة الشباب على تعلمها ومحاولة إتقانها بالشكل الذي يسمح لهم الحصول على عمل بشركات ومؤسسات تلبي طموحاتهم المهنية.
واعتبر عبد الباسط صاحب 29 سنة، أن هناك اهتماما كبيرا باللغة الإنجليزية في الجامعات الوطنية، لكن تبقى دون طموحات الجيل الحالي، فتجده يلجأ إلى المدارس الخاصة من أجل رفع مستواه وتحسين قدراته الكتابية والسمعية، مشيرا إلى أن اللغة الإنجليزية لغة واسعة جدا من حيث المفردات، تعتمد أساسا على حسن النطق الذي يختلف ما بين البريطانية والأمريكية والكندية والاسترالية والجمايكية... وهذا ما ينقص نوعا ما المؤسسات التعليمية ببلادنا.
وقال عبد الباسط ابن مدينة الثنية ولاية بومرداس،
ن منهجيته في تدريس هذه اللغة يعتمد على أن لا لغة أخرى غير الإنجليزية داخل القسم، حتى يتعود الطالب على استعمالها في جميع الحالات، وبالتالي اكتساب مهارات النطق والمحادثة بسرعة. ويستعمل عبد الباسط لأجل إيصال الرسالة التعليمية للطالب عدة أدوات منها خاصة الصور والحركات. ويرى أن أستاذ اللغة الإنجليزية الناجح هو الذي يكون أولا صديقا للطالب، حتى يكسر حاجز الخجل بين الطرفين ويجعله مرتاحا ويعطيه قوة وشجاعة في تعلمها، ومقداما على اكتساب مهاراتها، إضافة إلى استعمال أسلوب التبسيط حتى يسهل على الطالب التعلم.
ووجه عبد الباسط، الذي يملك أكثر من 8 سنوات خبرة في تدريس الإنجليزية، رسالة إلى الشباب بضرورة العمل الجاد وعدم الفشل، وحثهم على ضرورة خلق محيط مساعد على تعلم اللغات باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة، خاصة فيما يتعلق الهاتف النقال، هذا بالإضافة إلى أهمية مطالعة الكتب التي تساعده حتما في اكتشاف مفردات جديدة، وتعوّده على القراءة بالإنجليزية بغض النظر عن فهم موضوع الكتاب من عدمه، لأن العبرة في الفكرة العامة.
ويأمل عبد الباسط، الذي تكون على أيدي أساتذة أمريكيين وكنديين وبريطانيين، في أن يتسع استعمال اللغة الإنجليزية في الجزائر لأنها ـ كما قال ـ لغة عالمية تفتح للمجتمعات أفاق التطور والنجاح، مؤكدا أنه يطمح إلى فتح مدارس خاصة لتعلم هذه اللغة، حتى يساهم في نقل تجربته وخبرته للشباب الصاعد.