طباعة هذه الصفحة

رمضان أقبل كيف العمل؟

تعرضوا لنفحات رحمة الله بالفرح والسرور

بأي شيء نستقبل رمضان؟ وبأي عدّة نتجهز لرمضان؟ أبشراء أنواع العصائر والمشروبات؟! أبتوفير أصناف المأكولات ؟! أبتجهيز المطابخ وصالات الطعام؟! أبأخذ إجازة من العمل والتفرّغ للنوم؟
ما هي الطرق السليمة لاستقبال هذا الشهر العظيم؟
ينبغي للمسلم أن لا يفرّط في مواسم الطاعات، وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها، قال الله - تعالى -: ]وفي ذلك فليتنافس المتنافسون [المطففين: 26. قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإنّ لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم.
نستقبل رمضان بأشياء منها:
 
- أولا: الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الدعاء هو العبادة». أخرجه أصحاب السنن بسند صحيح.
وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلّغهم رمضان، ثم يدعونه أن يتقبّله منهم.
إذا بلغت رمضان ورأيت الهلال تقول كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا رأى الهلال،
 قال: «اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربّك الله».
- ثانيا: الحمد والشكر على بلوغه، قال النووي ـ رحمه الله ـ في كتاب الأذكار: (اعلم أنه يستحب لمن تجدّدت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا لله ـ تعالى ـ أو يثني بما هو أهله) فكم من رجل كان يصلى بجانبك في القيام العام الماضي وهو الآن يرقد في التراب ينتظر دعوة صالحة ولو قيل له تمنى لقال ساعة من رمضان فكن أنت هو.
- ثالثا: الفرح والابتهاج، ثبت عن رسول الله أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول: {جاءكم شهر رمضان، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم... الحديث} «أخرجه أحمد».
- رابعا: عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير، قال الله ـ عز وجل -: «فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم» «محمد: 21»ً. فالصحابي الذي بايع النبي على أن يضرب بسهم من هنا فيخرج من هنا فصدق الله فصدقه فكن صادقا مع الله.
- خامسا: العلم والفقه بأحكام رمضان، فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم، ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد، ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه، ليكون صومه صحيحا مقبولا عند الله ـ تعالى -: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» «الأنبياء: 7».
- سادسا: الإخلاص لله في الصيام:
الإخلاص لله ـ تعالى ـ قال تعالى{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}«الكهف: 110». والإخلاص روح الطاعات، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات، وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون معونة الله لعبده المؤمن.
- سابعا: بسلامة الصدر مع المسلمين... وألا تكون بينك وبين أي مسلم شحناء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن».
- ثامنا : بالتعوّد على صلاة الليل والدعاء واتخاذ ورد يومي من القرآن حتى لا نضعف في وسط الشهر. إضافة إلى ذلك اتخاذ أوقات خاصة لقراءة القرآن بعد الصلوات أو قبلها أو بين المغرب والعشاء أو غيرها من الأوقات خلال شعبان ورمضان وما بعدهما بإذن الله، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما -: «كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن..ولقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم ـ أجود بالخير من الريح المرسلة».
- تاسعا: بمحاسبة النفس على تقصيرها في تحقيق الشهادتين أو التقصير في الواجبات أو التقصير في عدم ترك ما نقع فيه من الشهوات أو الشبهات..
فيُقوّم العبد سلوكه ليكون في رمضان على درجة عالية من الإيمان.. فالإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية يزيد حتى يكون كالجبل وينقص حتى لايبقى منه شيء كما قال بن عيينة.