طباعة هذه الصفحة

تأسّف لعدم نيل المحطات التاريخية الاهتمام المستحق

العربي الزبيري: تدريس التاريخ بموضوعية

اعتبر الدكتور محمد العربي الزبيري التاريخ،  بمثابة تواصل يجب   أن يدرس.. كونه يربط المواطن ببلده ومجتمعه ويفتح له الطريق للتقدم، لكنّه تأسّف عن عدم الاهتمام بدراسة بعض المحطات التاريخية التي تربط الشعوب المغاربية كساقية سيدي يوسف ومعركة ايسين على الحدود الليبية ــ الجزائرية قائلا'' :الدولة التي لا توحّدها الشعوب لا يمكن أن يوحّدها أحد''، مضيفا لدى تدخّله الأسبوع الفارط بالندوة التي نظّمت بمقر مجلس الشورى المغاربي، أنّ هناك عدة طلبة من الجزائر وليبيا حضّروا رسائل ماجستير حول مساهمة الشعب الليبي في دعم الثورة، لكن كل ينظر إليها من منظوره الخاص.
وفي ذات السياق، أشار الدكتور الزبيري إلى أنّ ما يهم من استذكار هذه المعارك التاريخية بين دول المنطقة المغاربية، هو معرفة كيفية الاستفادة في استخلاص عِبر الأخوّة والتضامن السائدة آنذاك، والتي غابت في وقتنا الراهن، وتوظيف إيجابيات وسلبيات الحادثة التاريخية. وحسبه، فإنّ شعوب المنطقة أصبحت لا تعرف بعضها البعض، وأنّ الأمر الذي ينبغي توظيفه هو ماذا كانوا وكيف أصبحنا؟
وقال أيضا الأستاذ الجامعي، أنّ ما يؤلمنا هو أنّنا لم نجد اليوم من يؤرّخ للثورة الجزائرية بشكل صحيح بعيدا عن الذاتية، وكذا بعض أقطار المنطقة المغاربية، داعيا إلى ضرورة التمييز بين المذكّرات والشهادات التي تكتب بالجوارح، أمّا التاريخ فهو علم قائم بذاته، وهذا مازلنا نفتقد له، على حد قوله.
وفي هذا الاطار، أبرز الدكتور محمد العربي الزبيري أنّه في المغرب الأقصى هناك إنتاج علمي وفير في هذا المجال، مفيدا: ''إذا كنت لا تنطلق من تاريخك فكيف يمكن أن تصل إلى هدفك؟ لأنّ التاريخ هو الذي يربطك بالوطن''، مضيفا أنّ المصطلحات التاريخية هي أساس الفهم الصحيح، وإذا كانت خاطئة فإنّنا لا نصل إلى نتيجة صحيحة، معطيا مثالا عن عبارة ''عيد الاستقلال والشباب''، وحسبه فان هذه العبارة خاطئة وتخدم الاستعمار، حيث أوضح أنّ قولنا ''عيد الاستقلال'' يبرز الاحتلال، وهو اعتراف بأنّنا أحرار انفصلنا عن فرنسا ولسنا جزءًا منها   .