طباعة هذه الصفحة

30 ألف صورة غير موثّقة بالمتحف و11 ألف شهادة حيّة

بيطام: ذاكــرة الأمّـــــة فـي خطــر وتحصــين الأجيال بالتّاريخ واجـــــب وطنـــــي

سهام بوعموشة

أبرز المدير العام للمتحف الوطني للمجاهد مصطفى بيطام، دور الإعلاميين في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتبليغها للأجيال الصاعدة كي تدرك حجم تضحيات أسلافها، والرد على الدعايات المغرضة التي تعمل على قدم وساق لتشويه تاريخنا المجيد وطمس هويتنا، وكذا ضرب رموزه الشرفاء، مشيرا إلى أن ذاكرة الأمة في خطر وكل دقيقة تمر يضيع معها  جزء ً من التاريخ. كما أكد أنه تم جمع 11 ألف شهادة حية على مستوى وزارة المجاهدين.

شدّد المدير العام للمتحف الوطني في لقائه 47 أمس بمجموعة من الإعلاميين، على ضرورة بعث وعي يهتم  بالإهتمام بتاريخ الثورة لدى المواطن لاسيما فئة الأطفال وزيارة مراكز التعذيب، معتبرا الإعلام مرآة للتعريف بأمجاد الجزائر والمحطّات التي شهدتها الثورة وتحصين الأجيال، وحسبه فإنّنا لم نخلد إلا 10 بالمائة من تاريخنا وعلينا توثيق جرائم الإستعمار، وعلى المنتخبين المحليين السير في هذا المسعى، لأنّ نسبة كبيرة من تاريخنا ضاع عن جهل قائلا: «هناك قوة خفيّة تريد طمس هويّتنا وتدمير ذاكرتنا، فرنسا تكتب تاريخنا من منظورها، التاريخ لا يسيس فهو مثل الإسمنت».
وأضاف بيطام أنّ أحسن هديّة تقدّم للشّهداء هي كتابة التاريخ وجمعه، خاصة بالريف لأنّ الفلاحين هم بالدرجة الأولى عانوا من الإستعمار فقد هربوا للجبال، مقترحا القيام بتيليطون لجمع الصور، بحيث توجد 30 ألف صورة غير موثقة بالمتحف متسائلا عن دور المثقفين، مشيرا إلى أنه العام الماضي شهد المتحف زيارة 500 ألف زائر، 80 بالمائة منهم شباب ويتوقع هذا العام أن يصل العدد إلى حوالي 700 زائر، قائلا: «المتحف الوطني للمجاهد الوحيد في العالم العربي الذي يفتح أبوابه يوميا».
 في هذا الصدد، اقترح مدير المتحف الوطني للمجاهد مصطفى بيطام عدة نقاط وهي المشاركة في الحملة الوطنية المستمرة لإثراء الذاكرة الوطنية بالوثائق والمعلومات التاريخية والأعمال الفنية، المشاركة في السلسلة التاريخية الثقافية من أمجاد الجزائر من حيث جمع المعلومات والكتابة فيها، المساهمة في جمع الشهادات الحية على مستوى المؤسسات، تحت إشراف وتوجيه المتحف الوطني للمجاهد، تنظيم زيارات دورية للمتحف الوطني للمجاهد وفقا للرزنامة التي تحددها كل مؤسسة مع المتحف، تنظيم زيارات دورية للمواقع والمعالم الأثرية والتاريخية المتعلقة بالمقاومة والحركة الوطنية والثورة التحريرية.
بالإضافة إلى مشاركة المفتشين ومديري المؤسسات التربوية والأساتذة وتلاميذ الطور الثالث (الثانوي) في مختلف النشاطات التاريخية والثقافية، المتعلقة بتاريخ المقاومة والحركة الوطنية والثورة التحريرية المنظمة في مختلف الأعياد والمناسبات والذكريات الوطنية، استضافة الحصة الأسبوعية «موعد مع التاريخ» والمساهمة فيها، إعداد ملفات إدارية وعلمية حول مسار الشخصيات التي تحمل مختلف أسماءها لإدراجها في السلسلة التاريخية من أمجاد الجزائر «1830-1962» التي يصدرها المتحف الوطني للمجاهد بشكل منتظم، والمساهمة في وحدات البحث قبل تنظيم أي ندوة حول حدث من الأحداث التاريخية وضمن السلسلة التاريخية «الشّهداء الرّموز»، وكذا المساهمة في تصحيح الأعمال المكتوبة الخاصة بالسلسلة التاريخية والنشريات التي توزع في الندوات، وفي مهمة الإرشاد والإستقبال على مستوى المتحف خلال العطل الأسبوعية أو السنوية.
وأضاف بيطام أنه يمكن استغلال المتحف كمادة حيّة ومصورة لأحداث الثورة، من أجل تقديم دروس تطبيقية متعلقة بمادة التاريخ بغية تسهيل عملية استيعاب المادة، المساهمة في الترويج والتعريف بفكرة أصدقاء المتحف الوطني للمجاهد، واستغلال فضاء الناشئة ما بين عدة مديري الثانويات بإحضار أفواج تلاميذ يتنافسون فيه مع إمكانية الحصول على هدايا رمزية.
وللتذكير، أنه في إطار سلسلة اللقاءات التي شرع المتحف في تنظيمها والخاصة بمنتدى أنصار الذاكرة، وذلك منذ 11 نوفمبر 2017، وقد حضره إطارات من عدة قطاعات التربية الوطنية، التعليم العالي والبحث العلمي، الشؤون الدينية والأوقاف، التكوين المهني، الشباب والرياضة، السياحة والثقافة، حيث طرحت عدة أفكار حول كيفية تنظيم مهام هذا المنتدى وما يمكن أن يقدم فيه كمشاريع تساهم في تبليغ الرسالة التاريخية والحفاظ على الذاكرة الوطنية.