طباعة هذه الصفحة

عميد كلية العلوم التاريخية والحضارة الإنسانية بوهران، دحو فغرور:

مجــــازر 8 مـاي 1945 ستبقــــى راسخة في الذاكرة التاريخيـــة

وهران: براهمية مسعودة

 جريمــة ضـد الانسانيــــــة ارتكبتهــــــا فرنســا دون متابعـــة قضائيــــــة

ما تزال مجازر الثامن ماي 1945 تلقي بظلالها في الكتابات التاريخية، لأنها خلفت جراحا لا تندمل مع السنين، جريمة بكل تفاصيلها الدقيقة التي تصنفها في خانة جرائم حرب وضد الإنسانية،.... هي إبادة جماعية كانت هدية خاصة من الاستعمار للجزائريين على كل ما قدموه من تضحيات للفرنسيين وحلفائهم في حربهم ضد النازية، كيف يمكن نسيان جريمة فرنسا التي تدعي الحضارة والديمقراطية. إنها شهادات تنقلها «الشعب» في ذكرى المأساة.

قال الأستاذ دحو فغرور، عميد كلية العلوم التاريخية والحضارة الإنسانية بجامعة وهران1 في تصريح لـ»الشعب»، «إنّ مجازر 8 ماي 1945 التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري دون رحمة، ستبقى راسخة في الذاكرة ولا يمكن للزمن أن يطمسها...».
 واعتبر فغرور أنّ «هذه المجازر، خلفت جرحا عميقا لا تشفى منه الجزائر مهما طال الزّمن، كونها حدثت في ظروف استثنائية، تزامنت مع عيد العمال واحتفالات الشعب الجزائري بنهاية الحرب العالمية، وهو الذي كان ينتظر بلهفة انتصار قوات الحلفاء على النازية، إيمانا منه بأن الاستعمار الفرنسي سيفي بوعده بمنح الحكم الذاتي لمستعمراته فور تحقيق النصر، بعد أن جنّدت الآلاف ونقلتهم إلى جبهات القتال تحت إغراءات ووعود سياسية مختلفة عرفت حينها بـ»الحقوق مقابل ضريبة الدم». 
 وعاد عميد الكلية ليؤكد بأنّ هذه الأحداث ستبقى منقوشة في السجل الأسود للاستعمار، مستدلا في الوقت نفسه بعديد الشواهد على همجية المحتل الذي مارس شتى أنواع الاستعباد والإبادة خاصة بنواحي قالمة، على غرار «كاف البومبا»، «هيليوبوليس»، «الكرمات»، «منطقة وادي المعيز» وغيرها المعالم والأمكنة التاريخية والأثرية، عبر مختلف المدن الجزائرية التي كانت المنعطف الحاسم في مسار الحركة الوطنية وتبلور التيار الداعي للكفاح المسلح، أمام رغبة وإلحاح الشعب الجزائري في محاربة المحتل الغاصب لأرضه وإخراجه بالقوة.
استغلت المنظمة الوطنية للمجاهدين بوهران خلال الاحتفالات الرسمية بالذكرى الـ72 لمجازر 8 ماي 45 التي احتضنتها بلدية أرزيو، الفرصة لدعوة الشباب الطامح  إلى الاجتهاد في حب الوطن والعمل على تحقيق الرّسالة السّامية والنبيلة  للشهداء، وتمريرها للأجيال القادمة للإستمرار في شحذ الهمم ومواصلة بناء الوطن وخدمته لما يسهم في رقيه ورفعته، ليحظى بالمكانة التي يستحقها بين الشعوب والأمم.