الدكتور أحمد جعفري لـ”الشعب”:

19 مـارس.. يـوم النصــر المشهود..

إيمان كافي

تعود ذكرى عيد النصر المجيد المصادفة لـ19 مارس من كل عام، وهي تحمل كثيرا من الدلالات والأبعاد خاصة والعلاقات الجزائرية الفرنسية في مد وجذب بين تجاذبات السياسة وتقاطع التاريخ والذاكرة، ذلكم النصر الذي حققه الجزائريون عبر محطات عظام، كان ثمنها تضحيات جسام من المقاومة الشعبية الرافضة للمستعمر إلى المقاومة الثقافية والسياسية من النوادي والأحزاب والجمعيات، وصولا إلى سبع سنوات ونصف من الكفاح المسلح، أثمرت توقيع اتفاقيات ايفيان، يقول الدكتور أحمد جعفري أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة غرداية في حديث لـ«الشعب”.

يقول الباحث جعفري، إن إجبار الحكومة الفرنسية على الاعتراف بجبهة التحرير الوطني والجلوس إلى طاولة التفاوض مع من كانت تعتبرهم قبل ذلك التاريخ “فلاقة” و«قطاع طرق” هو في حدّ ذاته نصر كبير يسبق عيد النصر، هذا المخاض العسير والبعث الجديد لم يكن من السهل تقبله من كثير من الأطراف والفئات خاصة المستوطنين وأذناب المعمرين والأقدام السوداء.
ويضيف: “وقبل ذلك سعت فرنسا جاهدة للاستئثار بصحراء الجزائر وفصلها عن الشمال، في إطار سياسة فرق تسد التي اعتادت توظيفها، خاصة بعد أن يئست من إمكانية البقاء في أرض الشهداء الطاهرة، فلجأت بذلك إلى استخدام الكثير من أساليب المناورة والخديعة، بداية من الصحراء على كونها بحرا مشتركا تملك وضعا خاصا، إلى محاولة فصل الصحراء في إطار التفاوض وأخيرا سعيها لاستمالة الأعيان والإعلام والفقهاء”.
ويشير محدثنا إلى أن جلّ محاولاتها كانت فاشلة واصطدمت بتلاحم شعبي وثوري جسدته مظاهرات ورقلة في 27 فيفري 1962 والتي كانت بمثابة آخر إسفين دق في نعش حلم فصل الصحراء عن الشمال، ولا شك أنّ تشبث الجزائريين بوحدتهم وإيمانهم بوطنهم الواحد هو رد قاطع على كل الألسنة التي شككت في أصالة الأمة الجزائرية وعراقتها، يضيف الباحث.
ويبرز جعفري، أنه في ظل الظروف التي تعيشها الجزائر جواريا وإقليميا وعالميا، في عالم يموج بالفتن والحروب، يجد الجزائريون أنفسهم ملزمين بالعودة إلى تاريخهم واستثمار مواقف آبائهم وأجدادهم في التعامل مع القضايا التي تهدد وحدة مجتمعهم وأمتهم وأرضهم وهنا نستذكر المقولة الخالدة لـ “الأمنوكال الباي أق أخموك”، ردا على عرض الفرنسيين بتنصيبه ملكا على الجمهورية الصحراوية بقوله: “ربما قد لا أطلب استقلال الجزائر ولكن الذي أطلبه هو عدم الاستقلال عن الجزائر”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024