طباعة هذه الصفحة

لم تتأخرن يوما في الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني:

مجاهدات وشهيدات أثبتن جدارة في قتال العدو

سهام بوعموشة

شاركت المرأة الجزائرية بشكل كبير في الثورة التحريرية، ولم تتأخر لحظة بالالتحاق في صفوف جيش التحرير الوطني، سواءً بالمدن أو الأرياف، وتم توجيه  بعضهن للعمل في المراكز الصحية كممرضات، ومرشدات اجتماعيات وسط الوحدات، مثلما الحال بالنسبة لـ«مليكة خوجة» بجبل بوطالب بالولاية الأولى. وهناك من تجاوز عملهن معالجة المرضى من المجاهدين الى تقديم الرعاية الصحية لعموم السكان عن طريق التوجيه والإرشاد كمسيكة زيزة، مريم بوعتورة، مليكة خرشي، ليلى موساوي، نفيسة زروقي ويمينة شراد، نفيسة حمود وغيرها. دون أن ننسى دور الأوروبيات اللائي هربن من فرقة المضليين كريموند بيشار، ودانيال مين للالتحاق بالثورة.

زيادة على ذلك، فقد نشّطت المرأة في التموين والإطعام أكثر نظرا لطبيعة العمل الذي يتلاءم ووظيفتها المنزلية وخصوصيتها، فتقوم بجمع التموين في مراكز خاصة، لأن حركتها لا تثير الشبهة مثل الرجل ولا تلفت انتباه عيون الاستخبارات الفرنسية. كما كانت تقوم بأعمال الطهي في هذه المراكز، حسب ما جاء في كتاب موضوعات وقضايا للدكتور يحيى بوعزيز.
ويبرز ذات المصدر، عمل المرأة في ميدان الاستخبارات، حيث كانت تنقل الأخبار والتجسس على الأعداء عن طريق مغالطتهم بتوجيهيهم الوجهة الخاطئة عند البحث عن عناصر وطنية مشتبه في انتمائها للثورة. وساهمت كذلك  في الدعاية والإعلام  لفائدة الثورة بقسط وافر لاسيما في الريف والقرى، أين تتوفر فرص اللقاء في الأفراح والمناسبات المختلفة، فالدعاية للثورة في هذه الأوساط والترويج لها تتم عن طريق الأحاديث ونقل الأخبار والتشهير بالأفعال الإجرامية للعملاء والإشادة ببطولات المجاهدين، وذكر المعارك والكمائن وعن قرب الاستقلال والأمل في النصر.
ويظهر نضال المرأة إلى جانب أخيها الرجل جليا في العمليات الفدائية، حيث أدت فتيات من مختلف الأعمار ببعض المناطق أدوارا خطيرة لا تقل عن الأدوار التي قام بها الشباب، كالتخطيط للهجمات والتنفيذ للعمليات، ووضع القنابل اليدوية بأماكن تواجد العدو وأبرزهن في هذا الميدان حسيبة بن بوعلي، جميلة بوعزة، مريم بوعتورة، جميلة بوباشا، جميلة بوحيرد، زهرة ظريف وفضيلة سعدان وأخريات.
وغداة الاستقلال رفعت النسوة التحدي لاستكمال مسيرة البناء والتشييد التي نصّ عليها بيان أول نوفمبر ١٩٥٤، لغاية اليوم. حيث نجد المرأة تشتغل في كل القطاعات، وارتفعت نسبة الفتيات الجامعيات على عكس ما كان إبان الاحتلال الذي قضى على التعليم، وساهم في تجهيل الشعب الجزائري. وما تزال المرأة الجزائرية تستكمل نضالها بالرغم من المعوقات