طباعة هذه الصفحة

إحياء الذكرى 60 لإضراب 8 أيام بالقصبة

المجاهد محمود عرباجي: الإستقلال أمانة في أعناق شبابنا

جمال أوكيلي

كانت لحظات مؤثرة بدت على محيا المجاهدين الحاضرين بقسمة القصبة وناحية باب الواد الكائنة بشارع محمد بوراس عند إستحضار تضحيات الشهداء الأبرار وكفاح الشعب الجزائري ضد الإستعمار.

ذاكرة الحضور عادت بنا إلى قيم نادرة، في نكران الذات في مقاومة الإحتلال الفرنسي في الجزائر من أجل طرده نهائيا من هذه الأرض الطيبة بالرغم من كل أشكال القتل والتعذيب والنفي والملاحقات والإعتقالات والمداهمات وغيرها من الأساليب الجهنمية المتبعة، من أجل التأثير في معنويات الجزائريين.
في هذا اليوم الأغر المصادف لإضراب الـ ٨ أيام ١٩٥٧ (من ٢٨ جانفي إلى ٤ فيفري) انتقل مجاهدو قسمة القصبة وناحية باب الواد إلى المواقع التي ترمز إلى صمود هؤلاء الرجال في وجه آلة الموت للإستعمار منها مركز التعذيب بساروي، الذي تحول اليوم للتكوين المهني باسم الشهيدة أوريدة مداد التي إستشهدت هناك إلى جانب ٩٠ من رفقائها البواسل الذين سقطوا على أيدي جلاديهم بالإضافة إلى زيارة البناية التي إستشهد فيها علي لابوانت بشارع دي قابر ومكان تضحية الشهيد عبد الرحمان عرباجي والشهداء الأربعة دبيح الشريف، رومال وحميطيوش، وامرأة تسمى زاهية.
واعتبر المجاهد محمود عرباجي مسؤول التراث بالمنظمة الوطنية للمجاهدين لولاية الجزائر، أن الذكرى الـ٦٠ لإضراب ٨ أيام تعد حلقة من الحلقات البارزة في كفاح الشعب الجزائري برهن خلاله عن تعلقه بممثله الشرعي والوحيد جبهة التحرير الوطني وتمسكه بالإستقلال الوطني مهما كانت التضحيات الجسام.
في أيام هذه الهبة الشعبية تعرض الجزائريون لأبشع الممارسات الإجرامية كالقتل والاختفاء القسري والنقل التعسفي إلى الملاعب لفرز الأشخاص ولم يكتفوا بهذا بل نهبوا محتويات المحلات بعد تكسير ستائرها بالقوة، من طرف المظليين وقوات داعمة لها.
ووصف عرباجي هذا اليوم بالعظيم عظمة هذا الشعب الذي حطم أسطورة الجيش الفرنسي في كامل الجزائر.
ودعا الشباب الجزائري إلى الحفاظ على أمانة الشهداء ألا وهي الاستقلال الوطني الذي انتزع بالقوة من ديغول ولم يكن هدية منه.
هذا الكلام مردود عليه لأن فترة هذا الأخير كانت الأكثر دموية ضد الجزائريين زيادة على ما أرسل من تعزيزات عسكرية إلى الجبال والعمليات الأمنية والمحتشدات والإعدامات غير أن كل هذه الأعمال لم تثن الجزائريين من مواصلة الكفاح إلى غاية خضوعه للمفاوضات.
ونشير إلى أن هذا الحفل المتواضع كان فرصة للمجاهدين قصد استحضار المواقف البطولية للشعب الجزائري وعودة شريط نضال الرفقاء الذين سقطوا لتحيا الجزائر حرة مستقلة.