طباعة هذه الصفحة

الأستاذ بوضرساية لـ “الشعب”:

الجزائـر أرقى من الخـوض فــي مناقشة بزنطيـة

سهام بوعموشة

دعا أستاذ التاريخ ومدير مخبر الوحدة المغاربية بوعزة بوضرساية، الأكاديميين المغاربة للابتعاد عن الأسلوب الصحفي الذي يثير الضغينة بين الشعوب والدول والارتقاء بالمستوى، قائلا إن الشعب الجزائري وحكومته أرقى من الخوض في هذه المناقشة البزنطية ولا ترد على هذه الحملة الشرسة ضد بلادنا، مؤكدا أن الجزائر كانت أقرب للوحدة من غيرنا.
قال بوضرساية في تصريح لـ “الشعب”، ردا على الاتهامات الموجهة للجزائر من قبل المغرب مؤخرا، أنه كأكاديمي يرد على الأكاديميين المغاربة الذين اتهموا الجزائر وأعلنوا حملة شرسة ضد بلد شقيق وقف بالأمس إلى جانب المغرب. مضيفا، أن الشعب الجزائري لا ينسى أن المغاربة وقفوا إلى جانبنا أثناء ثورة التحرير ورددنا الصاع صاعين، وهم يعلمون أن هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 من بين أسباب اندلاعها هي نصرة محمد الخامس الذي نفاه الاستعمار الفرنسي، رغم امتلاك جبهة التحرير الوطني لوسائل بسيطة، لكن إرادة الوحدة ورد الجميل للمغاربة “المراكشيين” كانت أقوى.
وأوضح أن من أسباب انعقاد مؤتمر طنجة هو إبراز أننا أقرب إلى الوحدة من غيرنا، وننشد الوحدة التي تعمل على رصّ الصف المغاربي، القائم على مواقف واضحة المعالم. كما أنه عندما نتحدث عن تاريخ، هناك تاريخ مشترك ولغة وعادات وتقاليد واحدة، وبالتالي لا يمكن أن نساير أحداثا وضعها التاريخ، متأسفا عن ما صدر من إخواننا المغاربة الذين مازالوا على طباعهم.
وأضاف، أن كلامه موجه للأكاديميين المفترض عليهم الابتعاد عن هذا الأسلوب الصحفي الذي يثير الضغينة، على غرار ما حدث ما بين الجزائر ومصر، قائلا: “السلطات الجزائرية وشعبها كان أرقى، من حيث المستوى، نحن لم نرد بحملة شرسة على إخواننا المراكشيين، للدخول في مناقشة بزنطية لا تأتي بنتيجة إذا كانت هناك مناظرة قائمة على مبدأ موضوعي أكاديمي فنحن لها، ورأينا بأن ما ذهب إليه هؤلاء ضد الجزائر هو خطأ وفسحنا لهم المجال لتدارك الخطأ”.
الجزائر لها الفضل في انعقاد المؤتمر
وقال أيضا، إنه إذا أخذت المناقشات شكل الهرج والغوغاء، فنحن بعيدين عن هذا الأسلوب، لأن الجزائر دائما أرقى وهي جبل من الجبال الشامخات التي لا تهزها عواصف مهما كان شكلها، مؤكدا أن الجزائر دخلت كقوة ولولا وجودها لما كان هناك مؤتمر، من خلال جبهة التحرير الوطني أثبتت أنها هي المحور الرئيسي الذي دار حوله المؤتمر، بدليل تفعيل نتائج مؤتمر طنجة، استحدث مؤتمر المهدية في جوان من نفس السنة.
وأشار إلى أن هذه القرارات التي انبثقت عن مؤتمر طنجة، سيفعلها الطرف التونسي والفضل يعود إلى جبهة التحرير الوطني والدبلوماسية الجزائرية، التي رأت أن يكون هناك وزن لمراكش وتونس وتكون القضية الجزائرية حاضرة في المؤتمر وممثلة في مؤتمر المهدية، وقد تكون ممثلة في مصر أو ليبيا أو أي دولة أخرى مغاربية أو عربية بشكل عام.