طباعة هذه الصفحة

مجاهـدون لـ”الشعـب”:

الفقيـد لمقامـي رجــل مثقـف لعـب دورا كبيرا إبـان الثــورة وبعــد الاستقـلال

س.بوعموشة

أجمع جلّ المجاهدين في تصريح لـ«الشعب”، على أن الفقيد المجاهد محمد لمقامي الضابط السابق في وزارة التسليح والاتصالات العامة “المالغ”، الذي رحل عنا الأسبوع الماضي كان من الرعيل الأول الذي التحق بصفوف جيش التحرير الوطني بالولاية الخامسة، ولعب دورا كبيرا إبان الثورة وبعد الاستقلال، بحيث ساهم في معركة البناء والتشييد والقضاء على الأمية، لأنه كان من المثقفين.
 تأسّف المجاهد وعضو مجلس الأمة صالح قوجيل، عن فقدان أحد رجالات الأسرة الثورية الذي ساهم بفعالية إبان حرب التحرير الوطني، وكان نشطا من خلال تنظيم محاضرات تاريخية لتعريف النشء بنضال المجاهدين، آخرها كانت حول العقيد لطفي بحكم معايشته له وكان من رفقاءه المقربين، بحيث قدّم حقائق لا يعرف البعض، واصفا إياه بذاكرة الولاية الخامسة والمجاهد الحقيقي، الذي مارس مسؤوليات كبيرة منها نائب بالجيش الوطني الشعبي في عهد رابح بيطاط.
وأضاف قوجيل أنه تعرّف بشكل أكبر على الفقيد، حين سافرا في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد في جولة دامت 13 يوما إلى عدة دول هي الكويت، الهند، الصين والإمارات، الذي كان مناضل بحق لا يتوقف عن تنشيط محاضرات تاريخية وترك ذاكراته للأجيال من خلال كتابه القيم عن “المالغ”، وسنده في ذلك عائلته خاصة زوجته، قائلا: “كل الاحترام لزوجته التي ساندته واعزيها في هذا المصاب”.
من جهته، قال المجاهد محمد كشود أن الراحل هو رجل مثقّف إلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني منذ الصغر، انخرط في وزارة التسليح والاتصالات العامة “المالغ” التي كانت مهمة جدا، بحيث لعب دورا كمجاهد في الثورة وساهم بعد الاستقلال في تطوير الجزائر، لاسيما في 1962 حين كنا نتخبّط في الأمية بسبب الاستعمار.
وأضاف كشود أن، المجاهد لمقامي كان من المثقفين الذي تولى مناصب سياسية ودبلوماسية هامة، واستطاع تطوير الدولة الجزائرية، مشيرا إلى أنه لم يعمل معه في المالغ. وفي هذا الصدد اعتبر مؤلف الفقيد عن مشاركته في المالغ كتاب قيّم كونه يتحدّث عن الحقائق التي شارك فيها وشاهدها وهي مفيدة ولا يمكن الاستغناء عنها، موضحا أن الكتاب يدون بواسطة الوثيقة أو شهادة الذين عايشوا الأحداث وساهموا فيها، بحيث الشهادة الحيّة تساند الوثيقة الرسمية من أجل كتابة التاريخ.
قائلا: “يجب علينا الأخذ أكثر من أفواه الذين ما يزالون على قيد الحياة، والإعلام مطالب بالتقرب من المجاهدين الذين لا يحسنون الكتابة لتدوين الحقائق، لاسيما كيفية التعامل من الناحية النفسية مع أولئك الذين ليس لهم استعداد للإدلاء ببعض الحقائق، ومعرفة طريقة الحصول عليها منهم”، مشيرا إلى أن الفقيد لمقامي كان مثقفا ما جعله يكتب مذكراته.