طباعة هذه الصفحة

أول مــــــــــن تقلّـــــــــد منصـــــــــب مديـــــــــر الإذاعـــــــــة والتّلفزيـــــــــون بعـــــــــد الاستقـــــــــلال

عيسى مسعودي صوت مدوّ أوصل صوت الثّورة إلى أبعد الحدود

سهام. ب

قال عنه الرئيس الراحل هواري بومدين، إنّه يمثل نصف الثورة التحريرية، إذ أكّد أن الثورة انتصرت بفضل الثنائي جيش التحرير الوطني وعيسى مسعودي، هذا الأخير أوصل صوت الثورة الجزائرية إلى أبعد نقاط العالم من خلال برنامجه الذي كان يبث إنطلاقا من إذاعة تونس، ثم بدءاً من سنة 1957 عن طريق إذاعات مختلف العواصم العربية.وقال عنه المجاهد والوزير الأسبق للإعلام لمين بشيشي، إنّه بمثابة الصوت الرمز والبارز في الثورة الجزائرية، نظرا لقوة حباله الصوتية التي تجاوزت أبعد حدود.

ولد الإعلامي محمد عيسى مسعودي في 12 ماي 1931 بوهران، من عائلة فلاحية فقيرة، تعلّم اللغة العربية في المدارس القرآنية قبل أن يلتحق بالزيتونة حيث تحصّل منها على شهادة الأهلية والتحصيل، تعلّم في مدرسة الفلاح على يد الشيخ الزموشي ثم أرسل سنة 1946 إلى معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، حيث درس بها ثلاث سنوات ليتابع دراسته بعدها في جامع الزيتونة بتونس، ولقد كان جدّه أستاذا في تونس.
انخرط في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وكان عضوا نشطا شغل منصب رئيس جمعية الطلبة الجزائريين بتونس عام 1956، التحق بصفوف الثورة حيث أشرف سنة 1956 على انطلاق برنامج صوت الجزائر العربية من الإذاعة التونسية، ثم ترك مكانه للمرحوم محمد بوزيدي وانتقل إلى الإذاعة السرية لجيش التحرير على الحدود المغربية المعروفة بـ “صوت الجزائر الحرّة”، فكان رئيس تحريرها وأشهر مذيعيها.
 عرف عيسى مسعودى بالتّفاعل الشّديد أثناء التعليق على الأحداث السياسية والعمليات العسكرية، وهذا راجع لوطنيته الصادقة، إلى درجة أن قيادة الثّورة كانت تعتبر إذاعة صوت الجزائر الحرّة الولاية التاريخية السابعة.
في 12 جويلية 1959 انتقل إلى إذاعة الناظور بالمغرب بعد التحاقه بجهاز اللاسلكي التابع لجيش التحرير الوطني، وعين بإذاعة الجزائر الحرّة المكافحة في أكتوبر 1961، عاد إلى تونس ليشرف على صوت الجزائر من إذاعة تونس، حيث كان يعد حصتين أسبوعيتين مدة كل حصة 15 دقيقة.
كان لنشاطه هذا الأثر البليغ في الرفع من معنويات أعضاء جيش التحرير والشعب الجزائري، وقد قال الرئيس الراحل هواري بومدين إنّ “صوت عيسى مسعودي شكل نصف الثورة”. كان المرحوم أول من تقلّد منصب المدير العام للإذاعـة والتلفزيون بعد الاستقلال، كما شغل منصب سفير للجزائر في بعض دول الخليج. توفي عيسى مسعودي في ديسمبر 1994.
التحق المرحوم بالصحيفة قادما من وزارة الاعلام والثقافة التي كان بها مستشارا تقنيا إثر التغيير الوزاري، الذي انتقل بموجبه المرحوم محمد الصديق بن يحيى لوزارة التعليم العالي واستخلافه بالدكتور أحمد طالب الابراهيمي الذي ترك وزارة التربية لعبد الكريم بن محمود. وأتذكّر أنّه قبل مجيء هذا المجاهد “صوت الجزائر” كانت “الشعب” تحت إشراف بو عبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية السابق، بصفة مؤقّتة، إذ استخلفه مديرها السابق محمد سعيدي الذي التحق بوزارة التعليم العالي وكان بوعبد الله الذي هو في الأصل أستاذا للفلسفة بإحدى ثانويات العاصمة يشتغل متعاونا في القسم الثقافي..دون طقوس ولا بروتوكولات أتى الرجل النحيل ذو النّظارات السّميكة والشّعر الأجعد الكثيف الذي يشوبه بعض البياض، ويخيّل للذي يراه لأول وهلة أن الرجل فنان أو فيلسوف أو شاعر، وهي بعض الصفات التي تتوفر فيه، دخل الرجل المكتب ونصب نفسه بنفسه.