طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تلتقي بمحاربي الشرق الأوسط في حربي 1967 و1973

الرقيب الأول المتقاعد بلجيلالي عبد القادر يدلي بشهادته حول حروب العرب بالشرق الأوسط

سعيدة : ج.علي

خلال جلسة جمعتنا بعينة من محاربي الشرق الأوسط خلال الحروب العربية بمصر، ضد الكيان الصهيوني سنتي 1967 و1973 من بينهم محاربا الشرق الأوسط الرقيب الأول المتقاعد بلجيلالي عبد القادر من مواليد 1944، والجندي المتقاعد مخلفي عبد القادر من مواليد 1945 يقيمان حاليا ببلدية سيدي بوبكر بولاية سعيدة، حيث تحدثا عن مشاركتهما في  تلك السنوات العصيبة رفقة رفاقهم من جنود وضباط الجيش الوطني الشعبي، الذين يطلق عليهم تسمية «محاربي الشرق الأوسط»، وما قدموه هؤلاء الأبطال من تضحيات من أجل وحدة العرب والجزائر وشرفها لتحرير أراضي سيناء بمصر الشقيقة.

وفي هذا اللقاء الذي جمع «الشعب» بهؤلاء الأبطال محاربي الثورات العربية بالشرق الأوسط، اللذان عادت ذكرياتهما إلى تلك الفترة العصيبة ومشاركتهما حروب العرب ضد الجيش الصهيوني، وكانت البداية مع الرقيب الأول المتقاعد من الجيش الوطني الشعبي بلجيلالي عبد القادر.
الاستعداد للذهاب إلى المعركة لمساندة إخواننا المصريين ضد الاحتلال الإسرائيلي
يروي المحارب بالشرق الأوسط الرقيب الأول عمي عبد القادر، هكذا يلقب لدى سكان سيدي بوبكر، منذ التحاقه بالجيش الشعبي الوطني في ديسمبر 1963 بثكنة بمدينة وهران وتقلد مهنة قيادة الدبابة، تمّ حول إلى تيارت لينتقل إلى المدرسة المتخصصة بأسلحة الدبابات بالشرق الجزائري بمدينة باتنة، وبعد تخرجه اندمج في الفيلق الثاني بولاية البيض، ويسرد عمي بلجيلالي اليوم الذي أعلن فيه بالاستعداد للذهاب إلى المعركة لمساندة إخوانهم المصريين ضد الجيش الإسرائيلي، وقتها.
 يقول الرقيب الأول: «لقد عمّت الفرحة في وسط الجنود عند سماع خبر التنقل إلى مصر لمساعدة أشقائنا بمصر، تنقلنا في شهر فيفري 1968 عبر طائرة من مطار طفراوي بوهران نحوالقاهرة مباشرة وتمركز الفيلق الثاني الذي انتمي إليه لسلاح الدبابات بالقرب من البحيرة المرة على ضفاف نهر النيل، لنجد أنفسنا أمام العدوالصيهوني».
ويضيف المجاهد بلجيلالي أنه بقي رفقة أصدقائه بتلك المنطقة لمساندة الجيش المصري، من خلال غلق كل المنافذ التي لا تسمح للعدو فتحتها بالقصف وتكرار سيناريونكسة 1967، قائلا: «هنا علم الجيش الصهيوني أنه أمام فيلق من جنود الجيش الجزائري مدجج بأسلحة ثقيلة، حيث مكثنا قرابة 8 أشهر لصد كل هجمات الجيش الصهيوني إلى غاية الإعلام من القيادة العسكرية وقتها العودة إلى أرض الوطن».

...العودة إلى ساحة المعركة للقتال يوم 6 أكتوبر 1973
يروي المحارب بالشرق الأوسط، أنه يوم العودة إلى ساحة المعركة لمساندة مصر الشقيقة ومساندة القضية العربية ضد الكيان الصهيوني، تنقل الفيلق المنتمي إليه للدبابات برا من الجزائر نحو تونس والدخول إلى ليبيا ثم مصر،  وتمركزوا بالمطار الدولي للقاهرة وبعد فترة زمنية تنقلوا إلى جبهة القتال وكانت مهمتهم وقتها إراحة الجنود المصريين، إلى غاية يوم المنتظر الذي أطلق عليه «يوم الثأر وتحرير الأرض، مشيرا إلى أن الجنود الجزائريين كان عددهم وقتها يفوق أكثر من ألفين جندي، ينتظرون بأحر من الجمر دق طبول الحرب، وفور  اندلاع القتال في يوم 6 أكتوبر 1973، بدأ الجنود يهتفون النصر أو الشهادة في ساحة المعركة، التي كانت تفصل بينهم وبين العدواقل من مسافة ألفين متر.
وأضاف ضيف جريدة «الشعب» أن المعركة  كانت ساخنة طوال ساعات، وطائرات العدو المدعم من أمريكا وحلفاء إسرائيل تقصف مواقعهم والرد عليهم بالمدفعيات المضادة، استشهد فيها عددا من الجنود، منهم الذي استشهد ودفن معه قصة بطولية والبقية لازالت في ذكرياتها قصص حول حروب مصر والعدوان الصهيوني، قال الرقيب الأول.
 وحسبه، فإن خبر إعلان إذاعة أجنبية أكدت، أن قوات الجيش الجزائري كبدت خسائر كبيرة للجيش الإسرائيلي، مما أثلج صدورهم فكانت الفرحة عارمة لا تصف في صفوف الجنود، قائلا: «تلك الفرحة المدوية جعلتني أوجه قبلة وتحية خاصة لدبابتي وهذا لا ينسى خاصة عندما يتعلّق الأمر، بملف القضية العربية والوقوف بجانب أشقائنا المصريين ضد العدو الإسرائيلي وحلفائه حتى لا ننسى».
الجندي المتقاعد مخلفي عبد القادر يروي تفاصيل معركة «فايد»
يروي الجندي المتقاعد سي مخلفي عبد القادر رفيق درب بلجيلالي عبد القادر من نفس البلدة، قصة مشاركته حروب العرب بمصر خلال فترة حرب 1968  التي أطلق عليها حرب الاستنزاف وراح يسترجع ذكرياته مند تجنيده بالمدرسة العسكرية للمشاة بأرزيو وهران، وبعد تخرجه في  مارس 1967 توجه إلى الفيلق الـ20 برأس الماء بولاية سيدي بلعباس، وفي أول أفريل 1968 جاءت تعليمة للقيادة العسكرية بالثكنة المذكورة، قصد التأهب للسفر لمساعدة الجنود المصريين ضد الجيش الإسرائيلي.
وهنا يكشف الجندي المحارب: «علمنا أن الدفعة الأولى للجنود الجزائريين عادت إلى أرض الوطن، وقتها لم نكن نعرف الأسباب وراء العودة من دون تسريب أي معلومات من طرف القيادة، حيث تم نقلنا نحو مطار طفراوي ليلا نحوالقاهرة واختير تمركز الجنود الجزائريين بمنطقة (فايد) غرب «البحيرة المرة» بقناة السويس.
 وأضاف الجندي المتقاعد سي مخلفي أن،  جبهة القتال كانت مشتعلة مابين خط السويس إلى غاية الإسماعلية مابين المعسكر الذي كان يجمع الجيوش العربية، وبمنطقة «فايد» تصدى الجنود الجزائريون لهجمات العدو الصهيوني وحطم معنوياته انتقاما لنكسة 1967، حيث رد الجنود الجزائريون بشراسة في مواجهتهم للعدوالصهيوني، ويؤكد سي عبد القادر مخلفي الأمين الولائي الحالي لمحاربي الشرق الأوسط بسعيدة، أن الدفعة 1968 الثانية بعد دفعة 1967 استمرت بساحة المعركة بالمنطقة المذكورة أكثر من 8 أشهر.
لن أنسى أبدا صورة العدو الصهيوني وهو يزرع الألغام مستعملا الأسرى كدروع
في معرض حديثه، تذكر الجندي عبد القادر، حادثة وقعت لهم عندما اشتد القصف من جهة العدو الإسرائيلي بواسطة الطائرات الأمريكية تزن 20 طنا، وبفضل الخطة المدروسة من طرف القيادة العسكرية لقياس ضربات العدو تمّ الرد عليه، كان وقتها العدو يقوم بزرع الألغام مستعملا الأسرى كدروع قال عمي عبد القادر.
 وأضاف أنه ردا على تلك البشاعة الصهيونية، تمكنوا من زعزعة الخط الأمامي للقوات الإسرائيلية وسجلت في صفوف العدو خسائر فادحة، وقتل العديد من جنود العدو، قائلا: «لقنت القوات الجزائرية بشهادة العدو قبل الصديق درسا في التكتيك الحربي الذي رسمه قادتنا لردع الجيش الصهيوني، الذي تلقى هزيمة وقتها في العتاد والأرواح»، مشيرا إلى أن هذه الشهادات الحية ستبقى خالدة  لمن لا يعرف تاريخ تلك الحقبة المريرة، خاصة للأجيال التي من حقّها معرفة تاريخ تلك المراحل والمعاركة الطاحنة للجنود العرب في مساندة إخوانهم المصريين وشعبها الشقيق ضد الكيان الصهيوني الحاقد، الذي لا زال لم يحفظ الدرس بعد تلقيه صفعة في حرب 1973، وهذا راجع لأسباب يشهدها اليوم العرب، على حدّ قوله.
 وتساءل سي عبد القادر، كيف تمكنا من دحر شوكة أقوى جيش في ذلك الوقت بمساعدة حلفائه مدعم بأسلحة من راجمات وطائرات ودبابات وتمكن العرب المشاركون في تلك المرحلة، من كسر تلك الشوكة بأسلحة غير متطورة كاليوم، وتم كشف ضعف الجيش الإسرائيلي وخوفه منا بدرجة لا توصف، عكس اليوم.