طباعة هذه الصفحة

يوم الشّهيد أضحى مرجعا لاستذكار قيّمه وزناجي لـ «الشعب»:

لا نستطيع إعطاء الشّهيد حقّه رغم ما وفّرنا من نصب ومعالم

سهام بوعموشة

بسم الله الرحمن الرحيم:
{وَلَا تحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين} (صدق الله العظيم).
هكذا كرّم الله عز وجل الشّهيد وأعطاه منزلة في الجنة بجوار الأنبياء والصدقين، عرفانا بتضحياته دفاعا عن الوطن والشّرف، فكيف لا نكرّمه نحن وبفضله استرجعت الجزائر استقلالها؟ هذا ما أبرزه الباحث ورئيس العلاقات الخارجية بالمركز الوطني للدراسات والأبحاث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 مراد وزناجي، في حديث هاتفي لـ «الشعب» بمناسبة اليوم الوطني للشهيد.
 
في هذا الصّدد، أوضح وزناجي أنّ اختيار يوم الشهيد صادف تأسيس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء سنة 1989، وبعد اجتماع وتشاور مع المهتمين برسالة الشهداء والذاكرة الوطنية بنادي الصنوبر، حيث تمّ إقرار 18 فيفري من كل سنة يوما وطنيا للشهيد، والذي احتفل به لأول مرة سنة 1990، ليخلّد ذكراه ويرسي الروابط بين الأجيال وتذكير الشباب بتضحيات الأسلاف من أجل استخلاص العبر والاقتداء بهم، مضيفا أنّ تخصيص يوم الشهيد أضحى مرجعا لاستذكار قيم الشهداء الذين خصهم الله بمكانة رفيعة في الجنة قائلا: «الله كرم الشهداء فلماذا لا نكرمهم نحن، بفضلهم استرجعت الجزائر استقلالها».
وعن مدى إيفاء الشهيد حقه، أكّد الباحث أنه لا يمكننا إعطاء الشهيد حقّه رغم ما وفّرنا له من نصب ومعالم، وحسبه فإنه كانت محاولات خلال السنوات الأخيرة في هذا المجال من خلال إنجاز أفلام تسرد نضال وبطولة الشهداء مثل الشهيد زبانة، بن المهيدي، العقيد لطفي وغيرهم، والمندرجة في إطار تثمين ذكرى الشهداء كي يعلم جيل اليوم ما قدمه الأسلاف من خلال الصورة، كما أن هناك محاولات في كتابة سير الشهداء عبر مقالات صحفية وتأليف كتب وإلقاء محاضرات، وحصص إذاعية، مشيرا إلى أنه يشعر بتقصيره تجاه الوطن مقارنة بالشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل تخليص الجزائر من أغلال الاستعمار الاستيطاني.
بالمقابل، كشف وزناجي عن سعي المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، مع بعض الولايات لإنجاز ما يسمى سجل الولاية في شكل مجلد يحتوي على قائمة بأسماء شهداء الولاية وتاريخها.  
وللعلم، فإنّ اليوم الوطني للشهيد ظهر إلى الوجود، بمبادرة من أبناء الشهداء الذين اجتمعوا بنادي الصنوبر بالعاصمة الجزائرية، يوم 18 فبراير 1989 م، بنيّة تحقيق أمرين اثنين:
أولا: إعادة الاعتبار لشهيد الوطن - معنويا وماديا - بعد أن طال تهميشه بسبب الإخفاق السياسي، جراء تناسي قيم الثورة، الداعية إلى بعث الدولة الجزائرية بمواصفات حداثية ديمقراطية، تحقق العدل والمساواة، في ظل قيمنا الإسلامية كما ورد في بيان أول نوفمبر. والعمل على إقامة جسور التواصل بين الأجيال وقيم الثورة المظفرة، لتحصينها بحبّ الوطن، وتلافي الانحراف في التعاطي السياسي.
ثانيا: إعادة الاعتبار لأرامل الشهداء وأبنائهم، الذين لم يأخذوا حقوقهم كاملة، جرّاء تقصير الدولة في واجبها إزاء هذه الفئة، التي شعر أبناؤها بالظلم والغبن والتهميش.