طباعة هذه الصفحة

الذكرى الـ50 لتشكيل المجلس التأسيسي في 1962

اشادة بمواقف وحنكة فرحات عباس

سهام بوعموشة

استعرض أمس المحامي والأستاذ الجامعي عامر أرخيلة تاريخ تشكيل المجلس التأسيسي في سبتمبر ١٩٦٢، والذي أدى إلى تأسيس الدستور الجزائري آنذاك، معطيا قراءته لما جرى خلال الفترة (١٩٦٢ / ١٩٦٣) من صراعات. مؤكدا أنه كان لابد من مرحلة انتقالية ووجود هيئة تنفيذية تتولى تسيير هذه المرحلة، لان إنشاء مجلس تأسيسي لم يكن حسبه سهلا، بحكم الخلافات التي اشتدت في تلك الحقبة
قال عامر أرخيلة لدى تدخله بمنتدى «المجاهد»، أن الهيئة التنفيذية المؤقتة كانت تتكون من ١٢ شخصا منها خمسة جزائريون وثلاثة فرنسيون، حيث أسندت الرئاسة لعبد الرحمان فارس. علما أن هذه الهيئة كان لها مهمتان أولهما هي إجراء استفتاء عام وثانيها تشكيل مجلس تأسيسي.
وأضاف الأستاذ الجامعي أنه بالرغم مما ارتكبته المنظمة الإرهابية الفرنسية في حق الجزائريين، إلا أن جبهة التحرير تمكنت من إجراء الانتخابات في الفاتح جويلية ١٩٦٢، والذي أكد فيها الشعب إرادته. مما جعل الجينرال ديغول يصرح رسميا باستقلال الجزائر. مشيرا في هذه النقطة بأنه للأسف هذا هو الخطأ الذي جعل شبابنا يفهم أن فرنسا أعطتنا الاستقلال وهذا غير صحيح.
وبالموازاة مع ذلك، أوضح المحاضر أن انتخابات المجلس كان من المفروض إجرائها في الـ١٢ أوت ١٩٦٢، لكن بسبب الصراعات الداخلية تأجلت وأنه بعد الاتفاق بين مختلف الولايات تم الاقتراع بتاريخ الـ٢٠ سبتمبر ١٩٦٢، بهدف إعداد مشروع دستور يكون في مستوى تطلعات كل الجزائريين.
وقد أسفرت الانتخابات عن اختيار ١٩٦ نائب للمجلس منهم ١٥ فرنسيا، وأعضاء من الهيئة التنفيذية المؤقتة، مع استبعاد الحكومة المؤقتة. كما حظيت المرأة بالتمثيل في هذا المجلس باختيار ست مجاهدات منهن مريم بن ميهوب، زهرة ظريف بيطاط ومسلي فضيلة، مشيرا إلى أنه للأسف مشروع الدستور أعد له خارج دائرة المجلس مما أدى إلى استقالة بعض أعضائه منهم رئيس المجلس الفقيد فرحات عباس.
ولم يفوت بن تومي الفرصة للإشادة بمواقف والثقافة السياسية لفرحات عباس في تنظيم المجلس التأسيسي وإعطائه صفة محترمة وحرية داخل لجانه، بحكم أنه شارك في اللجنة القانونية . نفس الامر أكدته المجاهدة زهرة ظريف بيطاط، كونها كانت عضوة منتخبة بالمجلس.
وللإشارة، فقد تم تكريم الفقيد فرحات عباس من طرف مديرة جريدة «المجاهد»، وكذا مجاهدات.