عـبـدالـــنور وعـبـد الحـق مـيــلـودي من ورقـــلـة في حديــث لـلـجزائــري الـصـغير

الـتــوأم المـعـجــزة

أمينة جابالله


من جزائرنا العميقة ومن جنوبنا الكبير ومن ولاية ورقلة بكل شرف حطّت صفحة الجزائري الصغير رحالها عند التوأم عبد الحق وعبد النور ميلودي، لتُعرّف بهما وبما يملكانه من طاقات إبداعية تستحق كل التشجيع والتقدير.. وما هما إلا عينة منكم أعزائي الأطفال الأبطال.. فتابعوا معنا هذا الحوار الذي حاولنا أن نلم بكل معلومة منهما آملين أن لا نكون قد نسينا حرفا من كل المعلومات التي تحصلنا عليها عبر إتصال هاتفي عانقنا أصحابه بكل فخر وحب وسعادة. وتمنينا أن لا ينتهي أبدا.


«الشعب»: من يكون هذا الثنائي الجزائري عبد الحق وعبد النور؟
- نحن التوأم عبد النور وعبد الحق ميلودي من ولاية ورقلة، نبلغ من العمر 14 عاما، ندرس في الرابعة المتوسط بمتوسطة الشهيد عطاوات قدور، لدينا أخ أكبر اسمه عبد الرؤوف يبلغ من العمر 16 عاما وأخت وحيدة وهي أصغرنا اسمها منال .ذات الـ5 أعوام.
- بعد إتصالكما الهاتفي الذي من خلاله شاركتما في ركن لغز وهدية.. لفت إنتباه مسامعنا أسلوبكما في الكلام وهذا ما دعانا لمعاودة الاتصال بكما.. والتواصل معكما عبر صفحة الفيسبوك الخاصة بشقيقكما الأكبر عبد الرؤوف لنكتشف بعدها أن لديكما معلومات ضخمة وقيّمة من الثقافة العامة، فمن أين لكما كل هذا رغم صغر سنكما ونعومة صوتكما؟
- منذ صغر سننا وبالضبط في السنوات الأولى من الدراسة، اكتشف والدنا أن لدينا سرعة البديهة ونملك ميزة القدرة على حفظ المعلومات في كل المجالات الثقافية والعلمية، خاصة المتعلقة بالإعلام الآلي والحاسوب والبرمجيات والمواقع الإلكترونية.. وبمرور الوقت أصبح لدينا شغف غير منقطع في ولوج عالم الانترنت أين استطعنا أن نبلور موهبتنا في هذا المجال، وكنا نأمل أن نتواصل مع أقراننا كي نتبادل معهم المعلومات وكل ماهو جديد يخدم العلم والمعرفة. ونجحنا إلى حدّ ما في ذلك.
- هل نفهم من كلامكما بأنه كان لديكما فرصة الالتقاء بأطفال آخرين لديهم نفس الميل المعرفي الذي تملكانه.. عن مجال المنافسة نتحدث؟
- نعم لقد أتيحت لنا عدة فرص كي نلتقي ونتنافس مع من لديهم نفس موهبتنا في التحصيل الثقافي في شتى المجالات.. فبفضل الله تحصلنا على عدة جوائز منها ما كان رمزيا ومنها ما كان ماديا ومنها ما كان شرفيا.. وذلك عبر مشاركاتنا في عدة مسابقات تلفزيونية وإذاعية من داخل الوطن ومن خارجه..
- يعني من محطات تلفزيونية وقنوات إذاعية إرتأيتما أن تضعا بصمة التوأم ميلودي من الجزائر .. باختصار حدثونا عن نوعية هذه البرامج وعن شعوركما بعد المشاركة؟
- ما أجمل شعور المغامرة الذي كان يعترينا ..فكنا على دراية تامة بتوقيت البرامج لأننا كنا من متابعيها فكل ماله علاقة بالأخبار الثقافية والفنية والعلمية والتكنولوجية يفتح شهيتنا في معرفة المزيد والمزيد عنه.. فلن نستطيع وصف إحساسنا بعد مشاركتنا في كل البرامج التي نفتخر بأننا شاركنا فيها وكنا في كل برنامج نقدم أنشودة عن الجزائر.
فهل لنا أن نذكر أسماء تلك البرامج؟،

- نعم تفضلا في ذكرها فنحن وكل من يقرأ متشوقون لمعرفة ذلك حالا وفورا.
- بالنسبة للمشاركات المحلية فكانت البداية من برنامج «ألو أطفال «الذي يبث على إذاعة بومرداس، أما البرنامج الثاني فكان من برنامج «الأوائل «مع رزيقة بالإذاعة الأولى.. وبرنامج «جدوحسان» وبرنامج «قول في مثل» وبرنامج «60x10 « من الإذاعة الثقافية.. وبرنامج «قالوا ناس زمان» من الإذاعة الأولى وبرنامج «تفاعل» وبرنامج «موسوعة الأسئلة « من إذاعة القرآن الكريم.. برنامج «وين رايح» وبرنامج «اعرف دينك» من إنتاج إذاعة البهجة ومن قناة «الشروق تي في «شاركنا في برنامج «كنوز وسبل».. أما مشاركاتنا في التلفزيونات العربية الشقيقة كان من قناة «شارت سفن تي» قناة اللبنانية.. وبرنامج «يلا نغني سوا» أين تمت مشاركتنا به عبر مكالمة بالواتس آب، حيث قدمنا أغنية جزائرية أين لاقت إعجاب القائمين على الحصة وفي برنامج على تلفزيون مصر ّليش هيك» كانت أول هدية تصلنا والتي تمثلت في قميصين تحمل اسم البرنامج.. وكانت آخر مشاركتنا في برنامج تلفزيوني لبناني اسمه «أبطال الكتاب».

- رائع جدا ما حدثمونا عنه وكم هو جميل أن تستمرا في خوض هكذا منافسات ثقافية وعلمية ولكن ما حكاية الفيديوهات المركبة والجريدة الإلكترونية المصغرة التي تقومان بإعدادها وجمعها، فلقد سبق وأن عرّجتما على هذه النقطة أثناء تواصلنا معكم، فتفضلا في شرح تفاصيل الحكاية؟
- لقد تعلمنا من خلال المواقع الإلكترونية كيفية صنع فيديوهات وبعض خطوات المونتاج والتركيب.. ونجحنا بفضل مساعدة والدنا وشقينا عبد الرؤوف الذي أصبح أحيانا يسألنا عن بعض الخاصيات الحديثة التي تارة نسيها وتارة لم يكن يعرفها من قبل..أما فيما يخص الجريدة التي نقوم بإعدادها فلقد أخذنا أفكارها من صفحتي قطوف وحروف والجزائري الصغير اللتان تعجبنا كثيرا.. ولكننا غيرنا وقلصنا في عدد الأركان وسنقوم بتقديم نموذج عنها في يوم العلم المقبل ولقد أسميناها «الطفل العربي». ولدينا عدة أفكار نسعى لتحقيقها من خلال إنشاء قناة إلكترونية من إنتاجنا ومن إعدادنا وسنشجع أصدقاءنا على المشاركة والمساهمة فيها.. وستكون بإذن الله قناة ناجحة لأنها تحمل رسائل إنسانية وإجتماعية لكل العالم.
- تسعون في كل مرة على تقديم الأنفع والأجمل سواء كان من خلال مشاركتكما في البرامج الإذاعية والتلفزيونية أو فيما تتمنون الوصول له من خلال القناة والجريدة التي أنتما بصدد إنجازها.. فهل لديكما موهبة مذهلة أخرى تسعون في صقلها فوالله ما أذهلتومنا به من خلال طاقاتكما جعلنا ننتظر منكما المزيد؟ فهل من مزيد؟
- نعم لدينا مواهب أخرى ولن نبخل عليكم بها نحن نتقن اللهجات العربية.. ولقد ألفنا حوارات باللهجة المصرية والسورية والفلسطينة.. حوارات من عمق المجتمع منها ما هو جدي ومنه ماهو هزلي ومنه ماهو على شكل مسرحية أو على شكل تنشيط إذاعي وتلفزي.. ولدينا موهبة في كتابة القصص والخواطر وتأيف الأناشيد الموجهة للأطفال .. ونحلم بهذه الموهبة أن نستمر في تدوين كل ما نراه يخدم العالم الذي نتمناه أن يعيش كل أطفاله بسلام بعيدا عن الحرب وقساوتها.
- سؤالنا الذي تركناه في آخر حديثنا معكما، يقول كيف توفقا في الدراسة وبين كل هذا العمل الجبار الذي يضاهي مهنة المتاعب وفن السينما والتمثيل..؟
- سؤال ثمين ويجدر بنا أن نجيب عنه بكل أمانة لكل القراء.. والإجابة عنه هي كالتالي: «موهبتنا التي ترافقنا سواء كنا في أيام الدراسة والعطل لم تزدنا إلا نفعا ولم تبعدنا يوما عن الدراسة.. فنحن لدينا برنامج يومي نقسمه بين مراجعة وحفظ الدروس وبين ممارسة هوايتنا.. وكل ما نفعله هو تسطير رزنامة يومية نضع في أوليويات خاناتها البرنامج الدراسي.. أما عن خواتيمها تتوضع أهم النقاط التي نراها تحتاج إلى اكتساب معلومات لصقل مواهبنا.. وفي أيام العطل نتفنن في استحداث أمور لم نكن نعلم بأننا سنضيفها إلى ما تفلتضم وأسميتوه بإبداعاتنا.. وعليه فالعطلة منبع آخر لصقل معارفنا وما نأمل أن نحققه في المستقبل للعالم أجمع».
- الحديث معكما ممتع وشيق والتواصل معكما فخر وشرف.. ومن صفحة الجزائري الصغير، هل لكما أن توقعا بكلمة تجعلنا نستفيق من ذهولنا الذي أحدثته فينا موهبتكما الرائعة والجد جد هادفة؟
من الجميل أن تكون هناك أيادي بيضاء ترعى احتياجات الأطفال وتقوم على مرافقتهم في كل أطوار حياتهم .. والأجمل أن ترى تلك الأيادي، الأطفال وهم يكتسبون مهارات معرفية عديدة ومتميزة، ناهيك عن التحصيل العلمي.. فالطفولة لاتعني أبدا تلك الأداة القابلة لاستهلاك كل ما يقدم لها بل هي في نفس الوقت وبقدر لا محدود له أداة إنجاز قد يعجز عن منافستها الكبار.. فكونوا مع الطفولة لأنها دائما فيكم ومنكم وإليكم.. ولكل من يهتم بنا له كل الشكر ودمت ياجريدة «الشعب» كنز لا يفنى.
ودمتما أيها التوأم الجزائري البطل «عبد النور وعبدالحق ميلودي» من ولاية ورقلة كنز من كنوز بلدنا الحبيب بلدنا الجزائر الذي سيظل فخورا بكما وبكل طفل من كل ولايات الوطن يسابق الزمن ويسعى بكل مالديه من طاقة كي يضع اسمه على جبين التاريخ . وسنكون أوفياء لعالم الطفولة الذي بقدر ما متعنا ببرائته أذهلنا بقدراته وجعلنا نقف باحترام لنقول له: «صوتكم قلمنا.. وقلمنا سيظل سلاح السلام لحمايتكم أينما كنتم».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024