طباعة هذه الصفحة

صـوم الـــكــبــار في حــــياة الــــصغـار

أمينة جابالله

من أجمل الأشهر التي ننتظرها بفارغ الصبر لنمارس فيها أجمل العبادات ألا وهي الصوم الذي يراه أطفالنا كمغامرة شيقة وكسباق مثير الجميع فيه فائز هو الشهر التاسع من الأشهر الهجرية ألا وهو رمضان.
فرمضان عادة في عبادة و رقي في سعادة نتعلم فيه الصبر و التحمل و الاستعداد الدائم لفتح باب الخير و التعاون فمن خلاله يكتسب أطفالنا من تصرفاتنا تجاه بعضنا في هذا الشهر الفضيل القيم السامية الرامية لخدمة الغير و الوطن و العالم بصفة عامة.
فعندما يرانا أطفالنا و نحن نصوم عن الكذب و النفاق و عن كف الأذى و اجتناب الإساءة بكل أنواعها قبل أن نمتنع عن الأكل و الشرب من طلوع الشمس إلى وقت الغروب..فبكل تأكيد سينتج عن ذلك جيل لا يخاف من مواجهة الحياة المليئة بالتناقضات وسيكون سلاحه الضمير الخالي من العنف و سوء التقدير للقيم التي تبنى عليها أسس الإنسانية والمتمثلة في الحب و التعاون و نبذ الأنانية و احترام الغير بكل ما يحمله من اختلاف ،،
و هكذا ينمو حب رمضان في قلوب الطفولة ليكون شعاعه في سائر العام و لن يكون محصورا في مدة تقارب ثلاثين يوما  فقط!!
فإذا كان رمضان مصدر سعادة النفوس الكبيرة فهو حتما مصدر قوي لأجيال تربت على صوم راق قد يكون له تأثير مؤقت على الجسد و يتبدد هذا التأثير بمجرد لحظة الإفطار ،،و لكن تأثيره على النفس سيظل ملازما لها مدى الحياة