يحكى أن كان هناك رجلاً يسعى بين الصفا والمروه راكباً علي فرسه، وكان بين يديه غلمان وعبيد كثيرة يقومون بتوسيع الطريق أمامه بعنف وقوة، فثار الناس وغضبوا كثيراً، وكان الرجل فارع الطول واسع العينين، وبعد مرور عدة سنوات رآه أحد الحجاج الذين زاملوه وهو يتكفف الناس على جسر بغداد، فتعجب الحاج من عمله وقال له : ألست أنت نفس الرجل الذي كان يحج على فرسه في سنة كذا، وكان بين يديك الكثير من العبيد توسع لك الطريق ضرباً، فقال الرجل : بلى ، فقال الحاج : وكيف وصل بك الحال إلي هنا ؟ قال الرجل : تكبرت في مكان يتواضع فيه العظماء، فأذلني الله في مكان يتعالى فيه الأذلاء .