طباعة هذه الصفحة

ابن القارة السمراء.. يكفيه تهميشا

أمينة جابالله

ككل عام وقف العالم يوم 16 جوان الجاري ليحيي يوم الطفل الأفريقي! مستذكرا الأطفال الذين قتلوا بينما كانوا يحتجون لتحسين التعليم في سويتو، بجنوب أفريقيا وذلك سنة 1976
أطفال انتفضوا ببراءتهم و سجيتهم المُحِبَّة للعدالة و الحرية ليتم انتشالهم من قبضة التهميش و مخالب الفقر و عصي القسوة وقذارة العنصرية التي كان لها النصيب الأكبر من المعاناة والغبن الممارس ضد كل من كانت بشرته تميل للسواد.
ذكراهم التي خلدها التاريخ تروي قصة بطولة أطفال نقشوا بدمائهم الطاهرة أجمل عنوان للتحدي في المناطق النائية المهمشة التي تعيش حياة الجحيم بكل تفاصيله.
طفولة عايشت الموت لأنها تمسكت بحقها في التعليم ،،وكأنها تعلم علم اليقين أن تحقيقها لمرادها الوحيد سيجعلها تعيش بكرامة بعد أن كانت مخنوقة في دائرة أيام لا لون لها .. فلا فرق عندها بين الليل و النهار و لا بين تعاقب الفصول وكيف لا و هي لم تذق يوما طعم الفرح ولم تزرها الاعياد التي أدمنت الغياب و استحلت الاختباء في كنف الحزن و الخوف وحنايا الإنتظار و خفايا المجهول.
ومازال أطفال القارة السمراء يواجهون المتاعب و المعوقات حاملين ألوية لفت الانتباه إلى المحن التي يواجهونها في المناطق التي تمزقها النزاعات المسلحة والانتهاكات بشتى أنواعها .
فإلى متى سيظل الطفل الأفريقي منتظر الأيادي لتنتشله من غيابات الجب؟ ،،فقهر الحرمان لغة لن يفقهها إلا أصحاب الضمائر الحية.