طباعة هذه الصفحة

ليندة لرول، الطفولة ستفتقدك بعدما خطفك الموت فجأة

بقلم نبيلة بوقرين

 

 

 خانتني الكلمات وعجزت عن وصفك لأنك اسم كبير في الساحة الإعلامية، وهبتي حياتك خدمة للمجتمع والأسرة من أجل إسعاد الغير أحبتي عملك فأتقنته وتألقتي وأبدعت فيه فدخلتي كل البيوت دون استأذان وأصبحت وكأنك فرد منهم كيف لا وأنت من أعددت برنامج «أسرار السعادة»، و»بلا حرج». ليندة لرول، صحيح غيّبك الموت عنا لكن روحك ستضل معنا ما حيينا. نبيلة بوقرين قد لا أوفق في وصفك من خلال هذه الأسطر المتواضعة التي كتبتها عنك يا أخت صنعتها المواقف وصديقة الكبار والصغار، لكن أغلب ما سأكتبه اليوم في هذا الفضاء المخصص للطفل هو حقيقة عن ليندة وشهادة عن الدور الرائد الذي قامت به خدمة لجيل المستقبل لأنها كانت تؤمن بقدراته العالية لحمل المشعل ومواصلة درب البناء والتشييد وحماية هذا الوطن حتى يكون خير خلف لخير سلف. أعزائي الأطفال اليوم يجب أن تحزنوا على فقدان صديقتكم الإعلامية التي كانت دوما تسعى إلى تقديم مواضيع هادفة تليق بكم وبسنكم وكانت تدرسها بدقة كبيرة حتى تستفيدوا منها سواء في المجال العلمي، الإجتماعي، الدراسي، وحتى في الحياة اليومية كانت تقدم لكم النصائح الضرورية ومن أجل تطوير ذاتها في هذا الجانب كانت تشارك في دورات تكوينية لتجديد أفكارها بحثا منها عن كل ما هو جديد لأنها واثقة من أنكم أساس المجتمع. آخر دورة تكوينية شاركت فيها ليندة لرول كانت في الأيام الأخيرة من السنة الماضية بفندق الماركير تلك التي نظمتها «الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة» بمشاركة مجموعة من الزملاء الصحفيين المختصين في هذا مجال الطفولة من مختلف وسائل الإعلام أشرف عليها خبراء من الأردن رفقة أخصائيين جزائريين خلصت بنتائج قيمة وثمينة ستخدم المصلحة الفضلى للطفل مستقبلا وهذا هو الشعار الذي طالما نادت به فقيدتنا التي كانت من بين العناصر المؤسسة لشبكة الإعلاميين الجزائريين لتعزيز حقوق الطفل وكنا نكلفها بالحديث نيابة عن الأعضاء بالنظر إلى طلاقتها في الكلام وعفويتها في التعبير وإيصال الأفكار. طالما قدمت لي الدعم والمساعدة في انتقاء المواضيع الخاصة بصفحة الجزائري الصغير لأنها من بين متابعيها هكذا ألفناها طموحة، متواضعة، إبتسامتها لا تفارقها تبادر لمساعدة الآخرين، ولكن الموت غيّب عنا ليندا فجأة حتى كدنا لا نصدق الخبر ورغم ذلك إلا أنها ستبقى حية بيننا في قلوبنا جميعا وبهذا المصاب يمكننا أن نقول بأن الطفولة فقدت إحدى أعمدة الصحفيين المهتمين بها ـ إنا لله وإنا إليه راجعون ـ نامي بسلام صديقتي الغالية.