طباعة هذه الصفحة

هل تكفي القوانين من أجل حماية الطفولة؟

نبيلة بوقرين

يعتبر الطفل من بين أهم الشرائح التي يتكون منها المجتمع الجزائري ولهذا يجب أن نوفر له الرعاية والاهتمام حتى نضمن له حياة متوازنة تسمح له بنيل كل حقوقه المشروطة وفقا لما يلزمه القانون الذي أقره الدستور ولكن السؤال المطروح هل القوانين تكفي لوحدها من أجل حماية الطفولة من كل الأخطار التي تهددها؟.
تحت شعار «العيش معا لضمان سعادة ورفاهية أطفالنا» أحيت الجزائر الإحتفالات الخاصة باليوم العالمي للطفولة حيث سجلنا تنظيم عدة حفلات ومواعيد خاصة بالأطفال عبر كل ربوع الوطن شارك فيها عدة قطاعات وزارية لها صلة مباشرة مع جيل الغد على غرار وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة والدليل على ذلك الرسالة التي ألقتها غنية دالية بقاعة إبن زيدون والتي تلح على ضرورة العناية بأطفال الجزائر واستذكرت أهم القوانين والنصوص التطبيقية المصادقة عليها والتي تضمنها الدستور الجزائري.
وبما أننا في عصر الرقمنة والتكنولوجيا والهواتف الذكية والتطبيقات المتعددة التي قد تخدم الطفل وفي نفس الوقت قد تكون خطر عليه سجلت وزيرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجية والرقمنة هدى فرعون حضورها في الحفل الرسمي الذي نظم بحضور عدد كبير من الأطفال في الفاتح جوان، وكان ذلك إلى جانب دالية ومريم شرفي رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة الموضوع لدى الوزير الأول إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني وفنانين، وممثلين عن الهيئات الدولية وفي مقدمتها ممثل اليونسيف كل هذا يدل على الاهتمام الكبير للدولة الجزائرية الموجه للطفل حتى يعيش بسلام وينال كل حقوقه في إطار القانون.
هذه الإجراءات والدعوات التي تقوم بها الحكومة الجزائرية ومختلف الوزارات المعنية تعتبر جد عادية بما أن الجزائر كانت السباقة في المصادقة على الاتفاقية الدولية لحماية الطفل الصدارة في 20 نوفمبر 1989 التي تتكون من 54 مادة و 3 بروتوكولات تفويضية مكملة لها للاعتراف بالتزامات جديدة يجب على الحكومات احترامها لأنها تنص على محاربة إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، محاربة مختلف أشكال بيع واستغلال الأطفال جنسيا، إجراءات تقديم الاتصال وهي تتعلق بالطريقة التي يستعملها الأطفال أو من ينوب عنهم لتقديم شكوى حول انتهاك حقوقهم، أما أبرز ما تتضمنه المواد نجد الحق في عدم التمييز، الاسم والجنسية، حماية الهوية، الحياة والنمو، الرفاهية، مستوى معيشي لائق، الصحة والخدمات الطبية، الضمان الاجتماعي، الحق في الحماية من الاستغلال الاقتصادي إلخ.
التسول ظاهرة طالت الأطفال ...
وبعد الاستطلاع الذي قامت به جريدة «الشعب» في بعض شوارع العاصمة استنتجنا أن القوانين لوحدها غير كافية من أجل حماية الطفولة لأنها شريحة جد هشة ولازالت لم تصل إلى مرحلة النمو الكامل حتى تتمكن من معرفة كل ما ينفعها ويضرها ولا تستطيع الدفاع عن نفسها في حالة خطر، بدليل استغلالها في ظاهرة التسول والأكثر من ذلك أنهم يتعرضون للعنف حيث وقفنا على ذلك في صورة حية بالقرب من محطة «أودان» إمرأة متسولة كانت تضرب بقوة طفلة لا تكاد تتجاوز من العمر الـ 5 سنوات رغم أننا في شهر رمضان، إضافة إلى وجود أطفال آخرين يستغلون في العمل في مجالات أخرى دون الوصول للسن القانوني رغم أن الاتفاقية الدولية تنص على حق الحماية من الاستغلال الاقتصادي. ولهذا يجب أن تتضافر الجهود بداية من العائلة التي تعتبر المهد الأول للطفل ثم المدرسة وكل المؤسسات التربوية، مراكز الإيواء، الهيئات الرسمية، ممثلين المجتمع المدني لأنهم الأقرب ومتواجدون في كل أرجاء الوطن بما فيها المناطق النائية ما يعني أنهم المرآة التي بإمكانها أن تكشف عدة أمور تتعلق بالجيل الصاعد تحت شعار معا لضمان سعادة ورفاهية أطفالنا لأنهم حماة البلد وحاملي المشعل ما يلزمنا بضرورة الإعتناء بهم والسماح لهم بالتعليم حتى يكونوا إطارات وفاعلين في بناء الأمة في كل المجالات من دون تمييز أو ظلم ولا حرمان ببساطة لأنهم عنوان البراءة والأمل.
قمر، نسيم وميار دعوا لإنتشار السلام في العالم  بما أننا عايشنا الأطفال الاحتفالات الخاصة بيومهم العالمي اقتربنا من بعضهم من أجل معرفة أرائهم في موضوع إشراكهم في الحياة اليومية فكانت الإجابات مدهشة حيث قالت لنا قمر ليليان إيسري «أنا جد سعيدة بالاحتفال الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي للطفولة واستمعت كثيرا بالنشاطات التي برمجت خاصة الأغاني التي أداها عمو يزيد وأقول لكل أطفال الجزائر عيد سعيد وأتمنى أن نعيش دوما في سلام وحرية وأن تتكرر مثل هذه المبادرات».
من جهتهما الأخوين نسيم وميار سبعون إستمتعا بالبرامج المخصصة لهم بمناسبة عيد الطفولة وعاشوا أجواء رائعة وحماسية رفقة نظرائهم الأطفال الذين حضروا الحفل الرسمي وتجاوبوا مع الأغاني التي قدمها «عمو يزيد» وحكيم صالحي رفقة فنانين آخرين بحضور عدة شخصيات رياضية وأسماء بارزة أرادوا مشاركة هؤلاء البراعم في عيدهم، ومن جهتهم الأولياء استحسنوا العروض والفقرات التي دامت إلى غاية ساعات متأخرة من الليل لدرجة أنهم لم ينتبهوا للوقت.