طباعة هذه الصفحة

سيليا خشني

عندما تصر المرأة على النجاح

عندما تصر المرأة على النجاح

اقتحمت سيليا بجرأة مساراً مهنياً يسيطر عليه الرجال، لكن حرصها على تمهيد الطريق أمام نساءٍ أخريات، حفزها على إتمام درجة الماجستير في الاتصالات بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، ركزت بشكلٍ أساسي منذ بداية مسيرتها على مجال الشبكات اللاسلكية، فأظهرت المهندسة الشابة روحاً قتاليةً عظيمة وثباتاً عالياً استلهمتهما من جبال الأطلس التي كانت شامخة أمامها.
عملت سيليا في إحدى وحدات البحث والتطوير في مجال الاتصالات تحت إشراف الدكتور عبد الرحيم بورويس، وقد نجحا معاً في الحصول على أربع براءات اختراع متميزة لقسمهما.
 على خطى بورويس، الذي رأت فيه سيليا أنموذجاً يحتذى به في مجال عملها، انطلقت في مسيرتها لتفي بوعدها، وتنجز مهمتها الخاصة بتطوير جهازٍ متقدم ذي صلةٍ وثيقة بمجال الحفاظ على الخصوصية. وتسعى سيليا للاستفادة من خبرتها من أجل الحفاظ على التقاليد والقيم الجزائرية الأصيلة من خلال ابتكاراتها.
سيليا دقيقةٌ جداً بطبعها ولا تحب إضاعة الوقت. والأهم من ذلك، أنها لم تكن لتبذل الكثير من الجهد لإنجاز شيءٍ لا تؤمن بكونه مصدر فخرٍ لوطنها وعائلتها، حيث قالت سيليا في هذا السياق «أحب التقنيات الجديدة بكل تأكيد، لكنني أؤمن أنها لابد أن تستخدم بطريقةٍ صحيحة».
«من واقع خبرتي، أعرف مدى أهمية القدوة الحسنة وتأثيرها،» قالت سيليا وهي تتذكر نصيحة والدتها لها قبل مشاركتها في برنامج نجوم العلوم، حيث قالت لها: «الخيال هوالذكاء الحقيقي، وعليكِ أن تكوني متميزة ومبتكرة في طموحك».
 عن المشروع الذي شاركت به في برنامج العلوم قالت انها ذهلت مما عرفته خلال قراءاتها حول أساليب انتهاك الخصوصية المتعلقة بالطائرات التجارية بدون طيار. فكشفت أبحاثها أن الأغلبية الساحقة من الطائرات بدون طيار الموجودة حالياً في الأسواق، مزودة بكاميرات عالية الدقة يمكنها تسجيل الأنشطة اليومية للأشخاص دون موافقتهم أوحتى معرفتهم. وسرعان ما أدركت أن أجهزة التشويش وحجب البث المتاحة حالياً ليست مخصصة للاستخدام للعائلات.
يستهدف جهاز سيليا الطائرات بدون طيار الخاصة بالهواة، والتي يتم التحكم فيها عن طريق الانترنت أوموجات الراديو. فبمجرد أن يكتشف الجهاز وجود طائرات بدون طيار في الجوار، يقوم على الفور بالتشويش على إشارات التحكم عن بعد وتخريب موجات بث الفيديو الصادرة عنها. وأوضحت سيليا: «إن جهازي مخصّص لاستخدام العائلات، فهدفي هو الحفاظ على الخصوصية، مع حماية الطائرات بدون طيار في نفس الوقت!»