طباعة هذه الصفحة

الباحثة في الفلاحة مليكة حمانة

للمرأة الريفية دور هام في تحقيق الأمن الغذائي

سلوى/ ر

خاضت الباحثة مليكة فضيلة حمانة تجربة طويلة في مجال البحث الفلاحي،ناهزت العشرين عاما،حيث ركزت اهتمامها في بداية مشوارها على موضوعين أساسيين ومدى انعكاسهما على تحديد الأنواع المزروعة ألا وهما المجاعة والجفاف.  أوضحت الباحثة لصفحة “القوة الناعمة” أنها كانت ومجموعة من الباحثين تعمل منذ 1993 إلى 2004 في إطار البرنامج الوطني للبحث على إيجاد أنواع أخرى من المزروعات لمضاعفة الانتاج الفلاحي،من خلال مقاومتها لعاملي المجاعة والجفاف،قبل أن تنضم إلى المعهد الوطني للبحث الفلاحي على مستوى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في سنة 2004 وكانت المرأة الوحيدة في ذات المعهد،حفزها على اعطاء هذه الهيئة دفعا جديدا، وكان بمثابة الفرصة التي منحت لها من أجل بذل المزيد من الجهد والاجتهاد كانت أولى ثماره أنها بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل والدؤوب،تمت ترقيتها في سنة 2007 إلى مديرة فرعية على مستوى الوزارة المكلفة بالبحث الفلاحي.   
هذه الترقية ترى فيها السيدة حمانة تحديا كان ينبغي رفعه إيمانا منها بأن المسؤولية هي عبارة عن تكليف وليس تشريف، ويعني بالنسبة لها الحضور الدائم والفعال والبحث عن أفضل السبل لإحداث التوازن بين الحياة العائلية والمهنية، وهذا ليس بالأمر السهل تقول الباحثة مشيرة إلى أن بناء الجزائر مثلما نريدها لأولادنا يتطلب التفاني والتضحية وبذل المزيد من الجهود كل واحدة منا في مكان عملها،ومهما كانت المهمة أو المسؤولية الملقاة على عاتقها.  
وتشدد السيدة حمانة على أن المرأة لا ينبغي لها أن تتراجع إلى الوراء أو أن لا تستغل الفرص التي تتاح لها لكي تتقدم أكثر في عملها شريطة أن يتوفر فيها عامل الجدية والمثابرة لبلوغ الأهداف التي سطرتها لحياتها العملية.  
ركزت السيدة حمانة في أبحاثها على استعمال التقنيات التكنولوجية لتثمين الكفاءات المحلية التي تراها محورا آخر للمعرفة لا ينبغي تجاهله،معتبرة أن المرأة الريفية التي تصبح في بعض الأحيان شبيهة بسيدات الأعمال تساهم بقسط هام في توفير الأنواع المختلفة من المزروعات وفي تربية الدواجن وغيرها من الأعمال التي أصبحت المرأة الريفية تجيدها بطريقة متفوقة ومختلفة،فدورها بات مرتبطا مباشرة بضمان تحقيق الأمن الغذائي،أحد أهم التحديات التي لا تزال تواجه الجزائر،وهي تفقد بصفة مستمرة أمنها الغذائي.  
البحوث الميدانية بينت أن المرأة الريفية حريصة على رفع التحدي وتسعى إلى التواجد بقوة واستغلال الفرص المتاحة لها في إطار البرامج المختلفة الهادفة إلى تنويع الإقتصاد الوطني،ولاسيما في الفلاحة التي تتواجد المرأة فيها بقوة في بعض التخصصات منها.
في قطاع الفلاحة دور المرأة مهم جدا تقول السيدة حمانة مضيفة أن هذا الدور لا يختلف تماما عن ما يقوم به الرجل الفلاح عموما لرفع الإنتاج الزراعي،وسجلت من خلال معايناتها الميدانية في إطار البحوث الهادفة التي أنجزتها حول القطاع عموما أن المراة لا تساهم بدينامكية متميزة في الفلاحة فحسب وإنما تبدي الكثير من مؤهلات التجديد والتنويع في كل ما يتعلق بتثمين التراث المادي ولاسيما في الصناعات التقليدية فضلا عن تلك الميزة التي تتسم بها فيما يتعلق باختيار الأنواع التي تضمن جودة المنتوج واستعمالاته المتعددة كالأنواع المختلفة للقمح وأيها الأصلح والمفيد.  
وفي هذا المجال فإن الباحثة السيدة حمانة ترى أن ما تقوم به المرأة الريفية عموما ما هو إلا تثمين للمعرفة التي اكتسبتها من خلال الممارسة اليومية، معرفة مكنت من المحافظة على الأنواع الملائمة للاستعمالات العديدة،وذلك بدعم من إطارات نسوية تخصصت في علوم الفلاحة والزراعة، وتواجدت في عدة مستويات ومجالات كالغابات والمؤسسات والهيئات التقنية أو تلك التي تبوءت مناصب مسؤولية في نفس القطاع.  
وحتى تتفوق المرأة في أي قطاع،ما عليها إلا العمل بإخلاص وتفان وأن تعتمد على امكانيات وتؤمن بقدراتها وتتحمل مسؤولية رفع التحدي،مشيرة إلى أن قطاع الفلاحة يوفر مجالات واسعة للمرأة تؤهلها بأن تبرز كل الطاقات الكامنة فيها من أجل ضمان أفضل حماية وأمن غذائي الذي هو في واقع الأمر قضية الجميع وليس فقط من انشغالات المزارع لوحده.