طباعة هذه الصفحة

في عيدها العالمـي مارس:8

ألا تستحـق المرأة «دليــلا» يـــؤرخ لماضي وحاضـر جميـلات ومبدعـات الجزائر

سلوى روابحية

الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة انطلقت منذ مطلع الشهر الجاري وفيه بدأت الهيئات واللجان المكلفة بالتحضير لإحياء الذكرى الثالثة بعد المائة عن إقرار الثامن من مارس كيوم عالمي للمرأة  تثمينا لنضالاتها واعترافا بدورها المحوري في كافة الميادين.

والجزائر على غرار دول العالم لم تتخلف عن هذا الموعد الهام في تاريخ نضال المرأة المتعدد الأشكال وباتت تطور أنماط الاحتفال من خلال إبراز دور الجزائرية في الماضي والحاضر
ولكن عندما يشار إلى الماضي فلأنه زاخر بأمجاد وتضحيات شهيدات ومجاهدات الواجب الوطني والقائمة طويلة ومنهن الشهيرات أمثال جميلات الجزائر البارزات إعلاميا غير أن الفئات الأخرى منهن تبقى مغمورات وغير معروفات لدى الكثير من الجزائريين ولعله أيضا لدى المؤرخين بصفة عامة وقد يكون عددهن أكثر من الفئة الأولى.
ومن جهة أخرى فإن المغمورات من الشهيدات والمجاهدات ليس وحدهن من طواهن النسيان سواء طواعية أو غير قصد وإنما توجد فئات أخرى من حاضر وذاكرة اليوم من النساء من احترقن وقدمن التضحيات في صمت دون زخم إعلامي أو إشهار مثلما يحدث للبعض من المحظوظات وهن متواجدات في العديد من المواقع والقطاعات ولكن أيضا وربما هذا هو الأهم أن الكثيرات منهن تتواجدن في الجزائر العميقة في المدن الصغيرة وفي الأرياف تكد وتجتهد في صمت وتتوارى عن الأنظار فاسحة المجال للبعض الاخر الأقل شأنا واجتهادا وكفادة واللائي قد لا يمثلن المرأة الجزائرية في أي شيء.  
من أجل رد الاعتبار لكل حرائر الجزائر في الماضي والحاضر فإن أفضل تكريم لهن من بين التكريمات الأخرى المستحقة لكل النساء دون استثناء في عيدهن العالمي وما عدا تقديم الورود والهدايا الرمزية والتي تزول مع انقضاء 8 مارس فإنه من المهم أن يوضع دليل يؤرخ لإنجازات النساء الجزائريات في نضالهن الطويل المدى والذي لم ينطلق مع حرب التحرير فحسب وإنما منذ الاحتلال الفرنسي للجزائر ولما لا العودة إلى التاريخ الماضي الطويل لحرائر الجزائر قبل مئات السنين وهن كثيرات، مرورا بتلك الحقبة الصعبة التي دفعت المرأة إلى التمرد عن التقاليد البالية حين قررت الوقوف إلى جانب الرجل في كفاحه المسلح ضد الاحتلال وقاومت بكل الطرق من أجل تحرير الوطن وكان لها ما أرادت بعد تضحيات جسام، لتندمج في معركة البناء والتشييد ولكن باحتشام ثم اجتازت مرحلة الإرهاب البائس في التسعينات من القرن الماضي ودفعت مرة أخرى الثمن الباهظ من حياتها وتشردها ولكن أيضا من عرضها الذي دنسه دعاة الإرهاب.
يحق لجزائريات الماضي والحاضر المبدعات والمتألقات المطالبة بتكريم آخر بأبعاده الحقيقية ألا وهو التأريخ في دليل خاص لكل الإنجازات التي صنعتها المرأة الجزائرية الحرة والتي لا تزال تصنعها اليوم في كل المستويات وفي جميع الميادين حتى تكون قدوة للأجيال القادمة من النساء والفتيات وبذلك تتحقق المقولة الشهيرة « كن خير سلف» لجيل من الجزائريات من نوع خاص وقد ينفردن عن غيرهن من نساء العالم في معاني النضال والتضحية والصمود والتألق.