طباعة هذه الصفحة

الشهيدة مليحة حميدو

حملت في محفظتها السلاح بدل القلم للدفاع عن الوطن

ف / بودريش

حملت وهي تلميذة السلاح بدل القلم داخل المحفظة، لأنها أدركت أن قضية الوطن أهم من نجاحها، وأيقنت الشهيدة مليحة حميدو أن استرجاع السيادة بالقوة صار قدر الجزائريين لينعموا بالحرية، رغم أنها نشطت في رصد حركات العدو وزودت المجاهدين بالمعلومات، لكن كل ذلك لم يطفأ لهيب رغبة الدفاع عن الوطن، فشاركت في الهجومات التي كان ينظمها جيش التحرير في المناطق الحضرية.

ولدت الشهيدة والبطلة الشجاعة مليحة حميدو سنة 1942، بولاية تلمسان وسط أسرة ميسورة الحال، كانت من المحظوظات اللائي تلقين تعليما مزدوجا، فتنقلت ما بين مدرسة دار الحديث لتعلم لغة الضاد ومبادئ ديننا الحنيف، ومدرسة «بلاص الخادم» ثم توجهت بعدها إلى ثانوية البنات، وطيلة هذه السنوات كانت تحترق بوجع الوطن، وتحلت بروح ثورية عالية، مستعدة أن تضحي بكل شيء من أجل الجزائر.  
تطوّر نشاطها النضالي وتحولت إلى المناضلة الفاعلة في «سيدي شاكر» تزود المجاهدين بالمعلومات وترصد حركة العدو، واحتضن منزل عائلتها المجاهدين.
وعندما اشتد الخطر اضطرت إلى حمل السلاح في محفظتها كي تدافع به عن نفسها في حالة تعرضها للخطر، إلى غاية إلقاء القبض عليها من طرف قوات العدو الاستعماري، حيث أطلق عليها النار واستشهدت في اليوم الموالي وسنها لا يتعدى 17 ربيعا.