طباعة هذه الصفحة

شافية علاط الإعلامية والمختصة في الأعشاب الطبية

أتوق لتطوير البحث في مجال العطارة و أكون مذيعة بــارزة

فضيلة/ب

تعد السيدة شافية زغيشي المولودة علاط واحدة من الشابات الجزائريات القليلات اللائي خضن تجربة نموذجية مثيرة، ونجحن  بشجاعة وإرادة فولاذية ،حيث اقتحمت عالم البحث في مجال الأعشاب الطبية عقب إنهاء دراستها الأكاديمية في مجال الإعلام، وبذكاء عرفت كيف تمزج كل ما تخفيه عنا أمهات الكتب، بعد أن صقلت ذلك بتجربة أهم ما تركه لنا الأجداد في ذاكرة الطب الشعبي الذي يتوارثه جيل بعد آخر، ولا تكتفي بذلك، بل أحيانا تقف عند كل ما توصلت إليه التجربة العلمية في استخلاص أهم المواد الشافية والمجملة للبشرة.    
تتردد كثيرا على سبيل العرفان، لنجاح أي شخص عبارة، أن من وراء كل رجل ناجح إمرأة عظيمة أو تعكس المقولة لصالح الرجل، لكن ما وقفنا عليه في محل عطارة السعادة الذي تملكه السيدة شافية علاط ، أن من وراء هذه المرأة المتألقة المعطاءة، رجلان عظيمان وأم لا تنقطع عن التشجيع، أب أسسس لها أرضية المشروع وزوج رافقها بتفهم ومد لها يد العون، لتقطع أشواطا معتبرة في مشروع رائد وتطلق العنان لمخيلتها  لتخطط من أجل تطوير مشاريعها التي مازالت في مخيلتها، فهي صارت تحلم بالإستثمار في أراضي فلاحية من أجل زرع الأعشاب الطبية لتغطية الطلب الوطني ولما لا التصدير خارج الوطن..  
استقبلتنا السيدة شافية في محل عطارتها الكائن ب/رويسو/ وكنا نتمنى أن تطول جلستنا لأنها رغم صغر سنها الذي لا يتعدى 32 سنة إلا أن ثقافتها ورصيد خبرتها جذبنا كثيرا وجعلنا نستفيد وشعرنا وكأننا أمام خبير محنك،هذا ما بهرنا..خاصة بعد أن تمكنت من العودة إلى حلمها الأول.. الإعلام حيث تم استدعائها من طرف إذاعة البهجة لتنشط حصة، ثم تلقت دعوة من التلفزيون وأسندت لها مهمة تقديم ركن /الجمال بالطبيعة/ في حصة صباح الخير.  
تتبعنا أثار نجاح شافية عبر بداياتها الأولى، قالت أنها بعد تخرجها من كلية الإعلام بالعاصمة سنة 2004، ونظرا لصعوبة الإلتحاق بالمؤسسات الإعلامية الكبرى، أجلت حلم الصحافة الذي يسري في دمها، وقررت مساعدة والدها التاجر الذي يملك عدة محلات بالعاصمة، لكنه وحيد والديه وأبوه شهيد، ولأنه كان وضع أرضية لتأسيس مصنع للأعشاب بولاية جيجل ومحل للعطارة بالعاصمة من أجل توزيع كل ما ينتج في المصنع، وبما أنها البكر كانت وحيدة مع والدها، وأدركت جيدا أن الثقة التي وضعها فيها يجب أن ترتفع بأعلى سقف ممكن، هذا ما أجبرها على ولوج مجال البحث في أمهات الكتب التي تعنى بالأعشاب الطبية، وتجاوز إهتمامها إيجاد أنجع الوصفات للجمال بل تعداه إلى الطب البديل، واستعانت بأصحاب الخبرة على غرار السيد عياد مصطفى الذي لديه خبرة في مجال الأعشاب لا تقل عن 48 سنة والسيدة حياة، إلى جانب السيد بوشعيب نصر الدين الذي لا يبخل على  المصنع بخبرته العلمية.  
وأكدت الإعلامية والباحثة في مجال الأعشاب الطبية أن محل العطارة يشغل ثلاثة عمال بينما المصنع الذي يعنى بتقطير الزيوت وما إلى غير ذلك من تحضير الأعشاب الطبية، عشرة عمال، وذكرت أنهم يطلبون من الزبائن التحاليل الطبية والأشعة لتشخيص المرض، ويعكفون على تزويد المحلات بالزيوت الأساسية وكريمات أساسها الأعشاب وزيوت عطرية إلى جانب المياه العطرية ومشاريب أساسها الزيوت.
وتحترق شافية بجد، في مهمتها كمنشطة بين الإذاعة والتلفزيون وتحدي تطوير خدمات الطب الشعبي وكذا العناية ببيتها وتربية طفليها أمال ومحمد نزار، وفوق هذا وذاك مازالت مقتنعة بأنها بعمل مضاعف والإستمرار في تقديم الأحسن يمكنها النجاح أكثر وتقديم الأنفع للزبائن بشكل يتعدى مجال الجمال.  
وحدثتنا كيف لمجال الأعشاب الطبية أن فتح لها المجال واسعا لتحقق حلمها الأول المتمثل في أن تصبح يوما ما مذيعة مقتدرة وبارزة، لكسب المزيد من حب الآخرين، والذي تقطفه يوميا في مجال العطارة، لأنها لا تسطيع العيش بدون أن تحظى بالحب وإدخال  الفرحة إلى قلوب جميع الفئات.    
وفي تشخيصها لفضاء العطارة لم تخف النقائص التي مازالت موجودة، تطمح أن يضع الجزائريون ثقتهم فيها، لأنها تبحث عن الأجود وحريصة لأن تقدم كل ما هو طبيعي وصحي بشكل قد يضاهي ما يستورد من الدول العربية، وتستمر في بحوث علمية، وعلى اعتبار أن مجال الأعشاب صار له مهتمين يرغبون في صبر أغواره، وتمنت أن لا يقتصر على الجمال وحده.
وبتواضع لم تخف بأن نجاحها يعود فيه الفضل لوالديها وزوجها الذين كما أوضحت تقاسموا معها الحلم وشاركوها صبرها وعملية تجسيد جميع الخطوات المتقدمة.  
وضمنت كلمتها برسالة أمل لجميع الشباب كي يصبروا ويجهدوا من أجل تحقيق كل ما يطمحون إليه بعيدا عن أي يأس وتردد.