طباعة هذه الصفحة

البطلة العالمية في ألعاب القوى للمعاقين ليندة حمري

تجربــة يحتـذى بهـا في التحدي والنجاح

صرياك سارة

مبتسمة ومتفائلة تبعث بالحيوية والنشاط أينما حلت...إرادتها كانت من فولاذ فتحدت المرض والإعاقة وأثبتت أن العزيمة تصنع المعجزات، هي اليوم إحدى بطلات الجزائر اللواتي نفخر بهن..ليندة حمري رياضية متألقة في ألعاب القوى للمعاقين حائزة على عدة ميداليات في منافسات عالمية تروي لنا حياتها، تجربتها ونجاحها خاصة ونحن نحتفل باليوم العالمي للمعاقين لتكون مثالا يقتدي به.
«أنا ابنة حي شعبي هو «باب الواد» بالعاصمة من عائلة كبيرة عدد أفرادها 6 بنات يعانين من إعاقات وأمراض مزمنة، ولكن الحمد لله أنا اليوم استطعت أن أصنع من نفسي شخصا لا يستسلم للظروف» تتحدث ليندة وهي تبتسم كالعادة.
«منذ كنت صغيرة وأنا أحب القفز والجري، حتى أثرت انتباه إحدى المدربات السيدة طاجري وكانت قد انتفلت إلى الحي الذي أسكن فيه «باب الواد» حديثا فشجعتني على ممارسة الرياضة وفعلا بتشجيع من أمي وأختي الكبرى كانت البداية» تقول ليندة، «لكن أبي رفض ربما لأني أهملت دراستي التي كنت أعاني فيها كثيرا بسبب نقص بصري الشديد».
في صغري كنت ألعب للفرق العادية تحت إشراف مدربتي السيدة طاجري فكنت بطلة الجزائر أصاغر، ونائب البطل في صنف الكادي، بعدها وبسبب استمرار بصري في النقصان واكتشاف مرضي المزمن والنادر في نفس الوقت بمستشفى بارني سنة2007،انضممت إلى فئة المعافين وشاركت في أول بطولة افريقية ولي كانت حينها بالجزائر حصدت فيها الميدالية البرونزية بعدها وإلى غاية 2010 كنت أتدرب بدون هدف فلم أشارك في أي منافسة بسبب الإصابة كما تركت الدراسة ما جعلني أعيش فترة نفسية جد صعبة وهو ما هز ثقتي بنفسي.

2011 العودة إلى التألق

لم استسلم وواصلت التدريبات إلى 2011  أين كانت الإنطلاقة وبداية تألقي بعد الكثير من العمل والجهد فتحصلت على الميدالية البرونزية في الألعاب الافريقية بالمزنبيق في 100م، بعدها الفضية في الألعاب الأولمبية في 2012 ببريطانيا، لأنتقل إلى مرحلة جديدة سنة 2013 أين تغيرت مدربتي بعد انفصالها عن المجمع البيترولي واستخلفت بمدربي الجديد يوسف رضوان الذي أكن له كل التقدير كما أني جد مرتاحة معه وهذا طبعا لا ينسيني أن أشكر مدربتي التي رافقتي منذ صغري.
في تلك السنة أي 2013 دخلت البطولة العالمية بفرنسا أين حطمت الرقم الإفريقي وحصدت الميدالية الفضية، وفي هذه السنة أي 2015 كان لي هدفان الأول الألعاب العالمية بكوريا الجنوبية أين تحصلت على الميدالية الذهبية والبطولة العالمية بقطر ونلت الميدالية الفضية.
تقول ليندة ذات 26 ربيعا، اليوم مستوى ألعاب القوى للمعوقين بات جد تنافسي وعالي والحصول على ميدالية لا يكون إلا بالكثير من العمل والجهد،فهي تتدرب 4 ساعات كل يوم معدا السبت بالإضافة إلى التربصات والمحافظة على غذائها بحمية خاصة، وكذا الدعم المادي والنفسي وهو ما تتلقاه من أسرتها وفريقها مجمع سونطراك خاصة منجار الفريق الهادي مهني وكل من يحبها.

ليندة المرأة

وعن حياتها كمرأة وهوياتها تقول ليندة أنها تحب المطبخ كثيرا وتقوم بالإبداع والتنويع في الأطباق كلما سمحت لها الفرصة بذلك وعن أحلامها لا تخفي أنه بالرغم من شغفها وعشقها للرياضة تحلم بأن تأسس أسرة وتنجب أطفالا فالبيت أجمل مكان بالنسبة لأي إمراة في العالم مهما كان طموحها.