طباعة هذه الصفحة

المناضلة” آني ستينير”

ضحــت بكــل شــيء مـن أجل الجزائر

تعد المناضلة”آني ستنير” الأوربية الأصل وجزائرية القلب والعقل والكفاح، واحدة من المجاهدات الغربيات اللائي وقفن إلى جانب المجاهدين الجزائريين، وضحين بكل شيء جميل إلى أن جاء النصر بعد الاعلان عن وقف إطلاق النارذات 19 مارس من سنة 1962.   
عندما انضمت إلى جبهة التحرير الوطني، لم يكن سنها يتجاوز 26 سنة، كانت تملك كل المواصفات لكي تعيش سعيدة، لكن رفضها للظلم والتمييز والحالة المزرية التي كان عليها الشعب الجزائري دفعها للانخراط في النضال والكفاح المسلح في سنة 1955.  
ملامحها الأروبية وهي من أصول إيطالية، جعلهتا تتحرك بحرية تامة لصالح القضية الجزائرية، دون أن يشك فيها المستعمر الفرنسي، وعندما ألقي عليها القبض كان الاندهاش سيد الموقف بعد قراءة خبر القبض عليها في صدر الصفحة الأولى من الجرائد.  
مناضلة، لا تكل ولاتمل ولدت في 17 فيفري 1928، والد والدها فيريومارسيل في حجوط، درست مرحلة الابتدائية في بوفاريك ثم تنقلت إلى البليدة ودرست في ثانوية ابن رشد حاليا، لم تذق البؤس والشقاء المسلطان على الشعب الجزائري،  لكنها قررت الانضمام إلى الكفاح المسلح.
بعد إلقاء القبض في سنة 1956 ، أدينت ب5 سنوات حبسا بتهمة انتاج
المتفجرات والمساس بالامن العام، وكانت ظروف الاحتجاز قاسية. لم يخفف عليها سوى ذلك الشعور بالتضامن بين المناضلين المعتقلين.  
المجاهدة “آني ستنير” ضحت بكل شيء جميل بما فيها أطفالها الذين سحبوا منها بعد طلاقها من زوجها، وهبت حياتها للجزائر،والتزمت بقضيتها العادلة وكان مسارها بطولي لكنه مليئا بالذكريات المؤلمة التي لم يهون عليها سوى تحقيق النصر واستقلال الجزائر الذي جاء بعد تضحيات جسام من أبنائه ولكن أيضا من أولئك الأوربيين الذي أصبح يطلق عليهم بأصدقاء الثورة المباركة ومن أمثالهم المناضلة “آني ستنير” التي كبرت على حب الجزائر، ناضلت في صفوف جيش التحرير الوطني، ذاقت طعم الاستقلال وفضلت البقاء في الجزائر، واليوم وعلى الرغم من سنها المتقدم /84 سنة/ ومرضها إلا أنها تصر على تقاسم الجزائريين إحياء ذكريات النضال.