طباعة هذه الصفحة

الأستاذة والباحثة نبيلة عرقوب مثال للمثابرة والنّشاط بعيدا عن الأضواء

بومرداس: ز ــ كمال

كانت المناسبة لقاء اليوم الدراسي حول الطّاقات المتجدّدة الذي احتضنته كلية العلوم الاقتصادية لجامعة بومرداس، بحضور العديد من الأساتذة الباحثين والطّلبة، ورغم أهمية الملف المطروح للنّقاش كموضوع السّاعة والراهن الاقتصادي للجزائر، إلاّ أنّ الأستاذة الدكتورة ورئيسة الملتقى نبيلة عرقوب تمكّنت بكفاءتها العالية وتجربتها في إدارة الجلسات بعد حسن اختيار الفكرة، وتعدّت ذلك إلى طريقة تحكّمها في عملية التّواصل مع وسائل الإعلام بلغة راقية رغم تقنية الموضوع.
 لم تمر المناسبة على جريدة «الشعب» دون التفكير في محاولة الغوص في خبايا هذه الشّخصية المتواضعة، الرّصينة في حديثها والواثقة في مهامها كأستاذة محاضرة بكلية العلوم الاقتصادية لجامعة بومرداس، ومعرفة سر الثّقة التي وضعت في شخصها من قبل رئيس الجامعة وعميد الكلية للإشراف على رئاسة ملتقى يناقش موضوع الراهن الاقتصادي الجزائري وتحديات الانتقال نحو الطّاقات المتجدّدة الذي يتطلّب تحكّما جيّدا في تقنيات الموضوع وحضورا نوعيا للخبراء، لكن كل هذه التّساؤلات زالت بمجرّد دعوتها من المنصة للحديث عن اليوم الدراسي وأهدافه، وكذا طبيعة وواقع برنامج الطّاقات المتجدّدة الذي سطّرته الجزائر بداية من سنة 2011، حيث أبانت عن قدرات علمية ومعرفية كبيرة بالموضوع والقطاع الاقتصادي ككل، وهذا من باب التخصص وخبرتها في مجال البحث باعتبارها عضوا في وحدة مخبر الاقتصاد الجزائري خارج المحروقات.
كما لم تفتنا فرصة الثامن مارس أيضا لاستنطاق هذه الشّخصية الأكاديمية متعدّدة المواهب، التي جمعت بين التدريس والتسيير الإداري، ومحاولة إخراجها من ظل مدرّجات الكلية ومكتب الجذع المشترك إلى الأضواء، وتقديمها إلى قرّاء جريدة «الشعب» والجمهور العريض لاكتشاف أسماء ومواهب تضحّي في صمت من أجل العلم والجامعة الجزائرية أو جنود الخفاء مثلما وصفتهم قائلة بتعبير فيه الكثير من التواضع والاعتبار «لم نقدّم إلاّ الشيء القليل من حجم التضحيات التي قدّمها الشّهداء لهذا الوطن الذي ننعم جميعا في ظله في كنف الاستقلال والحرية».
وواصلت الأستاذة نبيلة عرقوب تسرد جانبا من مسيرتها الدراسية والمهنية: «التحقت سنة 1990 بكلية العلوم الاقتصادية لجامعة الجزائر بعد نجاحي في شهادة البكالوريا شعبة تقني محاسبة، فتحصّلت على شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية ثم شهادة الليسانس فشهادة الماجستير، قدّمت من خلالها أطروحة بحث حول موضوع إقتصاد قياسي، بعدها عملت كمدرّسة مؤقّتة بنفس الكلية،وفي سنة 1999 انتقلت للتدريس بجامعة بومرداس إلى يومنا هذا». وأضافت بالقول: «ناقشت أطروحة الدكتوراه سنة 2013 في نفس الموضوع ثم واصلت مهمة التدريس بالكلية في عدة تخصصات إلى جانب مجال البحث والمساهمات في المجلات العلمية المحكمة ومهام إدارية أخرى منها عضوالمجلس العلمي، نائبة رئيسة الفرع، رئيسة قسم العلوم التجارية ثم حاليا مشرفة على خلية الجذع المشترك للسنة الأولى..».
عن هوايتها ونشاطاتها الموازية خارج مجال التدريس، لا تزال الأستاذة عرقوب تحنّ إلى مهنة الحرف اليدوية خاصة مهنة الطرز التي تعتبرها ملاذها المفضّل في أوقات الفراغ القليلة إلى جانب ممارسة القليل من الرياضة، في حين يبقى الشّعر بأنواعه مع تركيزها على الشعر العاطفي الحسّاس والهادف مؤنسها أيضا في لحظات الخلود إلى النفس.
كما لم تخف الباحثة رغبتها في خوض تجربة سياسية وانتخابية متى حان الوقت لذلك، ومتى اتّضحت صورة المشهد بالنسبة لها، مشيرة في هذا الخصوص: «أنا أتمنى المشاركة في الانتخابات التشريعية لدخول البرلمان كنائب من أجل المساهمة بأبحاثي وأفكاري في تنمية المجتمع والمساهمة في بناء الاقتصاد الوطني، لكنه يبقى مجرّد حلم وطموح مشروع يستحق التفكير».