طباعة هذه الصفحة

تخصّصت في إنتاج الأغذية الصحية الموجّهة للأطفال

السيــدة صخـري.. معركة لتجسيد المشروع ''الحلم''

سلوى روابحية

اقتحام المرأة لميادين عديدة كانت السمة التي طبعت بعض القطاعات الأساسية، جعل حضورها فيه أكثر من حيوي، خاصة وأن ذات القطاعات ترتبط بطريقة أو أخرى بطبيعة المرأة واهتمامها بحيثياتها، كالبيئة والاهتمام بالمحيط والنظافة عموما والصحة العمومية، ولكن عندما يتعلق الأمر الاهتمام بصحة الطفل وحاجياته الغذائية وارتباطه ببعض المأكولات الواسعة الاستهلاك لديه، فإن المرأة تبدو أكثر ميلا للاهتمام بكل التفاصيل الخاصة به بل وتسعى إلى توفيره هذه الحاجيات.

مثل هذا الأمر لمسته صفحة القوة الناعمة مع إحدى النساء المهتمات بهذا الجانب، حيث لم تدخر أي جهد من أجل تجسيد مشروع لطالما حلمت به منذ زمن طويل، ويتعلق الأمر بالسيدة صخري وهيبة من ولاية سطيف، التي فضلت الاستثمار في إنتاج مادة صحية بدون الـ''القلوتين''، نظرا لوجود العديد من الأطفال ممن يعانون من حساسية مفرطة لهذه المادة وبالتالي فهم محرومون من التمتع بالكثير من الأغذية، ولأنها تعاني من هذا المشكل داخل أسرتها الصغيرة، فقد فكرت في إنتاج أغذية صحية تخلو من المواد الحافظة، حيث سعت إلى الاهتمام بهذا الجانب الذي يعنى الكثيرين وخاصة الأطفال وكان لها أرادت بفضل حرصها وإصرارها على تجسيد وإنجاح مشروعها الذي عرف النور قبل سنوات قليلة جدا رغم مساعيها الحثيثة قبل ذلك بكثير.
بداية الفكرة كانت في سنة ١٩٩٨ وفي إحدى تنقلاتها إلى الخارج، عندما لاحظت وفرة في هذا النوع من الإنتاج وتساءلت ساعتها عن أسباب عدم توفيرها محليا رغم عدم صعوبة ذلك على حد قولها، ومن ثم بدأت الفكرة تتبلور شيئا فشيئا، خاصة مع بروز سبل تقديم مساعدات مالية في إطار وكالات دعم الشباب للمشاريع الاستثمارية.
وهنا تحدثت السيدة صخري بكثير من الإسهاب عن المعاناة الطويلة التي وجدتها طيلة تنفيذ المشروع الذي استغرق زمنا طويلا.
عراقيل موضوعية وأخرى بيروقراطية، لكنها لم تثنها عن مواصلة المشوار بكل عزم وثبات، لتحوز في نهاية المطاف على قرض في إطار الصندوق الوطني للتأمين على البطالة ''لاكناك'' بما يعادل ٤٨٠ مليون سنتيم ٩٦ مليون عبارة عن مساهمة الصندوق والباقي أي ٣٣٠ مليون من البنك.
رغم مرور زمن غير بعيد منذ حصولها على القرض، إلا أن السيدة صخري بدأت في استرداد الأقساط المفروضة عليها بمعدل ٢٤ مليون سنويا وعلى ست دفعات، مثلما تقول، مشيرة إلى أن الموافقة على منح القرض في صيغتها السابقة كانت مرهونة بتقديم صاحب المشروع على إثبات بإيجار محل عكس ما هو معمول به حاليا، وعليه فقد تكبّدت خسارة مالية ليست بالهينة عندما أجرت محلا لمدة طويلة قبل انطلاق المشروع بصفة فعلية، ومع هذا تقول نفس المستثمرة أن ضياع رأس مالها الخاص في الإيجار لم يحبط من عزيمتها في مواصلة جهود تجسيد المشروع، إلى أن عرف النور وبدأ في عملية الإنتاج الفعلي لمنتوجاتها الصحية مثل غبرة الذرة لذوي الحساسية من القلوتين ومنتوج آخر يلقى رواجا واسعا لدى الأطفال ألا وهو ''الشيبس'' المصنوع من الكوكاو وغبرة الذرة والخالي من المواد الحافظة.
تبدي السيدة صخري حرصا شديدا على نوعية إنتاجها التي تقول عنه، إنه أخذ منها الكثير وكلفها جهدا مضنيا في كل مراحل تنفيذ المشروع من البحث عن المحل إلى الجري وراء التمويل ومن ثم استيراد التجهيزات اللازمة من صربيا وأخيرا دخوله مرحلة الإنتاج التي تقول عنها نفس المستثمرة أنها كانت ثمرة لمعاناة طويلة لكنها ممتعة ما كان لها أن تعرف النور لولا ذلك التحدي على متابعة كل شيء وبأدق التفاصيل ومجابهة كل العراقيل، إلى درجة أن المسؤولين المعنيين بكل مايتعلق بالتمويل قدموا لها يد المساعدة أمام إصرارها على النجاح، مشيرة في ذات المقام إلى أن هناك العديد من المشاريع المحسوبة على النساء ولكن في واقع الأمر تتم المتابعة من طرف أحد أقربائهن الرجال .
رغبة وحيدة تحذو السيدة صخري و هي توسيع مشروعها بعد تسديد أقساط القرض من أجل المساهمة في توفير أغذية صحية ومفيدة لا تعود بالضرر على الأطفال خاصة، بدل من تلك التي تروج و كم هي عديدة .