طباعة هذه الصفحة

المصورة آمال عماري تفتح قلبها لـ “الشعب..”

القدر ساقها من عالم التجارة والمال إلى الصحافة والإعلام

بورتريه: لينة ياسمين

في ملامحها تبدومن بلاد السند والهند، بشرتها السمراء تعكس بعدا جغرافيا يمتد الى أدنى شرق آسيا، وهي التي تلقب وتكنى في مزح ومجاملة بـ « الهندية»، أما لسانها فهوعربي ودمها جزائري من صبغيات وجينات، تغوص في شجرة انحدرت من الوسط.

أرادت ان تكون وهي تعتقد في قدرها ومصيرها يوما ما سيدة مال وأعمال، كيف لا وقد درست الاقتصاد والتجارة وعلوم المال والصفقات، لما لا تكون رقما بين الشخصيات السياسية وعشاق فن الكلام والمعاني، في طموح عكس رغبتها الأولى وهي المتيقنة والمختارة غير المحتارة ان تشتهر في قرض كل ما هوشاعري، على زمان الفطاحلة المخضرمين في نظم القصيد والأشعار، وأصحاب القلم في كتابة القصص وروايات الأبطال، لكن القدر غير من شراع الاختيار، ورمى بها باتجاه شاطئ حر ليس هوبالبعيد ولا القريب، من رغباتها وإرادتها الطفولية، فوجدت نفسها وعقلها وباطنها في حضن، أصحاب القلم الناقد لأوضاع المجتمع، اوالكاشف عن مشاكل الناس والباحث لهم في مقترحات عن حلول وبدائل، بهدف أخلاقي سامي، بناء المجتمع وتحقيق الرفاهية للجميع، وذلك لا يكون ولن يكون إلا في عالم الصحافة والصحافيين . « الشعب « التقت بالوجه الاعلامي « أمال « من عائلة عماري، في حي سكني بالبليدة، وخاضت معها في حديث خفيف وهادئ مسالم، جوانب من طفولتها ودراستها وحياتها الاجتماعية والمهنية، وعادت تسرد مصدر قوتها الناعمة، وكيف حققت ولا تزال تريد أن تكون رقما بين معادلة الإنسان الفعال والهام والمهم

. البداية ... قلم وكتابة

في ملازمة مزجت فيها بين العقل المتحدث والباطن العاطفي، تكلمت « أمال «، وقالت بأن طفولتها في المدرسة والاكمالية والثانوية، كانت فعلا فيها محظوظة،فقد عثرت على حقيقة رغبت فيها ونجحت وأبدعت، فكانت كل موسم نهاية دراسة، تخص بجوائز نظير اجتهادها في عام دراسي طويل، وكانت تفرح بتلك الهدايا المعرفية، والتي كانت في غالب العطاء، مجموعة قصصية، تأخذها وتضمها بكل جوارحها، وتظل تتفرسها وتراجع كل كلمة وتعبير، حتى تحفظ العبارات والمفردات، وفي فعل فيه من الذكاء الباطني والعاطفي واللاشعور، تترجم تلك الملكات والكلمات في حصص التعبير الكتابي والإنشاء، وتخرج في شكل تعبير مثير وجنوني أحيانا، كشفت أنها رغم مرور الأيام، لا تزال تحفظ « موضوعا تعبيريا « استعرضته وقتها، حول التدخين ومضاره بين فئة المراهقين، أمام زملائها وزميلاتها بالفصل الدراسي، وكيف تفاعل الجميع وابدوا اعجابهم وهي الصغيرة، بمن فيهم معلمتها الأستاذة، والتي تنبأت لها بأن مسارها لن يخرج ويحيد عن فنون الإعلام والصحافة،. وتسرد في استذكار تلك اللحظة السعيدة والمفرحة، وتعود بمراجعة في خزانة تاريخها القصير، وتعيد مقطعا من ذلك النص، حينما عبرت عن الظاهرة بالقول « رغم ان المراهق لا يزال في فمه بقايا من حليب أمه، لكنه حمل في يمناه سيجارة وفي ويسراه محفظته «، وتتوقف وابتسامة ارتسمت عليها، وهي تحن لذلك اليوم وتسعد.

 انقلاب القدر ...

لم تتوقف وهي تسرد بعضا من تلك الأيام السعيدة، وهي في مراحل تمدرسها الأولى، وتواصل حديثها عن مرحلة الثانوي ونهايتها، اين اختيارت تخصص « تسيير «، أجادت التعلم والدراسة، ونجحت وفازت في شهادة البكالوريا وفرح والدها ووالدتها وأثلجت صدورهم بالجائزة، وتوجهت نحوتخصص تجارة ومالية، بكلية الاقتصاد وعلوم التسيير، في جامعة سعد دحلب، وظلت تراقب مشوارها وهي تتخطى كل سنة وتنجح، إلى ان نالت شهادة « الليسانس «، وهنا انقلب قدرها ضد كل مسارها ومشوارها، وربما تقول وهي تسترسل ولا تتوقف، وتحققت أمنية كانت يوما ما مجرد « نبوءة « من معلمتها «على ان أصير إلى عالم الصحافيين ومشاهير الإعلام، وفعلا لم أدر وافقه ما الذي حصل، لكني كنت كلي إدراك وعزيمة، وفضل من عائلتي، التي لم تكن تعارض خياراتي واي من أخوتي وشقيقاتي، بان بدايتي هي في هذا العالم المرئي والسمعي والمكتوب، وانغمست وتكونت وتعلمت تقنيات وفنون التحرير الصحفي ....ثم وانطلقت».

الطموح والأمل في الرسالة

هي لا تتوقف عن التعبير عن خلجاتها الدفينة، الشعورية والمكبوتة في خلاياها العصبية المدركة وغير المدركة، وتعترف في إضافة بأنها لا تزال تبحث في ان تحقق كل رغباتها، بل تقول ان ما وصلت إليه هومجرد بداية مشوار طويل في عالم تمنت ان تكون جزء منه، وان طموحها في ان تصير نحونجاح اكبر، واثبات وجودها، في إسقاط للحديث الشريف « كل ميسر لما خلق له «، وهي ترى في نفسها، إنها لا بد أن تنفع وتزيد، لان المؤمن كالغيث أينما حل نفع، وهي لا ترى بان فيه فردا أفضل من آخر، بل تؤمن بأن فيه من يعمل أحسن من غيره، وهنا مربط الفرس والغاية المنشودة، فهي تسعى لان تضيف شيئا جديدا وتكون لها بصمة خالدة في المجتمع الذي تعيش فيه وبه، أورأيا سديدا، أومشروعا بعيدا، وتكون من فئة وزمرة الايجابيين، وتلكم هي العزة التي ستجعلها اسعد وأكرم إنسان قلبا وقالبا، وفعلا وفاعلا، فكل فرد في عالم المخلوقات موجود لرسالة روحانية أخلاقية سامية .