طباعة هذه الصفحة

شهـادات لمرضـى بعد التـبرع لهم بالكلى تنقلها« الشعب»

عندما تصبح الحياة رهينة حصص تصفية الدم

صونيا طبة

عشت معاناة كبيرة في مصارعة المرض وتحملت ألام حصص تصفية الدم لساعات طويلة في اليوم الواحد ، وصلت إلى حد التفكير في الاستسلام ورفض جلسات العلاج المتعبة والشاقة ،لكن إيماني بالله والدعم الذي تلقيته من قبل الأهل والأقارب جعلني اقوى من ان استسلم للمرض بل قررت المقاومة والاستمرار في العلاج إلى أن تحقق الفرج ،هي شهادات معبرة لمرضى الفشل الكلوي بعد التبرع لهم بالكلى .


لم تختلف شهادات المصابون بالقصور الكلوي الحاد نساءا ، رجالا واطفالا في أنهم عاشوا عذابا يوميا ،وهم يخضعون لساعات طويلة لجلسات الغسيل الكلوي قائلين لنا انهم ينامون على كوابيس مخيفة ويصحون على بصيص امل  في أن يأتي اليوم الذي يجعلهم يتخلصون من آلات التصفية ويعيشون حياة عادية كالسابق دون معاناة بالتبرع لهم بالكلى.
اعتبر الكثير من المرضى استفادتهم من عملية زرع الكلى بالحلم الذين كانوا يعتقدون انه لن يتحقق أبدا نظرا لأهمية هذا العضو وخوف المتبرعون عموما من مضاعفات قد تصيبهم بعد عملية استئصال الكلى ، مؤكدين أنهم عادوا إلى الحياة مجددا عندما قرر احد من أفراد عائلتهم ،الأخت أو الأخ أو الزوج أو الوالدين التبرع لهم بالكلى وانقادهم من المعاناة اليومية التي عاشوها في الخضوع للعلاج .هذه شهادات بعض المرضى بالعاصمة نقلتها «الشعب».
^ وهيبة دويدة  الفتاة التي لم تتجاوز أل 30 سنة أصيبت بفشل في الكلى وتصلب دموي حاد فاضطرت إلى الخضوع إلى حصص تصفية الدم للعلاج لمدة سنوات ،لكنها مع مرور الوقت سئمت من الحالة المأساوية التي تعيشها يوميا ، ولم يجد أفراد عائلتها حلا آخر إلا بالتبرع لها بالكلى لتتخلص نهائيا من عذاب العلاج الشاق .
وهيبة أوضحت لنا أنها خضعت إلى عملية زرع الكلية منذ 3 أشهر بعد أن تبرعت لها أختها التي ساهمت في إنقاذها من معاناة كبيرة عاشتها في تصفية الدم ،حيث تلقت عناية جيدة بالمستشفى الجامعي بني مسوس ولا يزال الطاقم الطبي المؤهل الذي سهر على إنجاح عملية الزرع على حد تعبيرها يتابع حالة المريضة ،وكذا أختها المتبرعة ،علما أن  العملية لم تجرى إلا بعد إجراء كامل الفحوصات الطبية .
شهادة معبرة لزوج أصيب بالكآبة بسبب مرض زوجته بوغادو  بالفشل الكلوي في 2008 ،جعلها مضطرة لتلقي علاج الغسيل الكلوي الذي شرعت فيه في 2010 ، قال لنا انه  لم يتحمل معاناة زوجته في صمت لهذا توجه إلى المستشفى وقرر التبرع لها بكليته دون التفكير في العواقب التي يمكن أن تحدث بعد العملية مضيفا ان الأطباء اتخذوا جميع الاحتياطات اللازمة لانجاح عملية الزرع من خلال إجراء الفحوصات الطبية التي تؤكد قدرة الشخص على التبرع دون أخطار تهدد صحته.
واضاف المتحدث،  أن ما أصاب زوجته التي كانت سند البيت جعل جميع أفراد العائلة مرضى يعانون معها طيلة فترة خضوعها لجلسات تصفية الدم مدة 5 سنوات إلى غاية التبرع لها بالكلية في 2015 ، موضحا انه لم يفكر في المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها بعد استئصال الكلية خاصة وانه تجاوز 50 من العمر بل كان هدفه الوحيد أن تستعيد زوجته صحتها من جديد وتعود إلى حياتها كالسابق رفقة أبناءها وأفراد عائلتها بعيدا عن معاناة العلاج .
يجب أن يعرف الجميع آن التبرع بالكلى لا يضر بحياة المتبرع بل يساهم في انقاد المريض من الموت وفي نفس الوقت يعيش هو أيضا حياة عادية ،هي كلمات والد تبرع لابنته عبير صاحبة أل 8 سنوات المريضة بالكلى بعد انتهاء جميع محاولات العلاج لإنقاذها من الإعاقة.
أكد والد عبير انه لم يشعر بالخوف خلال عملية استئصال الكلى والتبرع بها إلى ابنته بل شعر بفرحة لا توصف عندما رأى ابنته الصغيرة  التي كانت معاقة واقفة من جديد على أقدامها وأن حياتها ستصبح كالأطفال الأخريين ،وهو أيضا يعيش بعد العملية حياة عادية لا تختلف عن السابق.
^ أما كمال الذي يعاني من مرض وراثي أصيب به الكثير من أفراد عائلته يمس الكلى، تحقق حلمه في الحصول على الكلى بعد عذاب طويل عاشه بسبب علاج تصفية الدم ،حيث لم يتمكن والده من التبرع لابنه بالكلى لأسباب طبية جعلت أخوه الأكبر هو من يتخذ قرار التبرع لينقد أخوه من الموت.
من خلال هذه الشهادات المعبرة لأشخاص اعتقدوا أن حياتهم ستبقى رهينة جلسات تصفية الدم التي تدوم لسنوات طويلة ، تمكننا من معرفة أهمية عدم الاستسلام ومصارعة آلام المرض في انتظار لحظة الفرج من أخ ، أخت ، والد ، زوج أو زوجة لان التبرع بالكلى أو بأعضاء أخرى يعطي لجميع المرضى الميؤوسين من حالتهم ، أملا جديدا في الحياة ويساهم في انقاد أرواحهم.