المختصّة في طب الأطفال، الدكتورة سارة زروال:

حذار من التهاب القصيبات الهوائية لدى الأطفال

نضيرة نسيب

 5 حالات استدعت التّكفّل بالمستشفى خلال يومين

 أثارت الأخصائية في طب الأطفال، الدكتورة سارة زروال، في تصريح لـ «الشعب ويكاند»، مسألة انتشار الفيروس المخلوي التنفسي (VRS) المعروف بالتهاب القصيبات الهوائية في شكل وبائي  يمس بنسبة كبيرة فئة الأطفال الرضع، وتقول الدكتورة إنه بعد فترة هدوء دامت تقريبا العامين بسبب انتشار كوفيد 19، ومباشرة بعد تسجيل انخفاض في حالات الإصابات بكورونا في الفترة الخريفية المتزامنة مع الدخول الاجتماعي، سجلت ارتفاعا محسوسا في عدد الإصابات بهذا الفيروس على مستوى عيادتها، مما استدعى من قبلها إعادة توجيه عدد كبير من المصابين إلى المستشفى من أجل إسعافهم ووصل عددهم الخمسة أطفال في فترة أقل من يومين.

-  «الشعب»: ما هو التهاب القصيبات الهوائية، وكيف يصيب الأطفال؟

 الدكتورة سارة زروال: يصيب هذا المرض التهاب القصيبات الهوائية الصغيرة التي تسمح للهواء بالتدفق عبر الرئتين. غالبًا ما يحدث بسبب فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (VRS) وأحيانًا عن طريق فيروسات البرد المختلفة ويعتبر التهاب القصيبات مرض خفيف. ومع ذلك، يمكن أن يسبب مضاعفات لدى الأطفال الخدج، والأطفال الذين يعانون من اضطرابات القلب والرئة  الحادة
أو حتى الأطفال الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة بسبب المرض أو عن طريق تناول الأدوية. كما أن التهاب القصيبات هو السبب الرئيسي لاستشفاء الأطفال دون سن العام في الفترة الحالية من السنة، مع العلم أنه يسجل حالة وبائية حاليًا بسبب هذه الإصابات في بلادنا. ويمثل التهاب القصيبات الهوائية أكثر الأمراض شيوعًا عند الأطفال دون سن الثانية، حيث يؤثر بشكل خاص على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 9 أشهر، وتترواح فترة الإصابة منذ بداية المرض، بعد 3-4 أيام من ظهور الأعراض الأولى لنزلات البرد أو الأنفلونزا وتصل من 7 إلى 12 يومًا، وأحيانًا تمتد إلى 3 أسابيع.
وهناك إمكانية في إصابة نفس الطفل عدة مرات، خلال نفس الموسم.

- ما هي أهم أعراض هذه الإصابة لدى الطفل الأقل من عامين؟
 يعاني الطفل الأقل من عامين من سعال مصحوب بأزيز أو تنفس سريع أو ضيق بالقرب من الضلوع (تنقبض الضلوع ويكون الصدر مجوفًا عندما يستنشق الطفل)، وتكون لديه أعراض البرد مع تسجيل حمى خفيفة لديه.
ويجب مراجعة الطبيب إذا كان الطفل في سن أقل من 6 أشهر، وفي حالة ما إذا كان يبلغ من العمر ستة أشهر أو أكثر وحالته تتدهور؛ وتظهر عليه علامات ضيق التنفس، فمثلا في حالات إصدار صفير شديد وصعب وسريع، أكثر من 40 نفسًا في الدقيقة؛ ويختنق بالشرب ولا يستطيع الأكل؛ ويصاب حينها بسعال بدون توقف.

- ما هو التّصرّف السّليم في مثل هذه الحالات؟
  يجب عرض الطفل على الطبيب واتباع الوصفة الطبية لمعالجة التهاب القصيبات، وهو راجع للإصابة بمرض فيروسي المنشأ كما سبق وأن ذكرت VRS، ويكون علاجه أساسا في تخفيف احتقان أنف الطفل وتحسين صحته، إذا كانت حالة الجهاز التنفسي لطفلك أكثر خطورة، فإنه في هذه الحالة في وضعية حرجة، ويمكن أن تزداد خطورة نتيجة احتياجه للأكسجين، لذلك من الضروري عدم التأخر في نقله إلى المستشفى  من أجل إسعافه.

- في الحالات الوبائية أو العادية، كيف نتجنّب العدوى؟
 إن الفيروس الذي يسبّب التهاب القصيبات الهوائية شديد العدوى، لذلك فإن الاتصال بالأشخاص المصابين يشكل عامل خطورة على باقي الأطفال الذين يضعهم أولياءهم في دور الحضانة خلال فترة النهار، وتعتبر هذه الأماكن من بين عوامل نقل العدوى إليهم، كما أنهم قد يصابون في كثير من الحالات عن طريق أشقائهم الأكبر سنًا الذين ينقلونها إليهم من المدرسة، وهم أكثر عرضة أيضا للإصابة بهذا المرض. وتعتبر الرضاعة الطبيعية عاملا وقائيا على عكس ما يظنه كثيرون.

- ما هي أهم الوسائل التي تمنع انتشار فيروس VRS؟
  هناك مجموعة من الوسائل التي تساعد في منع ظهور التهاب القصيبات، من أهمها غسل اليدين بالماء والصابون قبل الاعتناء بالطفل، السعال في ثنية مرفقك مع تعليم الطفل أن يفعل ذلك في أسرع وقت ممكن. وكما ذكرت سابقا، يجب تجنب تعريض الطفل لدخان التبغ أو اصطحاب الرضيع إلى مناطق شديدة الازدحام حتى نتجنب العدوى من خلال الاحتكاك مع الأشخاص المصابين بنزلات البرد. ومن الضروري عدم السماح للأطفال بتبادل اللهّايات أو الزجاجات أو الأواني أو تبادل اللعب مع الآخرين قبل تنظيفها. وخاصة الابتعاد عن تقبيل وجه الطفل إذا كان لديك نزلة برد أو أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا. وأنصح  الوالدين عند الاعتناء بالطفل الصغير ارتداء قناع يحمي الطفل والأم أيضا.

 

   نصيحة طبيب

إرشادات لأولياء الأطفال المرضى

 تقدم المختصة في طب الأطفال، الدكتورة سارة زروال، عدة إرشادات ونصائح للأولياء تحثهم فيها على إتباعها خلال علاج الإصابة بفيروس VRS  المتسبب في التهاب القصيبات الهوائية.
من المهم أن يشرب كثيرًا قدر الإمكان، مع إعطاء كميات صغيرة في كل مرة، وهذا بإمكانه أن يقلل من احتقان الأنف، لأنه يزيد من صعوبة التنفس لديه وغالبًا ما يوجد أيضًا في التهاب القصيبات، يمكن استخراجه باستخدام محلول ملحي وشفاطة أنف، كما يتوجب تنظيف أنف طفلك، خاصة قبل الوجبات. وبغرض تخفيف الآلام والحمى، يمكن إعطاؤه دواء الباراسيتامول إذا تجاوزت الحمى 38.5 درجة مع  تسجيل منحنى درجة الحرارة كل 3 ساعات. ومن الأحسن رفع رأس سرير طفلك بزاوية حوالي 30 درجة، على سبيل المثال عن طريق وضع وسادة تحت السرير، واحرصي أيضا على أن تكون درجة حرارة غرفته عند 19 درجة مئوية أو 20 درجة مئوية، ومن الأشياء الممنوعة إطلاقا هو التدخين في المنزل، ومن الأفضل أن لا تعطي طفلك شرابا أو محلولا كعلاج للسعال، لأنه يساهم في إخراج الكحة أكثر ويخنقه، وقد يسبب عنده ضيق تنفس إن لم يسعف حالا، يشكل ذلك خطرا على حياة طفلك، وأؤكد على هذا الأمر لأنه ضروري جدا، فإن لوحظت علامات ضيق التنفس لدى الطفل، وصعب إسعافه في البيت يجب نقله على جناح السرعة إلى المستشفى ليتم إمداده بالأكسجين، وتقديم العلاج المناسب له في مثل هذه الحالات.

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024