الأخصائية النفسية أنيسة معلم لـ «الشعب»:

على الولي أن يكون مرافقًا لابنه لا وصيًا عليه

حوار: نضيرة نسيب

الشخص السّاخر يُهاجمك ليضعف قُدرتك على رؤية إيجابياتك

  «إن الشخص الساخر هو في الحقيقة يغطي نقصه الذي يحسّ به أو يهاجمك ليضعف قدرتك على رؤية إيجابياتك التي لا يريدك أن تنتبه إليها، إذا لا تلتفت إلى من يحاول التّقليل من شأنك، وليكن ردّك: رأيك فيَّ لا يعبّر عنّي». هكذا توجه الأخصائية النفسية أنيسة معلم رسالتها الصريحة إلى كل الأولياء وتحثهم على الابتعاد عن الحماية المطلقة لأبنائهم بدل ذلك تدعوهم لترك مساحة حوار من خلالها يفتح المجال لمساعدتهم عند تعرضهم للتنمر والعنف خارج البيت، وتدعوهم من خلال هذا الموضوع إلى التعرّف على السُبل الناجعة التي بفضلها يتحقّق لهم دعم أطفالهم حتى يتمكنوا من مواجهة مختلف المواقف بكل قوّة وشجاعة مما يكسبهم شخصية قوّية ومستقلة تؤهّلهم وتفتح لهم طريق النجاح في حياتهم.

«الشعب»: من الملاحظ في محيطنا الاجتماعي عدد كبير من الأولياء يبالغون في حماية أطفالهم، خوفا عليهم من تأثير الوسط المجتمعي، ما هي حدود الحماية في التربية؟
الأخصائية النفسية أنيسة معلم: التربية تقوم على تعليم الطفل مهارات حياتية تساهم في تعريفه بقدراته وسبل التأقلم مع الأوضاع الجديدة والطّارئة ليكون فردا متحكّما ومسيّرا جيّدا لحياته، الطّفل الذي يتدخّل الأهل في إخراجه من كل مأزق بدلا عنه؛ سيكبر وهو معتنق لفكرة أنه غير مؤهّل لقيادة حياته، لكونه فاقدا للثّقة بالنّفس، وبالتالي سيكون عالة على أهله والمجتمع. وفي حال لم يجد الدّعم اللازم وهو راشد؛ سيتحوّل إلى شخصيّة انسحابية غير فاعلة ولا فعّالة وفي بعض الأحيان، مفعول بها ... لا خير يرجى منها بل ويُخشى عليه في هذا المجتمع، ولا أظن أنّ هذا أمر محبّب.
 إنّ الحماية الزّائدة للأبناء وممارسة الوصاية على جميع تصرفاتهم والعمل على عزلهم عن المؤثّرات الخارجيّة التي نظنّ أنها سوف تؤذيهم .. دائما ما تعطي تأثيرا عكسيا، ولو قارننا بين التّأثير السّلبي لأسلوب الحماية الزائدة وأسلوب العنف في تنشئة الأبناء لوجدنا أنّ الأثر السّلبي للحماية الزائدة أكثر بكثير، لذلك أنصح الولي أن يكون مرافقا لإبنه، لا وصِيًا عليه.
كيف يمكن التعامل مع وضعية طفلنا الذي يمكن أن يتنمّر عليه طفل آخر خارج البيت؟
 يمكن التّعامل مع الطّفل الذي يتعرض له الأطفال في الخارج أثناء اللّعب حتى لا يُظلم أو بالعاميّة «ما يخرجش خوّاف»، وفي نفس الوقت يستطيع الدفاع عن نفسه دون زرع معاني العداوة والكيد والقصاص فيه وهو في سن صغيرة.
فمهما كان عمر الطفل أو جنسه، يمكنك غرس فيه عزّة النّفس والثّقة في قدراته عن طريق التّعزيز اللّفظي، باستعمال كلام له وقعه على نفسية الطفل من بين ذلك ممكن القول:
- لك الحق في اللّعب خارجا مثلك مثل الآخرين..
 - الأطفال في الخارج هم أصدقاء لك، مادمتم تستطيعون اللّعب في هدوء واتفاق تام.
- من الطّبيعي أن تحدُث مناوشات وألّا تتفقوا على بعض الأمور أثناء اللّعب..، ولكن من غير المقبول أن يصل الخلاف الى عراك.
- لا تدخل في أي عراك؛ لأنّه أسلوب غير سويّ لحلّ الخلافات، ولكن إن تعدى عليك أحد رفاقك، فمن حقك إبعاده عنك والدّفاع عن نفسك.
 - ألعابك هي ممتلكاتك الخاصّة ويمكن لغيرك أن يشاركك اللّعب بها فقط إن أردت أنت ذلك، وليس لأحد منّا الحق في فرض ذلك عليك، ولكن إن رفضت أن يشاركك غيرك فعليك بالمقابل ألّا تزاحمه في ألعابه، لأنّ له الحريّة نفسها.
 إضافة إلى ذلك، ما هي الحلول المثلى المقترحة أيضا على الأولياء لمرافقة ابنهم؟
تتوفر العديد من الحلول التي يمكن أن يلجأ إليها الأولياء تدعيما لشخصية طفلهم نذكر من بينها تشجيعه على ممارسة النشاط البدني، لما له من فائدة على صحة الجسم والعقل وتكون في شكل اقتراحات مختلفة نذكر منها ما يلي:
- ما رأيك أن أسجّلك في نادي الرّياضات الدفاعيّة؟ أو نادي الرياضات التشاركية؟ مثل الجيدو أو كرة القدم .. لتتعلّم مهارات أفضل تقوّي ثقتك في نفسك وتزيد من مرونة ردود فعلك..
- إساءة الآخرين لك لا تعبّر أبدا عنك، وتصرفاتهم التّنمريّة تعبّر فقط عن سوء أدبهم..
- مادمت تؤمن بأنّك انسان طبيعي وغير كامل فلا تحاول أن تنال إعجاب أحد ولا تتأثّر بسخرية أحد.. والأهم ألا تتخذها سببا أو عذرا ليسوء أدبك.
لأنّ الشخص الساخر هو في الحقيقة يغطي نقصه الذي يحسّ به أو يهاجمك ليضعف قدرتك على رؤية ايجابياتك التي لا يريدك أن تنتبه لها، إذا لا تلتفت الى من يحاول التّقليل من شأنك، وليكن ردّك: رأيك فيَّ لا يعبّر عنّي. كما يمكنك أن تقود جماعة رفاقك، وتحاول استثمار أوقاتكم دائما لتعلّم شيء جديد..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024