طباعة هذه الصفحة

استراحة نفسية

على الأولياء ممارسة التّربية كمسؤولية..

نضيرة نسيب

الأخصّائية النّفسية أنيسة معلم: «لابد لكل ولي من أخذ التربية كمسؤولية، والأكيد التفريق بين ثلاثة مفاهيم وهي، الرعاية، الترويض والتربية، فلكل منها مدلول خاص، فالرعاية؛ هي تلبية حاجيات الجسد من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، وهذا ضروري أكيد ولكنه غير كاف.
أما الترويض؛ فهو حل للسلوكات السلبية بأسلوب سلبي كذلك، فمثلا قد يكذب ابني فأنهره وأوبّخه، فيتوقف عن الاتجاه للكذب أمامي أو بحضوري، فهل أكون قد تخلصت فعلاً من سلوكه السلبي هذا؟ طبعًا لا، لأنّ الدافع للكذب لا يزال قائما، والأكيد أنه سيخرج في سلوكيات سلبية أخرى، فقمع السلوك ليس تربية وإنما ترويض، وهو أسلوب يتناسب فقط مع الحيوان - أكرمكم الله - والأكيد أنه كل اضطراب سلوكي هو نتاج عدم إشباع رغبات الطفل أو إشباعها بطرق خاطئة، كأن ألبّي لابني رغباته واحتياجاته كلها أولا بأوّل، ومع ذلك يبكي فأحمله وأغدق عليه الحنان، وأبالغ في تدليله.. فهنا أنا أربي فيه الدلال الزائد والتسلّط والتحكم، وبالتالي يفقد السيطرة على مشاعره وتصرفاته، ويتربى على الأنانية والانفراد بالخير كله، وهذا الأسلوب خطأ كذلك.
أما التربية الحقّة، فهي إشباع رغبات الأبناء واحتياجاتهم المشروعة دون حرمان ولا مبالغة، وتعليمهم الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية الشخصية والاستقلال بالذات وضبط سلوكياتهم وفق الأطر العامة للتربية».