عبد الرؤوف كمال أمين عام جمعية «أيدز الجزائر لـ «الشعب»:

شباب مابين 19 و25 سنة يقعون في شباك فيروس الأيدز

حوار: نضيرة نسيب

 أكــثر مــن 50% مـن الحــالات الايجابيــــة تخـصّ مستهلكـي المخـدرات

جمعية «أيدز الجزائر» جمعية مختصة في محاربة مرض السيدا منذ 1990م، يتواجد مقرها بالجزائر العاصمة، تحرص على تتبع وضعية الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس الأيدز بهدف الكشف والتكفل بالحالات الموجودة فعليا في بلادنا مع العمل على فك سلسلة العدوى من خلال اللجوء إلى أشخاص من عقر دار الفيروس، يحملون صفة المثقفين الأقران منحتهم إياها الجمعية من خلال تكوين متخصص في إطار تنظيم شبكي تتمركز نقاطه المحورية على مستوى عدة ولايات من التراب الوطني لاسيما في الشرق، الغرب، الوسط وجنوب البلاد بغرض إضعاف مسار انتشار العدوى بالأمراض الفيروسية المعدية ـ أهمها فيروس الأيدز الخطير عن طريق حماية مختلف فئات المجتمع، حيث أضحت فئة الشباب أكثرها عرضة، مما يعرّض مستقبلهم لخطر حقيقي يعيش بيننا، وهذا ما أوضحه في حواره مع جريدة «الشعب» عبد الرؤوف كمال، أمين عام جمعية «أيدز الجزائر».

-  ما هي الوضعية الحالية لفيروس السيدا في الجزائر؟
  عبد الرؤوف كمال: فيما يخص وضعية فيروس السيدا في الجزائر من خلال نشاط الجمعية، بعدما كان ظهور أول حالة في الجزائر في سنة 1985، حيث تم تسجيل حوالي 21000 حالة إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في الجزائر بمعدل يترواح من 800 إلى 1200 حالة سنويا وهناك نسبة قليلة تقدر بـ0,21 ٪ من الأشخاص المتعايشين مع الفيروس مقارنة مع عدد سكان الجزائر، وهذه النسبة تتمركز لدى الأشخاص الأكثر عرضة بمعنى الأشخاص الذين يقومون بتصرفات تسمح للفيروس بانتقال الفيروس فيما بينهم.
- هل تواجهون صعوبات في التكفل التوعوي والطبي الموجه لهذه الفئة من الأشخاص؟
 الإجابة على سؤالكم تنقسم إلى شطرين مهمين حيث يرتكز نشاط الجمعية من خلالهما على التكفل التوعوي والتوجيه نحو التكفل الطبي، فيما يخص الشطر الأول المتعلق بالجانب التوعوي نقوم بتكوين ما أسميناهم بـ «المثقفين الأقران «Les éducateurs pairs الذين يمثلون فئة من الأشخاص يمكنهم أن يتواصلوا بالفئة المعرضة للفيروس ولديهم سهولة في الوصول إليها، نذكر من بينهم الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن الذين نسجل لديهم بكثرة عدوى فيروس التهاب الكبد ِ«ج» المعروف بـِ «c» وهذا ناتج بالدرجة الأولى عن تبادل الحقن فيما بينهم ما يسمح بانتشار العدوى بسهولة.
هؤلاء الأشخاص، أنا كعضو من أعضاء الجمعية ليس لدي إمكانية الوصول إليهم، يبقون في سرية تامة، هذه الفئة الحساسة لا يمكننا التواصل معهم، لأننا لا نملك نفس اللّغة أو الثقافة الخاصة بالوسط الذين يعيشون فيه حيث لا يمكننا التقرب منهم، هنا تتجلى أهمية اختيار أشخاص وسطاء نقوم بتكوينهم «المثقفين الأقران» حيث يمكنهم الوصول والتواصل بكل سهولة مع الأشخاص داخل هذه الفئة المعرضة لخطر العدوى حتى نمكنهم بالدرجة الأولى من حماية أنفسهم والمحيطين بهم والتقليل من مخاطر العدوى ونقل الفيروسات من خلال توعيتهم وتثقيفهم بضرورة حماية أنفسهم وإعلامهم بتوفر كل ما يحتاجونه من وسائل تخص الكشف والحماية فهناك مجموعات تمكنا من الوصول إليها ومساعدة عدد من أفرادها من خلال الوسيط المتمثل في المثقف القرين الذي له دور رئيسي في الوصول إليهم بغرض المساعدة وتجنبيهم نشر العدوى في محيطهم أينما تواجدوا وحلّوا.  
-  ما هو الدور الرئيسي لفئة المثقفين الأقران؟
 انطلقت الجمعية في تجسيد برنامج تكويني خاص بفئة المثقفين الأقران، منذ سنة 2018، تحت رعاية وإشراف وزارة الصحة الوطنية التي تبنت هذا البرنامج بمساعدة مالية من صندوق مالي دولي  توزع على عدد من الجمعيات وتوصلنا إلى تكوين شبكة من المثقفين الأقران الذين ينشطون تحت إشراف مؤطرين يتواجدون في عدة مناطق محورية تضم عدة ولايات في الوطن حيث يقوم المثقف القرين بالتواصل مع الأشخاص العرضة لتنقل فيروس السيدا أو التهاب الكبد الفيروسي «ج»، خاصة  في الأماكن التي يطغى عليها تبادل وتداول الحقن فيما بين الشباب خاصة أثناء استعمال المخدرات حيث أصبح هذا الأمر يشكل عامل خطر، وهنا يأتي دور المثقف القرين حيث يقوم بدعوتهم إلى حماية أنفسهم وحماية غيرهم من المحيطين بهم في عقر دارهم حيث يتم منحهم وسائل الحماية من خلال دعوتهم إلى استعمال حقن معقمة ليس في سبيل تشجيعهم على تناول المخدرات بما أننا لا يمكننا اقناعهم أوّل الأمر بالتوقف مباشرة، بل هدفنا السعي من أجل حمايتهم حتى لا يتناقلوا العدوى فيما بينهم أو ينقلون الفيروس لأشخاص سليمين.
- ما هي الفئة الأكثر إصابة؟
 للأسف، نسبة كبيرة من الإصابات بالإيدز تسجل لدى الفئة العمرية ما بين 19 و25 سنة كلهم شباب يتمتعون بصحة جيدة ولا تظهر عليهم الأعراض في بداية الإصابة على الأغلب سوى في مراحل متقدمة من المرض وحينها لا يمكن أن يكون العلاج مفيدا، وتكون العدوى خاصة لدى هؤلاء بسبب تعاطي المخدرات عن طريق تداول الحقن الوريدية بين عدد كبير منهم.
ونركز على هذه الفئة لأن نسبة 50٪ من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات تنتقل العدوى بالفيروس فيما بينهم ومن أجل حمايتهم وإبعادهم عن استعمال حقن غير مستعملة، نقوم بإمدادهم بطاقم من الحقن المعقمة للاستعمال الوحيد تخصّهم وحدهم ويرجعونها بعد أسبوع من الاستعمال حتى نضمن عدم إعادة استعمالها مرات ومرات بعد ذلك ومن عدد كبير من الأفراد في نفس الوقت.
وهكذا استطعنا في كثير من الحالات المستهدفة أن نتعامل معهم تحت شروط وتمكنا من جلب عدد كبير منهم إلينا في سرّية تامة دون كشف هويتهم لأي كان فهم يحملون رقما خاصًا بهم يحوي بياناتهم  التي تبقى خفية لا يمكن لأي كان التعرف على هويتهم حتى نحميهم من التهميش المتوقع من قبيل بقية أفراد المجتمع من أجل استفادتهم من العلاج الطبي وتوجيههم إليه في المراكز المتخصصة لمعالجة الإدمان على المخدرات عندما تكون الاصابة بالأيدز مؤكدة يتم توجيههم أيضا لمتابعة العلاج حتى نمنحهم فرصة أخرى في الحياة والتعايش مع  إصابتهم عبر تمكينهم من كل وسائل الوقاية والحماية اللازمة وأيضا العلاج.
- فيما يخص التكفل الطبّي، ما هي أهم الإجراءات؟
 تعمل الجمعية على التعاون يدا بيد مع مراكز الفحص والكشف عن فيروس السيدا الموجودة في العاصمة حيث تتوفر على 3 مراكز: مركز بوقرمين بسيدي امحمد ومستشفى القطار للأمراض المعدية، إضافة إلى مركز آخر بسطاوالي، أين يتم التكفل والكشف، وكذلك نفس الشيء بالنسبة لولاية وهران التي تتوفر على ثلاثة مراكز أيضا هذا في منطقة الغرب، أما فيما يخص منطقة الجنوب فهناك مركز بولاية تمنراست وآخر بمنطقة أهقار، وللعلم تعمل الجمعية في إطار شبكي على كل المستويات حتى فيما يتعلق بالتكفل الصحي، فإننا نقوم بتكوين مرافقين صحيين واجتماعيين يرافقون الأشخاص الذين يمثلون الحالات المكتشفة عبر مسار محدّد من الإجراءات الصحية اللازمة التي يجب اتباعها، لأن إذا كانت الإصابة إيجابية يبقى المصاب تحت العلاج والمراقبة الصحية، لأنه يعتبر مرض مزمن لا يجب توقيف العلاج حتى لا ينتقل إلى مرحلة أخطر من المرض يمكنها أن تتحوّل إلى كابوس فالمرافق الصحّي الاجتماعي يسهر على متابعة وتوجيه المريض على مستوى المراكز الصحية المخصصة للتكفل بهذه الفئة من الأشخاص.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024