طباعة هذه الصفحة

إرشــــــــــادات صحيــــــــــة رمضانيـــــــــة

الرّياضة تعزّز حساسية الأنسولين وتــوازن عمليـــــة الأيض

جمعتها: نضيرة نسيب

 

 تتغيّر العادات اليومية للصائمين ويصبح التكيف مع الصيام أمرا ضروريا للحفاظ على نمط حياة صحي، بينما يسعى البعض للاستفادة من الشهر الفضيل من الجانب الروحي، يتساءل آخرون عن كيفية ممارسة الرياضة دون الإضرار بالصحة. فهل الصيام يؤثر على الأداء البدني؟ وما هو التوقيت الأمثل لممارسة التمارين الرياضية خلال رمضان؟


تشير دراسات علمية حديثة إلى أنّ الصيام يؤثر على مستويات الطاقة وأنماط النوم، ممّا قد يؤدي إلى انخفاض النشاط البدني أثناء النهار. وهذا ما جاء به بحث نشر في مجلة علمية مؤخرا أكد أن الصيام خلال شهر رمضان قد يحدث تغييرات في جودة النوم، مما يؤثر على اليقظة والأداء البدني. هذا التأثير قد يكون له تداعيات على الأشخاص الذين يعتمدون على ممارسة الرياضة بانتظام. لكن على الجانب الآخر، وجدت دراسة أخرى في مصادر بحثية أخرى أن الصيام المتقطع – المشابه لصيام رمضان – يعزز من حساسية الأنسولين ويحسن الصحة الأيضية، مما يشير إلى أن ممارسة الرياضة خلال الصيام قد توفر فوائد إضافية، خاصة فيما يتعلق بحرق الدهون وتحسين عملية التمثيل الغذائي.
أفضل توقيت لممارسة الرّياضة
يعد توقيت التمارين الرياضية عنصرا حاسما في تجنب الإرهاق والجفاف خلال الشهر الكريم. يوصي الأطباء وخبراء اللياقة باتباع استراتيجيات محددة لضمان تحقيق أقصى فائدة من التمارين دون تعريض الجسم للإجهاد. قبل الإفطار مباشرة، يكون الجسم في حالة مناسبة للتمارين الخفيفة مثل المشي، حيث يمكن للصائم تعويض السوائل والطاقة بمجرد حلول موعد الإفطار.
بعد الإفطار بساعتين إلى ثلاث ساعات، يكون الجسم قد استعاد جزءا من طاقته ومستويات الترطيب، ممّا يسمح بأداء التمارين المكثفة مثل رفع الأثقال أو تمارين التحمل. في الصباح بعد السحور، يكون هذا التوقيت مناسبا لمن يفضلون التمارين الصباحية المعتدلة مثل الجري الخفيف أو تمارين التمدد.
أهم فوائد الرّياضة
 عند ممارسة الرياضة أثناء الصيام، يعتمد الجسم بشكل أساسي على مخازن الدهون كمصدر رئيسي للطاقة بدلاً من الكربوهيدرات. هذه العملية تُعزز من معدل حرق الدهون، مما يجعلها فرصة مثالية لمن يسعون إلى فقدان الوزن. لكن في المقابل، التمارين عالية الكثافة خلال ساعات الصيام قد تؤدي إلى الإرهاق والجفاف، مما يؤثر على الأداء الرياضي والقدرة على الاستمرار لفترات طويلة.
..وفوائد أخرى
لا تقتصر فوائد ممارسة الرياضة على الصحة البدنية فقط، بل تمتد لتشمل الصحة النفسية أيضا فقد أثبتت أبحاث نشرت في مجلة علمية صحية تعنى بالرياضة أن التمارين الرياضية تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، وتحسن الحالة المزاجية. خلال رمضان، قد يكون النشاط البدني وسيلة فعالة للحفاظ على التوازن النفسي وزيادة الشعور بالراحة والرفاهية.
شروط ممارسة الرّياضة
لضمان ممارسة الرياضة بأمان خلال الصيام، ينصح الخبراء باختيار التمارين المناسبة وفقا لحالة الجسم واحتياجاته. المشي، السباحة، الجري الخفيف، وتمارين التمدد تعد خيارات مثالية أثناء النهار، بينما يمكن ممارسة التمارين المكثفة بعد الإفطار. شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور أمر ضروري لتعويض السوائل المفقودة، كما أن تناول وجبات متوازنة تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة، البروتينات، والدهون الصحية يساعد على استمرار الطاقة طوال اليوم. تنظيم أوقات النوم يلعب أيضا دورا أساسيا في تحسين الأداء الرياضي والتعافي السريع بعد التمارين.
رمضان فرصة لممارسة الرّياضة
 للعلم رمضان ليس عقبة أمام ممارسة الرياضة، لكنه يتطلب فقط تخطيطا ذكيا لضبط التمارين بما يتناسب مع حالات الجسم خلال الصيام. العلم يؤكد أن الجمع بين الرياضة والصيام يمكن أن يكون مزيجا صحيا مفيدا، بشرط اختيار التوقيت المناسب، ضبط شدة التمارين، والاهتمام بالتغذية والترطيب، فالحفاظ على النشاط البدني خلال هذا الشهر قد يكون مهما لتعزيز الصحة العامة، وتحقيق توازن مثالي بين الروح والجسد.