طباعة هذه الصفحة

الدكتورة سهام لحرش في حوار مع «الشعب»:

التهاب اللوزتين لدى الأطفال قد يكون بكتيري أو فيروسي

حاورتها: صونيا طبة

 

على الأولياء الانتباه من الارتفاع الشديد لحرارة أطفالهم
حذّرت الطبيبة العامة الدكتورة سهام لحرش في حوار مع «الشعب «من استعمال المضادات الحيوية لعلاج التهاب اللوزتين عشوائيا دون استشارة الطبيب المعالج، مؤكدة أن ذلك يشكل خطرا كبيرا على صحة المريض، لا سيما إذا تعلّق الأمر بالطفل الصغير داعية في سياق آخر الأولياء إلى ضرورة الانتباه من الارتفاع الشديد لدرجة حرارة أطفالهم.

 «الشعب»: متى تكثر الإصابة بالتهاب اللوزتين، وما هي أعرض إصابة الطفل بالمرض؟
 د. سهام لحرش: تكثر الإصابة بالتهاب اللوزتين لدى الأطفال خصوصا في موسم البرد وهي من الحالات المرضية الشائعة التي تمسّ هذه الفئة من مختلف الأعمار، وفي بعض الأحيان تصبح تشكل خطورة على المصاب في حال لم يتم علاجها في الوقت المناسب وبالشكل اللائق.
إن التهاب اللوزتين هو التهاب يصيب الكتلتين من الأنسجة بيضاوين الشكل في مؤخرة الحلق والتي يطلق عليها اللوز ووظيفتها الأساسية هي محاربة الجراثيم والميكروبات التي تدخل الجسم عن طريق الفم، وتعد وسيلة دفاع عن مناعة الجسم ضد البكتيريا.
وعند التهاب اللوزتين والحلق عند الطفل تظهر الأعراض الأولية على شكل حدوث تضخم على مستواهما مع احمرار، ومن بين العلامات التي تصاحب الاتهاب ألم في الحلق وارتفاع في درجة الحرارة  أو «الحمى» التي قد تصل إلى 40 درجة مرفوقة مع قشعريرة أحيانا، بالإضافة إلى صداع على مستوى الرأس والوهن والفشل، وكذا نقص الشهية عند الطفل المريض نتيجة الألم الشديد الذي يشعر به عند البلع، وقد يعاني الطفل من الغثيان والتقيؤ والألم في البطن أيضا.

 ما هي أسباب الإصابة بالداء، هل يمكن أن يصاب الطفل الصغير بعدوى المرض من الكبار؟
 الطفل الذي يتراوح سنه ما بين عامين إلى 15 سنة مهدّد بالإصابة بالتهاب اللوزتين، أما الذي يقلّ سنه على عامين لا يمكن أن نعتبره مصابا بالمرض كون اللوزتين عنده لم تنمو بعد، ونجد نوعين من الالتهاب فيروسي وبكتيري. الإصابة بتعدّد الأسباب.
يمكن أن يصاب الطفل الصغير بالتهاب اللوزتين نتيجة انتقال العدوى من أحد أفراد العائلة الذي يعاني من المرض، بسبب التقرب الدائم من الطفل الصغير مثلا وحمله وتقبيله يصبح احتمال إصابته بالداء عندما يكبر، علما أن الإصابة لا تتمّ فقط في فصل الشتاء الذي يعد موسم البرد والأنفلونزا بل يمكن أن يصاب بها الطفل في فصل الصيف أيضا.
 كما أن التهاب اللوزتين شائع بصفة أكبر لدى الأطفال في المدارس، من خلال انتقال عدوى المرض من تلميذ إلى آخر عن طريق الرزاز الناتج من الأنف والحلق وعند السعال، بالإضافة إلى الأطفال الذين يعانون من أمراض أخرى مزمنة كالحساسية والسكري اللذين هما أكثر عرضة للإصابة بالتهاب اللوزتين نظرا لضعف الجهاز المناعي لديهم.

 ما هي الطريقة المثلى لعلاج التهاب اللوزتين، وهل تنصحين باستعمال الطرق التقليدية؟
 بصفة أولية علاج اللوزتين يعتمد على ما إذا كان السبب فيروسي أو عدوى بكتيرية، عادة لا يستطيع الطبيب تحديد السبب بمجرد النظر، ولكن يمكن اكتشاف البكتيريا عن طريق أحد الفحوص السريعة لمستوى البكيتيريا، فإذا كان السبب هو فيروس فإن الجسم سوف يحاربه من تلقاء نفسه في مدة يومين أو ثلاثة أيام، أما إذا كان السبب هو العدوى البكتيرية فعادة ما يضطر الطبيب إلى وصف المضادات الحيوية، علما أنه لا يوجد لقاح ضد التهاب اللوزتين البكتيري.
ويصف الطبيب بعد تشخيص حالة الطفل وظهور العلامات التي تثبت إصابته بالتهاب اللوزتين والحلق المضادات الحيوية مع خافض للحرارة ومسكن للآلام، ويجب تناول المضاد الحيوي لمدة 8 أيام، وقد تصل في بعض الحالات إلى 10 أيام دون انقطاع، وبعد 3 أيام من مباشرة المريض تناول الأدوية يضطر الطبيب لمعاينته مرة أخرى لمعرفة مدى فعاليته وإذا ما تحتم الأمر تغيير نوع المضاد الحيوي.
وفيما يخص إمكانية الاستعانة بالعلاج التقليدي من عدمه، فلا يوجد مانع من تناول الأعشاب الطبية التي تساعد في تخفيف ألام الحلق والتقليل من انتفاخ اللوزتين، حيث يمكن للأولياء تقديم العسل والليمون إلى طفلهم، لكن هذا لا يعني عدم استشارة الطبيب وتناول الأدوية، كما ينصح شرب الطفل المصاب كمية كبيرة من الماء كونها مفيدة للجسم لتفادي جفافه.
للإشارة، ممكن أن تظهر عقد على مستوى الرقبة بسبب الالتهاب، إلا أنها عادية ولا تدعو للخوف، كونها تزول مباشرة مع العلاج.

 متى يضطر الطبيب المعالج إلى استئصال اللوزتين؟
 إن التشخيص الدقيق للمريض هو الذي يجعل الطبيب يقرّر إذا كانت حالة المصاب بالتهاب اللوزتين تستدعي نزعهما واستئصالهما عن طريق استخدام الجراحة أو أن استخدام الأدوية والمضادات الحيوية كاف لعلاج المرض، لأنه لا يمكن القيام باستئصال اللوزتين بشكل وعشوائي وإنما يعتبر الحل النهائي الذي يلجأ إليه الطبيب.
في حالة ما إذا تكرّر التهاب اللوزتين إلى 3 مرات في الشهر الأمر الذي يؤثر على التلميذ في دراسته بسبب الغيابات المتكررة وكذا على نمو جسمه، حيث يلجأ الطبيب إلى حل الاستئصال، كما يجب أن يكون سنّ المريض تجاوز 6 سنين، لأن أقل من ذلك لا يمكن أن يعالج باستخدام الجراحة وإنما يقوم الطبيب فقط بعلاج مضاعفات الداء.  
كما أن الالتهابات المتكررة للوزتين وشعور الطفل المصاب بضيق في التنفس والاختناق الليلي تجعل الطبيب المعالج يلجأ إلى عملية الاستئصال عن طريق القيام بجراحة بسيطة بعد تجريبه لمختلف العلاجات والطرق الوقائية، ويمكن أيضا أن يخضع البالغون إلى هذا النوع من الجراحة.
وتجدر الإشارة أن بعض الأطفال المصابون بأمراض خطيرة مزمنة كالقلب والسكري والكلى يكونون أكثر عرضة للالتهابات المزمنة للوزتين نظرا لضعف جهازهم المناعي وهو ما يجعل الطبيب ينصحهم بضرورة استعمال العلاج الجراحي، علما أن الأطباء يحاولون دائما استئصال جزء من اللوزتين للحفاظ عليهما، وفي حال تحتم الوضع يقوم بنزع واحدة من اللوزتين أو الاثنين.

 بما تنصحين الأولياء لحماية أطفالهم من الإصابة بالداء؟
  ينصح بعزل الطفل الصغير عن الأشخاص المصابون بالتهاب اللوزتين وفي حال إصابة أحد الأطفال بالمرض يجب التأكد من عدم اختلاطه بإخوته أثناء المرض، وينصح كما ينصح بتهوية البيت للتخلص من الفيروسات والحرص على اللباس الجيد للطفل في موسم البرد.
ومن بين أهم وسائل الوقاية من خطر الإصابة بالتهاب اللوزتين بالنسبة للأطفال، ضرورة الحفاظ على مناعة الطفل قوية قدر الإمكان بالتغذية الصحيحة والجيدة، وكذلك الحفاظ على النظافة العامة والحرص على غسل اليدين بانتظام.