طباعة هذه الصفحة

مكسب لولايات الجنوب الغربي

5 ملايير دينارلمشروع مكافحة السرطان

سهام بوعموشة

غربي لـ«الشعب»:  1365 حالة إصابــة بالوادي  والتكفل بالمرضى أولوية صحية

يعتبر مشروع إنجاز مركز مكافحة السرطان بولاية الوادي لبنة ومكسب لسكان الجنوب والولايات المجاورة، كونه سيساهم في التخفيف من معاناة تنقلهم ومرافقيهم للعاصمة أو ولايات أخرى للعلاج، كما أنّه يتوفر على كل الأجهزة الطبية المتطورة لمعالجة كل أنواع السرطانات، علما أنّ هذا المرض الخبيث منتشر بكثرة بولاية الوادي، وفي هذا الصدد تقرّبنا من ممثلي مديرية الصحة بالولاية على هامش اختتام صالون المستشفى الأسبوع المنصرم.
أكّد علي غربي رئيس مصلحة بمديرية الصحة والسكان لولاية الوادي في حديث لـ «الشعب»، أنّ مشروع إنجاز مركز لمكافحة السرطان بالولاية بسعة 140 سرير، بأنة لبنة ومكسب ليس فقط خاص بالوادي لكنه مركز جهوي، سيغطّي كل المنطقة بما في ذلك المناطق الحدودية، بحكم انتشار  مرض السرطان بكثرة على كامل ربوع الوطن خاصة بالجنوب وتلك المجاورة للجنوب الشرقي، ولم يستثن أي فئة عمرية.
وقال إنّ الدولة الجزائرية ارتأت إنجاز مثل هذه المشاريع للتخفيف من حدة التنقلات إلى باقي الولايات المجاورة، وكذا تخفيف حدة الضغط على العاصمة، عنابة ووهران ومعاناة المرضى وخاصة مرافقيهم، بحيث سيخصّص هذا المركز مكان إيواء خاصة بمرافقين المرضى.
علما أنّ هذا المشروع الذي أشرفت عليه شركة «كوسيدار» خصّصت له ميزانية معتبرة بلغت قيمتها  5 ملايير دج، ونسبة الانجاز وصلت إلى 97 % في المائة، ومن المرتقب تسليمه المؤقت في أواخر الثلاثي من السنة الجارية، بحيث يتربّع على مساحة قدرها 4900 متر مربع، ويتوفّر على كافة المصالح  والأجهزة الطبية التي من شأنها علاج ومكافحة كل أنواع السرطان من بينها العلاج بالأشعة، الأورام الطبية، وكذا كافة المرافق الضرورية مثل المسرعات التي هي ضرورية لعلاج هذا المرض المزمن.
 علاوة على إنجاز عشر سكنات وظيفية لاستقطاب الطاقم الطبي المؤهّل للاستقرار، ملحقات منها التبريد، التدفئة وكافة المرافق الضرورية.
وفي سؤال حول الطاقم الطبي، أوضح أنّ هناك  مصلحة تقوم بالعلاج بالأشعة في مستشفى بن عمر الجيلاني بالوادي تتوفّر على طاقم طبي متخصص سيتم الاستعانة بهم، واستقدام أطباء آخرون من ولايات أخرى، بحيث أن إدارة الصحة بالولاية بصدد التحضير لميزانية فتح مناصب التوظيف، عبر القيام بالإحصائيات لمعرفة الاحتياجات، وحسبه فإنّ عدد الموظفين سيكون كبيرا ويساهم في الحد من بطالة الجامعيين والأطباء والمتخصّصين.
 وعن مشاركته في صالون المستشفى، أكّد غربي أنّ الهدف هو الإطلاع على مدى ما وصلت إليه التكنولوجيا في مجال معالجة الأورام السرطانية، وصناعة الأجهزة الطبية وكذا التقرب من المنتجين وتدعيم المنتوج الوطني، الذي يستحق وضعه في مركز مكافحة السرطان.
وأضاف أنّه خلال الصالون تمكّنوا من التعرف على العتاد الطبي المتطور، وهو فرصة لإدراج هذه الأجهزة الحديثة في دفاتر الشروط، كما تم التقرب  من المنتجين لإعلامهم بوجود دفاتر شروط تتوفر على نوعية العتاد الطبي وتوجيههم للتقرب إلى مديرية الصحة لتسهيل إجراءات حصولهم على دفاتر الشروط، وبالتالي المساهمة في تجهيز المركز في أقرب وقت، منوّها بمبادرة الوزارة الوصية في تنظيم مثل هذا المعرض وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة والتعرف على أحدث التطورات في مجال العتاد الطبي، والتي حسبه ستأخذ بعين الاعتبار.

كريو: إنشاء لجنة للكشف عن مسبّبات المرض ضرورة

من جهته، أوضح كريو حمزة ممثل خلية الإعلام والاتصال بمديرية الصحة والسكان بولاية الوادي، أنّ الأسباب الرئيسية التي أدّت إلى انتشار أمراض السرطان خاصة في الجنوب، هو تغير نمط المعيشة للمواطن الجزائري الذي أصبح لا يأكل المأكولات الطبيعية.
وأضاف أنّ ما يلاحظ هو استخدام الفلاحين الأسمدة الكيماوية في الزراعة، كما أنّ مختلف المأكولات تأتينا من الخارج دون مراقبة وهي تحتوي على لحم الخنزير، الخمور، الكيماويات المستوردة من الخارج والإشعاعات النووية التي تركها الاستعمار الفرنسي، كلّها مسببات رئيسية للسرطان، مشيرا إلى أن عدد المصابين بالسرطان بولاية الوادي ارتفع بالجنوب، حيث بلغ 1365 إصابة سنويا في كل أنواع السرطان (الرئة، الرحم، الثدي، الحنجرة، المخ).
وفي هذا الصدد، نوّه ممثل خلية الإعلام والاتصال بمديرية الصحة بالوادي بالخطوات والمجهودات الجبارة التي بذلتها وزارة الصحة، عبر إنجاز مركز مكافحة السرطان في الجنوب، والذي سيكون جهويا ويقلل من معاناة المرضى وتنقّلهم للشمال.
ودعا كريو إلى ضرورة إنشاء لجنة بحث على مستوى هذا المركز لبحث وتقصي الحقائق عن الأسباب الحقيقية التي تؤدي لانتشار مرض السرطان، الذي أضحى لا يستثني أي فئة عمرية أو جنس، مشدّدا على دور وسائل الإعلام في تحسيس السلطات لحد من استيراد المواد الكيماوية، وبالتالي إنقاذ العديد من المواطنين.
وبالمقابل، أشار ممثل مديرية الصحة بالوادي الى غياب البحث الطبي والعلمي على مستوى الجامعات الجزائرية، بحيث يتم التكفل بالمريض ومنحه الدواء دون البحث عن أسباب الإصابة بتنقل الطبيب إلى مسكن المريض لمعرفة أسباب الإصابة مثلما هو معمول به في البلدان المتقدمة التي تعطي عناية خاصة للبحث العلمي لاكتشاف مسبّبات الإصابة.