طباعة هذه الصفحة

أشغال البحث في مجال الصحة تتوّج بفوز 3 شباب جزائريّين

اكتشاف تقنية للتعرف على المرضى غير المستجيبين للعلاج الكيميائي

صونيا طبة

توّجت أشغال البحث في مجال الصحة في إطار الجائزة التي أطلقتها شركة «سانوفي» الجزائر لتشجيع الباحثين الجزائريين في التخصصات البيولوجية، بفوز كل من كربوعة خير الدين عن عمله حول تطوير تقنية بالنظام التكميلي للكشف المكبر للاستجابة الدوائية للسرطان، بوخاتم محمد نجيب عن عمله «تثمين الزيت الأساسي لليمون في الصيدلة الجلدية»، بالإضافة إلى أمال بومنجل التي فازت بالجائزة الثالثة عن استغلال نموذج الربو التجريبي.

تطوير تقنية بالنّظام التّكميلي للكشف المبكّر...أهم الأبحاث
 
استطاع الدكتور كربوعة خير الدين أن يحتل المرتبة الأولى لجائزة «سانوفي» و «ATRSS» للبحث في مجال الصحة، التي فرضت على المترشّحين عرض أعمال مبتكرة حول الأبحاث التي أجريت خلال آخر ثلاث سنوات، مع الاعتماد على معارفهم ومساهماتهم، والأعمال الملموسة في إظهار كيفية إسهامهم في تطوير العلوم وتحسين صحة المواطن.
في هذا السياق، أوضح الدكتور أنّ اكتشافه الأخير هو وسيلة للكشف عن المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات المضادة للسرطان، والذين يمثّلون أكثر من 30 بالمائة من المرضى، كما يسمح الابتكار لهذه الفئة من المرضى بتجنب خطورة أدوية السرطان التي لا لزوم لها، واكتشاف عدم فعاليتها يساهم في تفادي التأخر في الشفاء، مشيرا إلى أنها أداة لدعم القرار الطبي كونها تمكّن الأطباء من التعرف على المريض الذي لا يستجيب للعلاج الكيميائي والمناعي من أجل التوجه مباشرة لاستعمال طرق علاجية أخرى.
وزيادة على هذا الابتكار الذي فاز به حول تطوير تقنية بالنظام التكميلي للكشف المبكر للاستجابة الدوائية في السرطان، دراسة أولية في أورام الخلايا المناعية «ب»، تمكّن الدكتور كربوعة من تخفيض تكلفة الدواء الأغلى في العالم، والذي نشر في مجلة «امونواساي» والكيمياء المناعية، كما اخترع طريقة مختبرية لتوقيف وظيفة العامل H الذي يستخدم عادة من قبل الخلايا السرطانية والبكتيريا للهروب من الهجوم المناعي.
الدكتور كربوعة خير الدين البالغ من العمر 32 سنة تابع دراسات التدرج في كلية الطب بالجزائر العاصمة، ومارس مهنة مختص في علم المناعة السريرية في العديد من المستشفيات الجزائرية، وهو مدرّس مشارك في علم المناعة في عدة كليات من الطب والبيولوجيا، كما عيـّن خبيرا محققا في العديد من المجالات العلمية من بينها علم المناعة السريرية، المجلة الرسمية لاتحاد جمعيات علم المناعة السريرية.

الزّيوت النّباتية لليمون تساعد على التئام الجروح الجلدية وإضعاف الجراثيم

قام الباحث محمد نجيب بوخاتم بتطوير صيغة طبيعية ذات فعالية ضد الميكروبات والالتهابات المحلية، والتئام الجروح الجلدية من خلال استخدام الزيوت النباتية العطرية لحشيشة الليمون.
أوضح الباحث أنّ استخراج الزيوت الأساسية على نطاق صناعي تمّ عن طريق عملية التقطير بالبخار، وجاءت نتائج تحاليل الخصائص الفيزيائية والكيميائية مطابقة للمعايير الدولية المعمول بها حاليا. من جهة أخرى، كشف التحليل الكيميائي للزيوت الأساسية المنجز بواسطة طريقة الكروماتوغرافيا عن وجود عنصرين كيميائيين بنسبة مرتفعة.
أما فيما يتعلق بالفحص المخبري المنجز للزيوت العطرية لحشيشة الليمون من أجل معرفة مدى فعاليتها في إضعاف نمو الجراثيم المعدية والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والمسؤولة على تقيح الجروح الجلدية، حيث كشف الفحص عن فعالية عالية لتلك الزيوت في إيقاف نمو البكتيريا، وأنّ الزيوت الأساسية لحشيشة الليمون قد أبدت قدرتها في إضعاف الجراثيم المقاومة ومعالجة والتئام الجروح الجلدية مع تخفيض حدة التهابات لدى الحيوانات المخبرية، وهذا ما يؤهّلها إلى لعب دور أساسي كمادة فعّالة في صناعة الأدوية الطبيعية.
بوخاتم محمد نجيب حصل على شهادة مهندس دولة في البيولوجيا علم الاحياء من جامعة البليدة، نال الدكتوراه في علوم التكنولوجيا الحيوية من المدرسة العليا، وواصل دراسته بعد التخرج في مجال التكنولوجيا الحيوية النباتية والمتخصصة في الفحص الكيميائي والفيزيائي في المختبر وفي الجسم الحي، وهو أستاذ محاضر في جامعة البليدة منذ عام 2016، ويشغل حاليا منصب رئيس التحرير في المجلة الدولية لعلم الأدوية والكيمياء والنباتية والطب النفسي.

البروفيسور بومنجل تنال الجائزة عن عملها استغلال نموذج الربو التجريبي

نالت البروفيسور آمال بومنجل الجائزة الثالثة في مسابقة سانوفي و ATRSS عن عملها الهام الذي يتعلق باستغلال نموذج الربو التجريبي دراسة، مؤشرات الالتهاب والإجهاد التاكسدي وتثمين النباتات الطبية المحلية.
وأشارت البروفيسور آمال بومنجل إلى أن زيادة انتشار مرض الربو مرتبطة الى حد كبير بالعوامل البيئية، ومدى انتشاره في عنابة تفوق ما هي عليه في باقي الوطن،والابحاث» التي قامت بها رفقة فريق البحث في علم المناعة على وجود علاقة كبيرة بين البيئة التي تتسبب الحساسية وححدة الربو، أما فيما يخص العلاقات بين شدة الاستجابة الالتهابية للشعب الهوائية وتفاقم المرض تتطلب التكفل العلاجي المبكر بمرض الربو وبالخصوص لدى الطفل.
ومن أجل الفهم الجيد لداء الربو وللبحث عن العلاج العال بالنباتات الطبية، قامت بإجراء دراسات على نموذج حيواني لمرض الربو «الفأر» من سلالة «ويستار»، والذي تمّ المصادقة عليه في الأبحاث العلمية السابقة. يعتمد هذا النّموذج على تعريض الحيوان لمادة حساسة مع إضافة عامل مساعد، يظهر هذا النموذج الحيواني فرط النشاط القصبي وأضرار الالتهاب الرئوي، وتشكيل متلازمة الربو تشبه الإنسان، وتمّ استخدام هذا النموذج لتسليط الضوء من جهة على مختلف مؤشرات هذا المرض الالتهابي، وذلك بتقدير معايير الإجهاد التاكسدي والبرلوتينات واليستوكينات، وكذلك بواسطة العد الخلوي والدراسة النسيجية الرئوية، وكان النموذج ملائما لفحص مدى فعالية النباتات الطبية المحلية.
البروفيسور بومنجل تحصّلت على شهادة الباكلوريا شعبة العلوم، وكانت في جامعة باجي مختار بعنابة متفوّقة في دفعتها حائزة على شهادة الدراسات العليا في الكيمياء الحيوية عام 1994 وشهادة الدراسات المعمقة في علم المناعة في 1995، وكذا الماجستير في علم المناعة 1997 ودكتوراه في علم المناعة، وقامت بالعديد من التربصات والتكوينات، وأشرفت على حوالي 40 مذكّرة وأطروحة.