طباعة هذه الصفحة

الدكتورة ليلى قبلي في حوار مع «الشعب»:

النساء الحوامل، الأطفال، المصابون بأمراض مزمنة أكثر عرضة للأنفلونزا الموسمية

حاورتها: صونيا طبة

اللقاح ضد الفيروس أفضل وسيلة وقائية لتفادي المضاعفات الخطيرة 

أكدت الطبيبة العامة الدكتورة ليلى قبلي في حوار مع «الشعب» أن أحسن وسيلة للوقاية من خطورة الأنفلونزا الموسمية التي أرعبت الكثيرين بعد تسجيل عدة وفيات تتمثل في القيام بالتلقيح ضد الفيروس موضحة أن الأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات المرض هن النساء الحوامل إضافة إلى الأطفال الصغار والمصابين بأمراض مزمنة وكبار السن.


ما هي الأنفلونزا الموسمية، وفيما تتمثل علاماتها وأعراضها ؟

الأنفلونزا الموسمية هي عدوى فيروسية حادة يتسبب فيها فيروس ينتقل بسهولة وبسرعة من شخص إلى آخر، فتظهر أعراض الإصابة على شكل حمى شديدة وسعال جاف وآلام في الرأس وتشنجات على مستوى عضلات الجسم، ويشعر أيضا الشخص المريض بدوران وغثيان والتهاب الحلق وسيلان الأنف.
علامات وأعراض الأنفلونزا الموسمية يمكن أن تستمر لدى الشخص المصاب إلى غاية 15 يوما، ولكن أغلبية الحالات تشفى من الأنفلونزا في مدة أسبوع بعد العلاج عن طريق أخذ الأدوية المضادة للفيروس التي يصفها الطبيب المعالج للمريض أو دون الحاجة إلى الأدوية.

يعيش الجزائريون حالة من الرعب بسبب وفاة أشخاص بسبب الأنفلونزا، ما نوع الفيروس الذي بات يهدد الصحة العمومية ؟
فيروس الأنفلونزا الموسمية يتضمن ثلاث أنماط فيروس A و    B و C وتتفرع فيروسات الأنفلونزا من النوع A إلى أنماط فرعية منها فيروس H1N1  و  H3N2 ، أما الأنواع الأخرى فهي فيروسات لا تعرف انتشارا كبيرا، لاسيما فيروس C الذي يعد من الفيروسات النادرة التي لا تشكل خطورة على الصحة العمومية.
وفيما يخص الفيروس الذي يعرف حاليا انتشارا واسعا في الجزائر وتسبب في وفاة بعض الفئات، فإنه يتعلق بفيروس H1N1 التابع للأنفلونزا الموسمية وهو فيروس شديد العدوى وواسع الانتشار يكتسي خطورة بالغة عند بعض الفئات كالمسنين والحوامل والصغار وينتشر بسهولة وتنتقل العدوى بسرعة من شخص إلى آخر خاصة في الأماكن المزدحمة في المؤسسات الصحية والمدارس ودور المسنين وتتم العدوى عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس حيث ينتشر الرذاذ الحامل للفيروس في الهواء وبالتالي يستنشقه الأشخاص القريبون من الشخص المصاب وينتقل أيضا الفيروس عن طريق الأيدي غير النظيفة.

ماهي الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الأنفلونزا الموسمية ؟

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا الموسمية ومضاعفاتها الخطيرة التي تؤذي إلى حد الوفاة هم الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف كالنساء الحوامل في جميع مراحل الحمل والأطفال الصغار من 6 أشهر إلى 3 سنوات والمصابون بالأمراض المزمنة كالسيدا وأمراض القلب والسكري وارتفاع الضغط الدموي والأمراض التنفسية الحادة وحتى الأشخاص المسنين الذين تفوق أعمارهم 65 سنة .
كما أن الأشخاص الذين يعملون في المؤسسات الصحية هم أيضا أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا رغم اختلاف خطورتها على كل شخص حسب حالته الصحية وتنتقل إليهم عدوى الفيروس بسهولة، كذلك في المدارس التربوية، حيث يترك الأولياء أبناءهم يذهبون إلى المدرسة وهم مصابون بالمرض وبالتالي يلتقط التلاميذ الفيروس من الشخص المصاب ويمكن أن تشكل لدى البعض منهم خطورة في حال كان لديهم مرض آخر .

ما هي أنجع الأساليب الوقائية من الإصابة بالأنفلونزا؟

القيام بالتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية أفضل وسيلة للحماية من الإصابة بالمرض لاسيما في موسم البرد الذي ينتشر خلاله الفيروس بقوة، وحتى في حال التقاط العدوى يساعد التلقيح في التقليل من مخاطر المضاعفات التي يمكن أن تتسبب فيها الأنفلونزا لاسيما بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة وذوي المناعة الضعيفة.
وتجدر الإشارة أن اللقاح ليس موجها للأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى خطيرة بل الأصحاء أيضا لأن اللقاح بالرغم من انه لا يجنب الإصابة بالفيروس 100 بالمائة إلا أنه يوفر حماية جيدة لمختلف الفئات، والدليل على ذلك استخدامها في كل بلدان العالم واستخدامها طيلة أكثر من 60 عاما.
كما ينصح في حال الإصابة بالمرض أخد الأدوية المضادة للفيروس التي من الممكن أن تقلل من المضاعفات الحادة والوفيات أيضا من خلال أخد العلاج في مرحلة مبكرة أي في غضون 48 ساعة من ظهور الأعراض. وينصح أيضا إتباع قواعد النظافة من خلال غسل الأيادي بانتظام وتغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال لتفادي التقاط الفيروس.