طباعة هذه الصفحة

جمعيـــة مرضــى السرطـــان ببومـرداس تدق ناقوس الخطر

المصابون بالداء في حاجة إلى عناية أكبر

يعيش مرضى السرطان بولاية بومرداس لاسيما ميسوري الحال، معاناة كبيرة بسبب عدم وجود الإمكانيات للتكفل بحالتهم الصحية، بالإضافة إلى مشكل العلاج الإشعاعي التي لا يستفيد منه غالبية المرضى بالرغم من خطورة وضعهم الصحي، حيث تجدهم ينتظرون لمدة تصل إلى سنة  قصد الظفر بهذا العلاج، هذا ما كشفته لـ ''الشعب'' رئيسة جمعية السرطان بولاية بومرداس مليكة غازي التي استقبلناها بالجريدة.

صونيــــا طبــــة  

ونقلت رئيسة الجمعية التي تعمل على مساعدة المرضى داخل وخارج الولاية بالإمكانات المتاحة لديها معاناة المصابين بمختلف أنواع السرطان والمشاكل التي تعترضهم للقيام بالعلاج اللازم، مؤكدة أن مشكل تأخر مواعيد إجراء ''راديو تيرابي'' يبقى المشكل الأكبر الذي من الواجب أن تقوم السلطات المعنية بإيجاد حل نهائي له.
وأضافت أن بعد قيام المريض بالعلاج الإشعاعي، يجد نفسه ينتظر المرحلة الموالية من العلاج، ولكي لا يفقد العلاج بالأشعة فعاليته يضطر الأطباء لوصف حقن خاصة للمريض تقدر بمليون ونصف سنتيم، وهو المبلغ الذي لا يستطيع البعض دفعه، إلا أنه من المفروض أن المصاب بمجرد انتهائه من العلاج الكيميائي ينتقل بعد شهر مباشرة للعلاج الإشعاعي.

تسجيل ٤٢ ألف إصابة سنويا بمختلف أنواع السرطانات

تشهد الأمراض الخبيثة في الآونة الأخيرة انتشارا رهيبا حيث بات الحديث عنها لا يوافيها حقها، وقد تمّ إحصاء حوالي ٤٢٠٠٠ إصابة جديدة بمختلف أنواع السرطان على المستوى الوطني ـ حسب رئيسة الجمعية مليكة غازي ـ أما بولاية بومرداس فمن بين ٤٠٠ ملف تمّ تسجيل ٣٠٠ حالة بصدد القيام  بالعلاج الإشعاعي، أما الملفات العالقة بسبب المواعيد الطويلة  فلا تعد ولا تحصى.
وما زاد الوضع تأزما هو نقص الأدوية والمستشفيات المتخصصة لعلاج مرضى السرطان، لا سيما بولاية بومرداس المهمشة، حيث يتم استقبال الأعداد الهائلة التي تتوافد يوميا على المستشفيات الجامعية من مختلف ولايات الوطن من أجل إجراء التحاليل والأشعة أو من أجل العلاج، إلا أن مواعيد إجراء العلاج الإشعاعي تبقى الهاجس الأكبر أمام المرضى.
وفي ذات السياق، دعت رئيسة الجمعية الأطباء الذين يقومون بالعلاج الكيميائي لتوعية المرضى من أجل تقديم ملفاتهم الصحية مباشرة بعد مرحلة العلاج الكيميائي للتقليل من مدة انتظارهم من أجل الشروع في القيام بالعلاج الإشعاعي.
 
اكتشاف سرطان البروستات في مرحلة مبكرة يعزز فرصة الشفاء

أكدت رئيسة جمعية مرضى السرطان ببومرداس، أن اكتشاف سرطان البروستات في المراحل المبكرة من المرض وبالتحديد عندما يكون لا يزال محصورا في حدود غدة البروستات، يعزز فرص الشفاء.
وشدّدت غازي على أهمية القيام بحملات تحسيسة بغية توعية الأشخاص بضرورة إجراء الكشف المبكر، لاسيما سرطان الثدي وأنواع أخرى من السرطانات التي أصبحت تشهد انتشارا رهيبا، والدليل على ذلك العدد الهائل للنساء اللواتي يتقدمن إلى المراكز الاستشفائية المختصة وهن في وضعيات كارثية بسبب تقدم المرض.
وأضافت أن جمعيتها تنظم في كل مرة ندوات تحسيسية حول مختلف أنواع السرطان بحضور أطباء مختصين ومسؤولين على غرار تسليط الضوء على سرطان الجلد، وأهم الأساليب الوقائية نظرا لاشتداد درجة الحرارة في فصل الصيف وتعرض العديد من الأشخاص لأشعة الشمس لاسيما الأطفال، كما ستقوم بعقد ندوة خلال الأيام المقبلة بولاية باتنة، حيث سيتم الحديث عن الأمراض الخبيثة بصفة عامة ومدى انتشارها زيادة على المعاناة التي يعيشها المرضى.
وفي ظل تفاقم الإصابات بمختلف أنواع السرطانات أصبح من الواجب تكاثف كل الجهات المعنية وتسخير كل الوسائل المادية والبشرية من أجل تحقيق توعية أكبر قبل أن يصل المرض إلى حالات متطورة، حيث تعجز جميع الأساليب في القضاء عليه، بالإضافة إلى ضرورة الدقة في تشخيص المرض لأن الكثير من الأطباء يعجزون على تحديد الداء الذي يصاب به المريض.
وأضافت غازي قائلة ''يزول عني التعب وأشعر بفرح كبير عندما أرى المرضى مرتاحين، لأن همنا الوحيد كجمعية خيرية هو مساعدة هؤلاء المرضى والتخفيف ولو بالقليل عن معاناتهم الكبيرة''، لأن ''ما يحس بالجمرة غير لي كواتو''، علما أن رئيسة الجمعية سبق لها وأن أصيبت بالسرطان وتمكنت من الشفاء بعد إجرائها لعملية جراحية فقطعت وعدا على نفسها بأن تكرس بقية حياتها خدمة للمصابين بهذا الداء الخطير.