طباعة هذه الصفحة

الدكتورة أميرة هدى نسرين مهدي لـ «الشعب»:

الكفاءات في جراحة المخ والأعصاب موجودة لكن تنقصنا الوسائل

صونيا طبة

أكّدت الدكتورة أميرة هدى نسرين مهدي أنّ الكفاءات في جراحة المخ والأعصاب موجودة، لكن ما ينقص في الجزائر توفّر الوسائل الضرورية للقيام بالعمليات الجراحية المختلفة، موضّحة أنّها تتطلّب امكانيات كبيرة لإنجاحها ودقّة وتركيز عالي.

وأوضحت الدكتورة أميرة هدى نسرين مهدي أنّه لا توجد مراجع مختصّة في جراحة الأعصاب والمخ يعتمد عليها الأطباء المقيمون، وإنما تمّ تكوينهم جيدا في التطبيقي أكثر من النظري كونهم استفادوا من خبرة الأساتذة المختصين من خلال مساعدتهم في الميدان، على رأسهم البروفيسور نافع ايوالالان الذي قدّم الكثير لهذا الاختصاص طيلة 40 سنة.
وكشفت عن أكثر الحالات التي تستقبل في مستشفى عيسات ايدير، وهي الأورام السرطانية التي تصيب المخ والدماغ، الخبيثة منها والحميدة والأكياس «كيست» والفتق ومرض سبينابيفيدا لدى الاطفال والأورام التي تمس النخاع الشوكي، موضحة أن أعراض الأورام السرطانية في الرأس تختلف حسب الحالة، إلا أن أغلب العلامات تظهر في شكل صداع شديد على مستوى الرأس والنوم العميق وصعوبة في الرؤية والقي ومشكلة في السمع والشم.
وفي ذات السياق، أضافت الدكتورة أنّه في حال ظهور ورم في النخاع الشوكي يمكن أن يصاب المريض بشلل في أعضاء الجسم، ويشعر بثقل اليد وارتفاع درجة الحرارة، مشيرة إلى أن التشخيص يتم عن طريق القيام بـ «إي - أر - أم»، الذي يعد أدق وسيلة للكشف عن حقيقة الإصابة بالداء.
ومن بين التقنيات المتطورة التي تستخدم حاليا في عمليات جراحة المخ والأعصاب حسب محدثتنا المنظار والليزر والسكانير ثلاثي الأبعاد، وهي وسائل جديدة تساعد الأطباء المختصين في جراحة الأعصاب والمخ في علاج حالة المريض بكل سهولة عكس التقنيات القديمة، في حين لا تزال بعض الوسائل غير متوفرة في الكثير من المستشفيات في الجزائر كالمنظار والليزر.
وقدّمت مثالا عن أهمية استخدام الوسائل المتطورة، ففي حال إصابة شخص ما بورم على مستوى المخ يتمكّن الطبيب بفتح الرأس لكن يبقى المريض فطنا طوال العملية الجراحية، وفي نفس الوقت لا يشعر بالآلام ويستعمل ذلك من قبل جراحي المخ والأعصاب رفقة أطباء التخذير منذ 5 سنوات، مضيفة أن بعض الأورام الحميدة في الرأس تكون أخطر من الخبيثة نظرا لحجم الكتلة عندما تكون قريبة من منطقة المخ الحساسة يصبح استئصالها صعبا.
وأكّدت المختصّة في جراحة المخ والأعصاب أنّه يوجد نقص كبير في عدد الأسرّة في مصالح الإنعاش والتحذير، ونقص في عدد الأطباء المختصين في جراحة المخ والأعصاب لأن هذا التخصص لا يفتح لعدد كبير من الطلبة.

 

حوار
«سبينا بفيدا» التشوه الخطير الذي يهدّد صحّة أطفالنا في الجزائر
الدكتورة أميرة مهدي تحذّر من نقص في حمض الفوليك لدى النساء
القيام بتحاليل الدم أفضل وسيلة للوقاية من إصابة الجنين بالمرض


حذّرت الدكتورة أميرة هدى نسرين مهدي، مختصة في جراحة المخ والأعصاب، النساء قبل الحمل من خطورة إصابة أطفالهن بمرض الصلب المشقوق «سبينا بفيدا»، داعية إلى ضرورة القيام بجميع التحاليل الطبية اللازمة للتأكد من عدم وجود نقص حاد في حمض الفوليك» الفيتامين ب 9 «، وهو المسؤول عن إصابة الجنين بهذا المرض.

❊ الشعب: يمس مرض «سبينا بفيدا» عدد كبير من الأطفال في الجزائر، ما هو هذا الداء؟ وما هي أعراضه؟
❊❊ الدكتورة أميرة هدى نسرين مهدي: «سبينا بفيدا» هو تشوّه خلفي يصاب به الجنين في بطن أمه، ويؤدي إلى عدم انغلاق النخاع الشوكي بشكل كامل بل نجده مفتوحا سواء في الجهة العلوية أو السفلية أو الوسط، وتختلف أعراض الإصابة بالداء حسب شدة تضرر الحبل الشوكي بسبب الشق الحاصل، وتتراوح ما بين الخفيفة التي يمكن علاجها بسهولة والخطيرة التي يكون علاجها صعبا.
ومن بين الأعراض التي تثبت خطورة حالة الجنين عندما يكون النخاع الشوكي مفتوحا في الجهة السفلية، لأن ذلك يؤدي إلى فقدان الطفل القدرة على المشي بنسبة 100 بالمائة ويصبح غير قادر أيضا في التحكم في البول، أما العلامات الأخرى المتعلقة بعدم انغلاق النخاع الشوكي في الجهة الأمامية والوسط فهي أقل خطورة.

❊ ما هي أسباب الإصابة بمرض «سبينا بفيدا»؟ وما هي أكثر المناطق التي تكثر فيها الاصابات؟
❊❊ السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى إصابة الجنين بالمرض هو النقص الحاد في حمض الفوليك أي «فيتامين ب 9» أثناء فترة الحمل، فهو المسؤول عن هذا التشوه الخلقي، ولكن توجد عوامل أخرى يمكن أن تكون سببا   «سبينا بفيدا» من بينها الأسباب البيئية، النمط المعيشي، سوء التغذية واستهلاك غير الصحي وكذا زواج الأقارب.
وفيما يخص المناطق التي يكثر فيها هذا المرض فتتمثل في الولايات الداخلية خاصة النائية التي لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة، ونسبة الوعي لدى النساء في تلك المناطق قليلة مقارنة بالمدن الكبرى، حيث لاحظنا أن الكثير من النساء لا يتبعن حالتهن خلال الحمل عند الأطباء المختصين، وإنما العاميين فقط وحتى قبل الحمل، وهو ما يجعل أطفالهن عرضة للإصابة بالتشوهات الخلقية.

❊ كيف يتم العلاج؟ وما هو السن الأمثل للقيام بالعملية الجراحية؟
❊❊ يوضع أنبوب في البطن حتى لا ينتفخ الرأس، وعندما يصل سن الطفل إلى مرحلة

يمكن أن يتحمّل الجراحة يقوم الطبيب المختص في جراحة المخ والأعصاب بغلق النخاع الشوكي، وتكون عندما يبلغ الطفل سنتين أو ثلاثة سنوات. والمشكل القائم أن أغلب الحالات التي يتم استقبالها في مستشفى عيسات إيدير تكون في مرحلة متقدمة انتفاخ الرأس وكبر حجمه، وهنا يصبح العلاج أصعب، علما أن أكثر الإصابات تسجل لدى البنات.
ولكن في الدول المتقدمة يتم علاج الجنين المصاب بـ «سبينا بيفيدا» مباشرة بعد الازدياد، أما في الجزائر عموما تتم الجراحة في سن الرابعة أو الخامسة من عمر الطفل، وفي هذه الحالة تصبح حالة الطفل خطيرة أكثر، لأن الماء الذي يتكون في المخ ويذهب إلى النخاع  الشوكي عندما لا يجد مخرجا يتراكم في المخ، فيؤدّي إلى انتفاخ الرأس ويصبح حجم المخ كبيرا.

❊ وهل العمليات الجراحية التي تجرى في الجزائر ناجحة؟ وما هي مرحلة ما بعد الجراحة؟
❊❊ العمليات الجراحية التي تجرى في  عيسات إيدير من قبل مختصين في جراحة المخ والأعصاب ناجحة رغم الإمكانيات البسيطة المتاحة، حيث نقوم بـ 2 إلى 3 عمليات
جراحية لمرض «سبينا بيفيدا»   اليوم، إلا أن المشكل القائم أن أغلبية الحالات التي يتم استقبالها في المستشفى تكون في مرحلة متقدمة عندما يصبح الرأس منتفخا لأن الماء الذي يعيش به كل إنسان لا يمكن أن يمر في الجسم، وهو ما يجعل العملية الجراحية مهمة قبل ظهور الأعراض.
وفي حال ازدياد الطفل بكتلة أو حبة منتفخة في ظهر المولود أو على مستوى العمود الفقري، فإن المختص في طب الأطفال هو الذي يقوم بإرشاد الأولياء للتوجه إلى المختصين في جراحة الأعصاب.
ولكن بعد العملية يجب أن تكون متابعة مستمرّة لحالة الطفل من أجل تفادي الالتهابات، وفي حال الاصابة بمرض التهاب السحايا (مينانجيت) يجب نزع الأنبوب ومتابعة حالة المريض خطوة بخطوة.

❊ كيف تقي المرأة جنينها من الإصابة بالمرض؟
❊❊ الوقاية تكمن في قيام المرأة قبل الحمل بالتحاليل الطبية اللازمة من خلال التأكد بعدم وجود نقص في الحديد داخل الجسم، وفي حال اكتشاف وجود فقر الدم يقدم الطبيب مكملات للمريضة مثلا «أسيد فوليك فيتامين ب 9» الذي يساعد على تكوين النخاع الشوكي والمخ للجنين.
كما يجب على المرأة أن تتابع حالتها الصحية لدى الطبيب المختص في أمراض النساء، وتكون الوقاية في بطن الأم حيث يتمكن الطبيب من معاينة العمود الفقري للجنين عبر جهاز الإيكوغرافي.
حاورتها: صونيا طبة