طباعة هذه الصفحة

جمعية ''نور الضحى'' تسلط الضوء على الأورام اللمفاوية:

آلام الصدر والضيق في التنفس أهم أعراضه

فريال/ب

أجمع الأطباء الأخصائيون والمشاركون في فعاليات اليوم الدراسي حول الأورام اللمفاوية الذي دأبت جمعية «نور الضحى» التي تعنى بمرضى السرطان على تنظيمه سنويا بمناسبة اليوم العالمي لهذا المرض، بأن المشكل المطروح بالنسبة لهذا النوع من السرطانات التي تتصدر تلك التي تفتك بالأطفال، يتمثل في التشخيص ذلك أن الأعراض التي تصاحبه تشبه إلى حد كبير أعراض مرض الربو وفي مقدمتها صعوبة التنفس ما يترتب عنه عدم التكفل الفوري بالمريض وبلوغه مرحلة متقدمة تؤدي إلى الوفاة.
في محاولة منها للتحسيس والتوعية المندرجة في إطار الوقاية، حرصت جمعية «نور الضحى» التي تنشط منذ ١٠ سنوات على تناول موضوع الأورام اللمفاوية أو ما يعرف بالعامية بـ«الولسيس» مجندة أطباء أخصائيين وعامين وكذا ممثلي الوكالة الوطنية التي تعنى بتحليل العينات التي يتم أخذها للتأكد من أن الخلايا سرطانية، واستنادا إلى مداخلة ألقتها دكتورة أخصائية في أمراض الدم، فان هذا المرض الفتاك يصيب الشريحة التي تتراوح أعمارها ما بين ١٧ و٧٨ سنة ويصل الذروة بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين ٢٥ و٣٥ سنة أي الشباب أساسا.
ولفتت ذات المتحدثة في سياق حديثها عن الأعراض، الانتباه إلى أن أعراض السرطان اللمفاوي ليست خاصة بهذا المرض، بمعنى أن الأعراض قد توحي بأنه مرض آخر كأزمة ربو على سبيل المثال نظرا إلى التشابه الكبير في الأعراض وأبرزها صعوبة التنفس ونظرا لعدم الفحص وعدم دقة التشخيص ـ أضافت تقول ـ في أشغال اليوم الدراسي الذي احتضنه فندق الماركير، فان المرضى يصلون الى مرحلة متقدمة وخطيرة جدا.
  ونبهت إلى أن آلام الصدر والسعال الجاف يؤشر على الإصابة بمرض الأورام اللمفاوية الخبيثة بنوعيها الهودجكيني نسبة إلى العالم الذي اكتشفه وغير الهودجكيني وهو الأكثر خطورة، معترفة بأن أغلب الأطباء الذين يفحصون مرضى يصفون لهم هذه الأعراض يشخصون الحالة على أنها أزمة في التنفس وفق تشخيص أولي، وهذا ما أدى إلى وفاة شاب بالمؤسسة الاستشفائية لا يتجاوز سنه ١٩ عاما، وبرأيها فان الأطباء لا يجب أن يكتفوا بالتشخيص الأولي وإنما يجب أن يلجأوا إلى الفحص الدقيق الذي يتطلب أخذ عينة لفحص النسيج أو ما يصطلح عليه بالخزعة رغم أن الأمر ليس بالهين حسبها لأن إجراؤها يعتبر «مهمة مستحيلة» أما التشخيص عن طريق المنظار الذي يسمح باستكشاف منطقة الصدر وما بين الرئتين، فانه وفق ما أوضحت لم يتوفر بالجزائر إلا في العام ٢٠١١.
من جهته، تطرق الدكتور رماعون طبيب متخصص بدوره في أمراض الدم بمستشفى بني مسوس في مداخلته إلى علاج سرطان الخلايا اللمفاوية ويتعلق الأمر بالعلاج الكيميائي والاشعاعي الموضعي للقضاء على الخلايا السرطانية، وبرأيه مشيرا إلى أنه من الأفضل أن لا ينتظر الأطباء نتائج التحليل التي تستغرق وقتا كبيرا ويحدث في غضون ذلك تعقيدات في حالة المريض الأطباء مقترحا تقديم جرعات ضعيفة من العلاج الكيميائي لا تؤثر على الأعضاء في حال لم تكن الخلايا سرطانية وتوقف انتشار المرض في حال العكس ما يعزز حظوظ المريض في التخلص منها، أما بالنسبة للعلاج الإشعاعي الموضعي، فانه لا يستعمل بكثرة.
 وأشارت الدكتورة بوترفاس التي خصصت مداخلتها للأورام اللمفاوية لدى الأطفال، إلى أنه ثالث نوع من أنواع السرطانات انتشارا وهو فتاك بالنظر إلى الدرجة الكبيرة لخبثه، واستنادا إلى الإحصائيات التي قدمتها، فانه يشكل نسبة ١٠ بالمائة من السرطانات التي تصيب الأطفال وتحديدا إلى غاية ٢٠ سنة، ويكون منتشرا بكثرة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ٦ و٨ سنوات ونادرا ما تسجل حالات بالنسبة للأطفال الذين يقل عمرهم عن السنتين.
 ووفق الدراسة التي استندت إليها الدكتورة بوترفاس والتي أجريت في الفترة الممتدة بين شهري جانفي ٢٠٠٦ و٢٠١٢  و شملت ٣٧١ حالة، فان المرض يتم إكتشافه في معدل عمري يتراوح ما بين ثلاث سنوات ونصف و١٤ سنة ويأتي الورم اللمفاوي بعد سرطان الدم من حيث الانتشار.
 وشدد الدكتور ديلام أحد الأعضاء المؤسسين جمعية «نور الضحى» في نفس السياق على ضرورة بذل مجهودات كبيرة لتوسيع التبادل بين الأخصائيين لمعالجة المشاكل المطروحة خلال النقاش، والتي تمحورت أغلبها حول تأخر نتائج الخزعة ما يؤثر سلبا على العلاج ويقلل من حظوظ نجاة المريض.
 للإشارة، فان السيدة سامية قاسمي رئيسة جمعية «نور الضحى» التي احتفلت بمضي عشرية كاملة عن ميلادها، أكدت بأن أبواب الجمعية ذات الطابع الوطني التي تنشط بعيدا عن الأضواء، ومتواجدة بقوة في الميدان باستمرار نبقى مفتوحة أمام المرضى، مع العلم أنهم يتخذون من المقر مسكنا لهم لاسيما بالنسبة لأولئك الذين يقطنون في المناطق البعيدة، ملتزمة بتوفير كل ما يحتاجه المريض وفق ما تسمح به الإمكانيات، وبالموازاة مع ذلك ستكثف من نشاطاتها التي تندرج في إطار محاربة السرطان بمختلف أنواعه المرتكزة على الكشف المبكر باعتباره أهم جزء في العلاج.