طباعة هذه الصفحة

أم المـــــنـــــاضــــلــــــين أم مـــــروان قــــــاســــــــم:

خـــالــدة تـــنــير درب الأحــــرار

جلال محمد حسين نشوان
خـــالــدة تـــنــير  درب الأحــــرار
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

 

من ركام الألم، ومن رحم المعاناة، تشمخ سنديانة غزّة (أم مروان قاسم)، لتنير درب الأحرار، وتكتب سيرتها العطرة لتفوح عزة وشموخا وإباء وتتبوأ مكاناً رياديا في سجل الخالدين....

 تقف الحروف حيرى، عاجزة على أن تنتظم بمديح يليق بمقامها، فهي أم الرجال وعز نظيرها، هي نبض البطولة وأنشودة التضحية والفداء، حملت فلسطين في عقلها وقلبها وحدقتي عينيها، رحلت الأم الفاضلة وذهبت إلى عليين، وبقيت سيرتها العطرة تفوح في أرجاء الدنيا، فمهما عبرنا عن شخصيتها النقية لن نوفيها حقها، لكن الكلمات تزاحمت على بوابة مجد فلسطين العظيم، تاهت الحروف واختنقت الأصوات ألماً وحزناً، ووجعاً، ذرفت دموع العيون وشردت الأذهان علها تستذكر كل الشرفاء والأطهار الذين لبوا النداء..
 تلعثم اللسان، وذبلت المآقى، لكن ضوء الشمس أشرق وتوهج وجعلنا نقترب من سيرة الأم الفاضلة العطرة ميلادها...
في دمرة الجميلة وفى هذه القلعة الشامخة استقبلت الدنيا الصرخة الأولى لميلاد، الأم أم مروان، حيث كان ميلادها ميلاد خير وفرحة، فوالدها الذى استبشر خيراً، كان دائما يغرس فيها كل القيم وروح الثورة، حملت أم مروان هموم الوطن في نفسها الوديعة، وغدت السيدة الفاضلة والأم المناضلة، تربي الأبناء وتُعدهم للثورة وتذود عنهم بقوة وإباء، كانت أم مروان أما متواضعة، تمتلك روحا وطنية مبدعة، جعلتها تحظى باحترام الجميع، ولقد هالها جرائم الاحتلال الصهيوني الإرهابي التي تمارس ضدّ شعبنا في كل مكان، فحملت كل ذلك في نفسها الوديعة.
قررت أن تمارس دورها الوطني بمساعدة الرفاق والمناضلين وتقديم كل عون لهم، لتحرك الجماهير والتصدي للاحتلال، ولقد ساهمت كل الأحداث المريرة التي مر بها الوطن في صياغة شخصيتها النضالية، فكانت مناضلة كبيرة بحجم التحديات، لا تمل ولا تكل بل تبث روح النضال في نفوس الشباب الثائر في الانتفاضة الأولى، إنها المرأة الفلسطينية، بلسم الجراح الذى يكفكف كلوم المجتمع، هى الحاضنة للثورة.
هى الحاضنة للثورة الفلسطينية العملاقة سابقا وحاضرا ومستقبلا، وهى عمق الإنسانية بكل تجلياتها وإبداعاتها، رونقها وجمالها، إنها الماجدة التى أضاءت كل غسق الظلمات، إنها المرأة الفلسطينية حامية بقائنا وحارسة الحلم الفلسطينى. منحها الله أدوارا عظيمة...من ابنة إلى زوجة إلى أم تصنع الثوار ليذودوا عن ثرى الوطن الطهور؛ وبعد هذه المسيرة العظيمة من العطاء الكبير لوطنها، ومجتمعها.
 اختلف فيها بعض الناس الذين أبوا إلا أن يتمسكوا بأنماط تقليدية بائدة عفا عليها الزمن !! القضية يا سادة إن المرأة فى بلادنا (فلسطين) لها مكانتها العملاقة سابقا وحاضرا ومستقبلا، وهى عمق الإنسانية بكل تجلياتها وإبداعاتها، رونقها وجمالها، إنها الماجدة التى أضاءت كل غسق الظلمات، إنها المرأة الفلسطينية حامية بقائنا وحارسة الحلم الفلسطينى.
رحلت أم المناضلين (أم مروان قاسم) وحلم العودة لم يرحل من وجدانها، راسخا في عقول الأبناء الذين ضربوا أروع وأسمى آيات الشرف والعزة.
ونحن نتحدث عن الأم الكبيرة أم مروان..نرسل باقات الزهور، ونياشين الشرف والكبرياء والشموخ لأسيراتنا الماجدات وهنّ يحملن هموم الوطن داخل معتقلات الموت الصهيونى، ولأمهات الشهداء والجرحى ولرائدات العمل الوطنى والمجتمعى، في كل يوم نتذكر فيه الشهيدات شادية أبوغزالة ووفاء ادريس ودلال المغربى والقائمة طويلة، دروب قاسية معبدة بالدماء الزكية التى روت ثراء وطننا الطهور، وأنا إرثي الأم الفاضلة أم مروان أتوجه إلى كل شرائح المجتمع العربي والفلسطيني وأتمنى عليهم : أبأن يعيدوا صياغة الأمور تجاه المرأة، لأنها الثائرة والمقاتلة والمعلمة والطبيبة والأم الفاضلة، لأنها حامية بقائنا وحارسة حلمنا...أكرموهنّ ولا تكرروا أخطاء الماضى، ولتكن العادات البشعة جزءا من مخلفات الماضى السحيق، هي الأم...والأخت..والإبنة والعمة والخالة...هى حارسة الحلم وزهرة المستقبل.

سلام لك أماه
سلام لك يوم ولدت ويوم رحلت إلى العظيم الجبار
سلام لروحك وقد كنت درع حياتنا