طباعة هذه الصفحة

محكــوم بالسّجـن المؤبّد مرتين

الاحتلال يحرم الأسير كامـل محمـــود مـن لقـاء ابنه السّجـين

تقرير: علي سمودي - جنين - القدس
الاحتلال يحرم الأسير كامـل محمـــود مـن لقـاء ابنه السّجـين
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

 حتى خلف القضبان، فرق الاحتلال الوالد عن ابنه الأسير، وحرمهما من اللقاء واجتماع الشمل واللحظات التي انتظرها الأسير كامل محمود حسن عطاطرة الذي ترك طفله أمير بعمر عامين، وفي رحلة اعتقاله الطويلة كبر.

 وأصبح أمير شاباً، بل وانضم لقائمة الأسرى، فكان حلمه أن يعانق والده وينام بين أحضانه، لكن السجان الصهيوني ما زال يمارس سياسة العقاب والتفريق بين الوالد وابنه، الذي كان دوما يتمنى لقاء والده حتى لو في السجن، ويقول الأسير المحرر حسن: “أقسى المواقف بالنسبة لنا حرمان شقيقي كامل من حنان الأبوة وعناق طفليه أمير وولاء، اللذان عاشا حياتهما بانتظاره، وقبل أن يتحقّق الحلم أصبح أمير كوالده أسير، لكن الأصعب أن الاحتلال يرفض السماح له بلقاء والده والبقاء معه حتى في السجن.
في غياب الأسير كامل، كبر الصغير أمير وأصبح في أواسط العقد الثاني من عمره، لكن الاحتلال كما يقول عمه، قطع عليه الطريق وغير حياته الصعبة أساساً منذ صغره، فقد حرمه الاحتلال وشقيقته آلاء حضن وحنان والدهما، الذي قضى 22 عاما خلف القضبان”، ويضيف: “في تجربة اعتقاله الثانية مازال أمير محروما من رؤية والده فالاحتلال يحتجزه في سجن مجدو ووالده في سجن ريمون، ونتمنى ان يجتمع شملهما مع والدنا وعائلتنا في الصفقة القادمة او العيد القادم”.
تنهمر دموع عمته وشقيقة كامل وهي تتحدّث عن حياتهما ومعاناة الأسرة، التي ما زالت تتمنى إبرام صفقة تبادل وتقول: “منزلنا شمعة، لكن أنوارها انطفأت في ظل غياب كامل وابنه امير الذي استهدفه الاحتلال واعتقله مرتين، فأمضى في المرة الأولى عام وتحرّر، وتضيف “تعرض أمير للإصابة برصاص الاحتلال في يده وقدمه، وعاش تجربة الاعتقال الثانية خلال شهر حزيران عام 2023، وقد رفضت ادارة السجون كافة مطالبهما وجمعهما في سجن واحد، فكامل في سجن ريمون ونجله في مجدو، وستبقى افراحنا حزينة ومؤجلة، نحن يجتمع شملنا من جديد”.
كبر الطفل أمير، وأصبح في العقد الثاني من عمره، وانضم لقائمة الأسرى وبينهم والده الأسير كامل محمود حسن عطاطرة القابع خلف القضبان منذ 21 عاماً، لكن مثلما حرمه الاحتلال وشقيقته آلاء حضن وحنان والدهما، فانه يواصل العقاب في اعتقال أمير الجديد من خلال رفضه جمع الشمل بين الوالد وابنه، لكن العائلة، تتمنى أن يجتمع شملهما مع عائلتهما خلال شهر رمضان او العيد القادم، وتقول شقيقته، في بلدة يعبد غرب جنين، أبصر كامل النور قبل 56 عاماً، وقبيل رحلة أسره تزوج ورزق بآلاء التي كانت بعمر 6 سنوات وأمير عامين، ويقول شقيقه حسن: “عاش وتربى في بلدتنا التي تعلم بمدارسها حتى أنهى المرحلة الابتدائية، فقد انضم لوالده المزارع للعمل في الأرض التي ارتبط فيها، واصبح في ريعان الشباب مقاوماً للدفاع عنها “.
ويضيف: “انضم إلى صفوف حركة فتح واختار طريق المقاومة مع اندلاع انتفاضة الاقصى”، وتكمل: “اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلتنا، فجر تاريخ في 1/7/2003، واعتقلته وقضى عدة شهور في اقبية التحقيق، حتى حوكم بالسجن المؤبد مرتين، وخلال رحله اعتقاله، صمد وتحدى وشارك في معارك الأسرى، وأصبح يعاني من الغدة ومشاكل في الأسنان، وفقد الكثير من وزنه، ومنذ أكتوبر انقطعت اخباره ولا نعرف مصيره”.
في كل المناسبات وخاصة في الأعياد وحاليا الحديث عن الصفقة تتذكر العائلة، كامل ووالدته بهية، التي كانت تتمنى أن يتحرر ويجتمع شملها معه على مائدة واحدة على الأقل قبل رحيلها، ويقول شقيقه حسن الذي قضى 5 سنوات في سجون الاحتلال، ارتبط بعلاقة وطيدة مع والدتنا أم جمال التي واظبت على زيارته، لكنها حزنت وتأثرت كثيراً بعد محاكمته حتى وكأن الحكم كسرها ودمر حياتها، ومن شدة البكاء والحزن، اجتاحت جسدها الأمراض، وأصبحت تعاني من عدة امراض مزمنة ، ويضيف
«تحمّلت كل الظروف، احتضنت مع زوجته الوفية أطفاله وأكملت مشوار تربيتهما كما تحب، حتى فقدت القدرة على الحركة إلا بالاستعانة بكرسي متحرك، وأصبحت عاجزة ومنذ عام 2019 توقفت عن زيارته، وعاشت على أمل الافراج عنه في أي صفقة لتضمّه إلى صدرها، وتقبله وتعوض كافة الايام التي غاب فيها عنها، كانت يوميا تذكره وتتحدث عنه، وتقول: “لو أنّني أراه محررا أمامي ممكن أن أركض إليه لاحتضنه على الرغم من عجزي”، ويتابع: “كانت تمضي رمضان دعوات وصلاة لحريته، لكنها توفيت والدتي بهية في 18 / 10 / 2023، قبل تحقيق هذه الأمنية، ورحلت أمنياتها وأحلامها بعودة كامل إليها، وكانت وصيتها بعد رحيلها أن نكمل المشوار بالدعوات المتكررة لكامل وكافة الأسرى خلف القضبان”.
لم يحالف الحظ كامل المحكوم بالسجن المؤبد مرتين بالحرية في صفقات التبادل، لكنه صمد كما يروي شقيقه وتحدى المرض والحكم العالي الذي يثني ولم يكسر إرادته بل واصل دوره البطولي والشجاع خلف القضبان، تمتّع بإرادة قوية ومعنويات عالية، جعلته يكمل مشواره الدراسي حصل على الثانوية العامة وانتسب للجامعة، وحصل على درجة البكالوريوس، التي تعتبر حرية بالنسبة لكامل، لأنه يمارس حياته الطبيعية رغم منغصات الاحتلال”.
ويضيف: “خلال هذه الأعوام التي أمضاها في سجون الاحتلال، فقد شقيقه هلال الذي توفي بسبب مرض السرطان، وابنة شقيقه هلال بنفس المرض، وهناك الكثير ممّن فقدهم من أحبّته وأقاربه وأصدقائه”.
في ظل الحديث عن صفقة التبادل، تترقب العائلة الأخبار الجديدة وسط أمنيات بإدراج اسمه في المرحلة الثانية، ويقول شقيقه، منذ الحرب انقطعت أخباره، وطوال سنوات اعتقاله لم يعرف الفرح طريقه لعائلتنا سنوات العمر الماضية كانت مزيج من الألم والدموع الذي سرق ونغص أفراحنا، لكن ثقتنا بالله والمقاومة كبيرة بتحقيق وعدها وتحرير كل أسرانا وعودتهم إلينا مع غزة محررين ومنتصرين على هذا الاحتلال. خلال رمضان الماضى، خيمت أجواء الحزن في منزل العائلة، وتقول شقيقة كامل “نبكي ونحن نتذكّر والدته التي غابت عنا أيضا، لا يعرف الفرح طريقه لمنزلنا منذ اعتقاله، طوال السنوات الماضية امتزجت أفراحنا ومناسباتنا بالدموع والحزن والألم والغصّة، لكن ثقتنا بالله والمقاومة كبير بتحقيق وعدها وتحرير كل أسرانا، وعودتهم إلينا مع غزّة محرّرين ومنتصرين”.