طباعة هذه الصفحة

أدباء شهداء.. أديبات شهيدات

بقلم: عادل الأسطة
أدباء شهداء.. أديبات شهيدات
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

 1 - الشهيدة فاطمة حسونة
- أريد لموتي أن يكون صاخبا

ارتقت فاطمة حسونة المولودة في العام 2000 في 18/04/2025، قبل حفل زفافها بأيام. في 04 / 11 / 2023 كتبت نصا عنوانه “أريد لموتي أن يكون صاخبا”، ومما ورد فيه : “ قلت لكم، أريد لموتي أن يكون صاخبا، ولن يكفيني أن يعرف به الأصدقاء فقط، لأنني لم أبذل حياتي لذلك، أريد لكل العالم أن يعرف أن موت الفلسطيني الآن يعني أن ثأرا ممتدا سيكبر ويحرق قاتله وأخاه الساكت عن قتله، والسكين التي حزت رقبته، وأريد لكل العالم أن يعرف أن موتي يعني خسارة العالم نفسه أمامي، أمامنا، أمام نفسه..
«لم يكن ما قتل فاطمة رصاصة ولا شظية ولا صاروخا، فما يقتلها كل يوم هو عجزها عن كسر اليد التي تطاولت عليها وعلى إخوتها و« قهري من كل الذين سكتوا وقت كان يجب عليهم أن يصرخوا. ما يقتلني شيء لا يرى يدخل خلسة إلى جسدي ونفسي ويعشش، يمتد كسرطان ثم يفتك بكل شيء بعد لحظة ترقب مثل ثعبان لئيم ...” ما سيقتلها لن يكون أبدا هذا الاحتلال ولا الذين عرفت نجاستهم إنما خيبتها وهوان نفسها عليها وصمتها ورضاها عن قتلها وهي لهذا لا تريد لهذا العار أن يلحقها أبدا “ أريد أن أعيش، أن يعرفني العالم وأن تنتهي اللعبة نهاية عادلة “. (من كتاب عاطف ابوسيف : استعادات مقلقة، يوميات غزة). ربما يكرر المرء هنا مقولة الشاعر اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح : الصمت عار، وربما يكرر سطر محمود درويش : فإن أسباب الوفاة كثيرة من بينها وجع الحياة.


2 – الشهيد نور الدين حجاج - روائي
- أن نرسم حرّيتنا على كلّ جدار تهدّم

فيما أورده عاطف أبوسيف فإن نور الدين حجاج ولد في 31/01/1996 وارتقى في 03/12/2023 - أي وهو في السابعة والعشرين من العمر..
 لنور الدين روايتان هما “غريب وغريبة” و«أجنحة لا تطير” ..في يومياته التي نشرها له عاطف في كتاب “استعادات مقلقة : يوميات غزّة “ يكتب عن قسوة الحياة في الحرب. عن الطوابير وضيق المكان والخوف من الصواريخ والموت في أية لحظة. في غزّة تنعدم الاتجاهات “ تهرب من صوت صاروخ خلفك فيتلقفك آخر أمامك. في غزّة لم يعد هناك اتجاهات أربعة، لأن جميعها أصبحت تطل على ذات المشهد وهو “الدمار”.
يفصح نور الدين عن حبه الحياة ما استطاع إليها سبيلا، وينشد الحياة ليكتب ويوصل صوته للعالم “ أرفض أن يكون خبر موتي عابرا “ يكتب، بخلاف فاطمة حسونة التي أرادت أن يكون موتها صاخبا. يكتب يومياته في الحرب معتقدا أن تكون رسالته الأخيرة التي تجوب العالم الحر (لو امتد به العمر حتى اليوم لاقتنع أن هذا العالم ليس حرا على الإطلاق)” تعبنا يا الله. لينته كل هذا عاجلا ليس آجلا .. يا رب “ ولا جنازات في غزّة فالعائلة كلها ترافق الميت معه إلى القبر.
فيما كتبه نور الدين في 07 /11/2023 - قبل 26 يوما من ارتقائه رأى أن غزّة الآن تشبه رواية “العمى” لـ (جوزيه ساراماغو)، مع اختلاف طفيف هو أن “المرض المنتشر بيننا الآن هو الاحتلال وليس العمى. لكنها تتشابه بشكل كبير مع... المجاعات... الأمراض... المكاره الصحية...الكوارث...نفاد المنتجات...الخوف...الدمار...
ما كان خيالا صار الآن واقعا...بفعل قوة قاهرة...ومع كل هذا السوء، الجميع يخشى أن تسوء الأمور أكثر “. وما تنبأ به نور الدين وقع. ارتقى قبل أن تنتهي الحرب وساءت الأمور أكثر وأكثر وأكثر.