طباعة هذه الصفحة

سفينة مادلين..

كسر الحصــار بصوت الحريـة

بقلم الناشط الحقوقي شريف الصباغ
كسر الحصــار بصوت الحريـة
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

في عرض البحر، حيث تلتقي زرقة الماء بأمل الشعوب، أبحرت سفينة مادلين، لا كسفينة عابرة، بل كقلب نابض بالكرامة والإنسانية، تحمل فوق ظهرها رايات الأمل ورسائل الشعوب الحرة إلى غزّة المحاصرة. ليست مادلين مجرد سفينة، بل صرخة في وجه الصمت، صفعة على خد التواطؤ، ومحاولة شجاعة لكسر الحصار الجائر الذي تخنق به آلة الاحتلال أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزّة، منذ أكثر من 17 عامًا.
وعلى متنها نشطاء سلام، وحقوقيون، وبرلمانيون، ومناصرون للقضية الفلسطينية، تجمعهم قناعة واحدة: “أنّ الحصار جريمة، وأنّ الصمت خيانة”. لكنّ يد الاحتلال الغاشمة لم تحتمل صوت الحرية، فسارعت للانقضاض على مادلين، وسيطرت عليها في المياه الدولية، في خرق صارخ لكل المواثيق البحرية والإنسانية، وسحبتها بالقوة إلى ميناء أسدود، كما فعلت مع كل محاولة كسرت الصمت وفضحت الحصار. رغم ذلك، لم تُهزم مادلين. فقد وصلت رسالتها قبل أن تصل شواطئ غزّة. وصلت في عيون أحرار العالم، في تقارير الإعلام، في ضمائر الشعوب الحية. لقد قالت ما يجب أن يُقال: “غزّة لستِ وحدكِ”، وأن الكف يمكن أن يواجه المخرز، ولو سُحِب إلى الميناء بالقوة. اليوم، حين تُحتجز مادلين، فإنها لا تُسجن، بل تخلد، وتُسطّر فصلًا جديدًا في مقاومة الحصار، لا بالبندقية، بل بالفعل الإنساني الحر. سلامًا لمادلين، ولمن على متنها...وسلامًا لغزّة التي تقاوم الحصار بصبرها، وتواجه العزلة بكرامتها.