خلال ربع ساعة فقط، أنهت جرافات الاحتلال هدم منزل المواطن أسعد أحمد الحشاش للمرة الثانية على التوالي كجزء من سياسة العقاب والانتقام التي فرضها الاحتلال على العائلة منذ اغتيال ولديها همام وحارث بتاريخ 5-7-2024، بتهمة ضلوعهما بعملية فدائية مع الشهيد نضال العامر أسفرت عن مقتل وأصابة 16 جنديا صهيونيا حسب اعتراف الاحتلال.
وبصبر ومعنويات عالية وإرادة تعبّر عن اعتزازها باستشهاد ولديها وتحديها للاحتلال، وقفت الوالدة نجوى عبد الله الحشاش فوق أنقاض منزلها الذي أنهى زوجها اعادة بنائه حديثا، دون أدنى معالم الحزن والألم، بل توشّحت بالصبر وانهمكت بالدعاء وهي تردد “الحمد الله..ثم الحمد الله..لن يكسروا عزيمتنا ولن ينالوا من إرادتنا..اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت وبعد الرضى..وإن شاء الله بعوض أولادنا بقصور من الجنة خيرا من هذه الدنيا الفانية”، وعندما كان الأهل والأقارب والجيران يتوافدون للتضامن مع الاسرة ومؤازرتها.
ابتسمت وأضافت: “نسأل الله أن يتقبل جهادهم، ولدي جملة واحدة هذه الحجارة عمرها ما كانت أغلى من اولادي، بعد ما راحوا الغوالي لا أسف على الرخيص..كل هذه الحجارة رخيصة ولا عمرها بتكون أغلى من أولادي، ونسأل الله لهم الفردوس الأعلى يا رب”. بهذه الكلمات عبّرت الوالدة نجوى عن موقفها ومشاعر أسرتها التي عانت الكثير بسبب استهداف الاحتلال لأسرتها، والتي بدأت بتصفية واغتيال ولديها همام والحارث الحشاش، أمامها خلال قصف واحراق منزلها في حرش السعادة في جنين.
خلال ذلك العدوان، اعتقل الاحتلال الوالد الحشاش والذي تعرض للتحقيق، ورغم خسارته الفادحة بعد تدمير شقى وتعب العمر المكون من طابقين، صمّم على إعادة جمع شتات اسرته وإعادة بناء منزله في نفس الموقع، وسرعان ما أصدر الاحتلال قرارا بهدم المنزل الجديد، ورفضت المحكمة العليا استئناف العائلة، وعصر الأربعا ء (16-4)، اقتحم الاحتلال حرش السعادة وحاصر منزل الحشاش لتنفيذ قرار قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، ويقول الوالد الحشاش “حاصرت قوات الاحتلال الحي وأغلقت كافة المداخل المؤدية اليه، واحتلت المنازل المجاورة، ثم شرعت في عملية هدم وتدمير المنزل الذي أعيد بناؤه قبل فترة قليلة”، وأضاف وهو يتجول فوق الأنقاض كمن يستعيد الذكريات الكثيرة التي دفنها الاحتلال تحت أنقاض المنزل “الحمد الله رب العالمين على كل شيء، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها، وهذه الدار فداء فلسطين وفداء الأقصى وفدا المقاومة”، وتابع “لسنا نادمين، والدار مش أغلى من أولادي الي راحوا، ونسأل الله أن يتقبلهم ويتقبل تضحياتهم ويكونوا في عليين، ومارح يهدوا هزيمتنا وقد ما يهدوا رح نبني كمان مرة”، وأكمل “الاحتلال يهدم ونحن نعمد ونعيد البناء، فقد هدموا منزلنا وأعدنا البناء بشهر أيلول، واهم شيء الأولاد أفضل من الحجارة”.
بهذه الروح العالية، استقبلت عائلة الحشاس هذه المشاهد والصور وهذا الفقدان، وهذا يشير إلى استمرار الاحتلال في سياساته وعدوانه، واستهداف عوائل الشهداء ومن تسميهم بالمطلوبين في جنين، والتي تصاعدت بوتيرة عالية منذ بداية العدوان الأخير قبل 3 شهور.