طباعة هذه الصفحة

يا اللـــه جوعــــان !!

بقلم: بهاء رحال
يا اللـــه جوعــــان !!
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

الطفل عبد الله أبو رزقة يصرخ باكيًا من داخل خيمته شديدة الحرارة في هذه الأيام الحارة والجافة من شهر تموز، يا الله جوعان.
نداء للعالم الواقف على جهة الحياد، وصوت سوف يلاحقنا جميعًا لعجزنا وضعفنا عن إدخال الطعام والشراب، وأطفال يموتون كل يوم بسبب سوء التغذية والنقص الحاد في الطعام، وما كان هذا ليحصل لو أن العالم عمل جادّا على كسر الحصار الظالم، لكن الأمم تخلّت عن دورها الطبيعي والإنساني، واكتفت ببيانات شجب واستنكار، ووقفت على الحياد بلا حياء، ولم تتحرك بشكل عاجل وجديّ.
صوت الطفل عبد الله أبو رزقة يستغيث، وهو لا يقوى على الوقوف، لأن قدميه لا تحملانه، ولأن جسده بات يتثاقل الحركة، بينما كانت الأم إلى جواره، بلا حول لها ولا قوة، تبكي، وفي دموعها وجع الحال والمصير، وفي صوتها عجز وعتب وصرخة تزلزل الأرض والسماء. مصائر الموت جوعًا أصعب من مصائر الموت قصفًا، وفي كلتا الحالتين هو المصير ذاته. لكنّ اللاإنسانية التي يتعامل بها العالم وصمة عار على جبينه، ستذكرها الأجيال لعقود طويلة، فلا استطاع العالم وقف الحرب والقصف، ولا استطاع إدخال الطعام والدواء للمحاصرين في تلك البقعة الجغرافية المسماة غزة. غزة التي يهجم الموت عليها من كل الجهات، تعيش تحت الإبادة منذ 653 يومًا، ويواجه الناس فيها الموت كل لحظة والأسباب كثيرة، منها الموت جوعًا، أما الأخطار الأخرى فهي عديدة منها التلوث والأمراض البيئية وارتفاع حرارة الطقس وهم وسط العراء يكابدون العيش، وعدوى الأمراض، وكثيرة هي اللعنات التي تفتك بالناس.
يا الله جوعان، صرخة استغاثة بصوت الطفل الجائع فهل تلقى آذان تسمع؟ وتعمل سريعًا على فك الحصار. نداء الطفل الجائع وبكاؤه يزلزل الضمائر الحية، فهل من مجيب لاستغاثة الأطفال، الصغار، الكبار، فكل من في غزة اليوم جائع، وكل من لا زال على قيد الحياة يعاني أخطارًا حقيقية تتهددهم بالموت. يا الله جوعان، صرخة في وجه العالم الصامت، ونداء لفتح المعابر وكسر الحصار، وإدخال المساعدات العاجلة، فهل يتحرك العالم؟ وهل تتحرك المؤسسات الدولية، أم أنها ستبقى مصابة بالخرس والصمت والاستنكار؟